«الطوارئ الطبية»...رسالتهم واحدة في رمضان أو سواه

10 دقائق فاصلة بين الحياة والموت

1 يناير 1970 02:40 م
• الفودري: البلاغات خلال شهر رمضان متقاربة مع بقية الأشهر

• الإسعاف الجوي الخيار الأمثل لتنفيذ بلاغات الجزر النائية أو عرض البحر

• سيارة إسعاف خاصة أثناء تشييع الجنائز تحسباً لأي طارئ

• مواكبة صلاة التروايح والعشر الأواخر خصوصا في المسجد الكبير

• أحمد العنزي: أبرز الصعوبات عدم قدرة بعض المتصلين على تزويدنا بالعنوان الدقيق

• المطيري: حوادث الطرق وهبوط السكر وارتفاع الضغط أكثر البلاغات في رمضان

• خالد العنزي: إجراءات محددة للتعامل مع الحالات المرضية المعدية

• عادل عايد: عيادة مجهزة أمام المساجد الكبرى خلال العشر الأواخر
غرفة العمليات في الادارة المركزية للطوارئ الطبية أشبه ما تكون بخلية لا تهدأ على مدار 24 ساعة، فوراء كل جهاز من اجهزتها جنود مجهولون دورهم ورسالتهم النبيلة وسام على صدورهم، يدركون أهمية اللحظات التي قد تشكل فاصلاً بين موت أو حياة، هي لحظة إنقاذ مصاب تعرض لطارئ أو حادث. فهم يتابعون بدقة تنفيذ واجبهم الإنساني الأسمى، منذ تلقي البلاغ بالتوجيه وتقديم الإرشادات، إلى حين وصول سيارة الاسعاف، التي يترواح معدل وصولها لأي موقع حدث 10 دقائق، وسط طموح للوصول للمعدل العالمي 8 دقائق، إلا انها الدقائق الأطول في حياة كل من المصاب والمسعف على حد سواء.

«الراي» رصدت ثالث أيام الشهر الفضيل، حيث يتواصل عمل رجال الطوارئ الطبية من داخل غرفة العمليات المركزية، فلا مجال للتوقف، في ظل تواصل رنين الاجهزة طلبا للإسعاف والنجدة، ورغم زحم البلاغات مع موعد الافطار غير ان العمل يسير وفق القواعد والاجراءات المنظمة، فنوبة انتهت من افطارها تتسلم من أخرى ظلت تُمارس عملها مع صوت الاذان.

مراقب خدمات الاسعاف في ادارة الطوارئ الطبية جاسم الفودري، أكد ان ساعات عمل الادارة في رمضان وغيره من الشهور واحدة لكون طبيعة عملهم خدمة طبية طارئة، جاهزة عند الطلب على مدار 24 ساعة بغض النظر عن الزمان والمكان موضحا ان معدل البلاغات خلال شهر رمضان يتقارب مع بقية الشهور.

وكشف الفودري، ان اعداد البلاغات التي تعاملت معها الادارة بداية من اول يناير 2015 الى 20 يونيو الجاري بلغ نحو52961 بلاغا معلنا تزويد سيارات الاسعاف بكاميرات متابعة وأجهزة ربط فني مع أقسام الحوادث بالمستشفيات نهاية العام وخطة لإدخال 43 سيارة إسعاف جديدة منها سيارات عناية مركزة و سيارات لنقل الأوزان الثقيلة مع إدخال 100 سيارة إسعاف جديدة اخرى بدءا من 2016 وفق جدول زمني محدد.

وقال «ان ساعات عمل الإسعاف في شهر رمضان وغيره واحدة، فهي خدمة طبية طارئة، ويجب أن تكون جاهزة عند الطلب على مدار الأربع والعشرين ساعة بغض النظر عن الزمان والمكان، حيث الأعياد أو شهر رمضان لا يقللان من هذه الساعات، لكن قد يكون هناك بعض التغيير في توقيت التسلم والتبديل، لكن المحصلة النهائية ان العمل يكون على مدار الأربع والعشرين ساعة».

وأوضح ان هناك عدة أقسام تابعة لإدارة الطوارئ الطبية منها المتعلقة بخدمة الإسعاف مباشرة كقسم الإسعاف والتجهيز، ومنها المتعلقة بالخدمات المساندة كأقسام العمليات واللاسلكي والحركة والصيانة بالإضافة إلى أقسام التطوير وضبط الجودة والشؤون الإدارية والمالية ومكتب البحث القانوني، يضاف إلى ذلك مركز التدريب وهو مركز متكامل معتمد عالميا وأكاديميا يقوم على تقديم كافة الدورات المعنية بالخدمات الطبية الطارئة لكافة منتسبي الهيئات الطبية بمن فيهم الأطباء.

وقال الفودري حول تلقي اتصالات لمساعدة المتضررين لحين وصول سيارة الاسعاف «لا شك أن متلقي الاتصالات على مستوى فني وكفاءة تؤهلهم لتقديم الإرشادات الطبية المتوافقة مع حالة المصاب قيد الطلب لحين وصول سيارة الإسعاف إلى الموقع، وأود ان أشير في هذا الصدد الى ان الإدارة قامت بتدريب كافة الفنيين المتخصصين بتلقي البلاغات على نظام عالمي معتمد ومتخصص بكيفية تقديم الإرشادات الطبية لحين وصول سيارات الإسعاف (BROQA)».

وحول نوبات العمل في الادارة المركزية للطوارئ الطبية خلال شهر رمضان، واعداد البلاغات، وما ان كانت تختلف عن الايام العادية، قال «ان النوبات في الإدارة المركزية للطوارئ الطبية اربع نوبات، وشهر رمضان ليس موسما من مواسم زيادة البلاغات أو انخفاضها، إنما النسبة فيه متقاربة مع بقية الشهور العادية».

وقدر «متوسط معدل وصول سيارة الاسعاف الى مكان البلاغات بعشر دقائق تقريبا، والإدارة لديها الطموح والهاجس في الوقت نفسه للوصول للمعدل العالمي لتنفيذ الطلب وهو ثماني دقائق».

وحول الاجراءات المتبعة لضمان عدم انتقال العدوى للمسعفين، قال «هناك إجراءات صارمة ومحددة للتعامل مع الحالات المعدية، فهناك إجراءات متكاملة، بدءاً من اللبس الخاص بمنع نقل العدوى، مرورا بطريقة نقل المصاب وتسليمه للهيئة الطبية، وانتهاءً بطريقة التخلص من المواد الملوثة، وكيفية تطهير سيارة الإسعاف فور الانتهاء من نقل المصاب». وتابع ان «كل فني لا يلتزم بهذه التعليمات يعرض نفسه للمساءلة القانونية التي قد تؤدي للعقوبة، لأنه كما هو معلوم فإن من أهم وظائف الإسعاف عدم تفاقم الإصابات، ولا شك أن انتقال العدوى من أخطر أنواع تفاقم الإصابات، لانها ان انتقلت من المصاب إلى غيره قد تنتقل إلى أكثر من شخص بل قد تستقر في مكان يصعب معه التخلص منها، فصار الاهتمام باتباع إجراءات الوقاية من العدوى حال الحاجة إليها من أهم الواجبات المناطة بالفنيين».

وقال «هناك تنسيق تام مع وزارة الداخلية والإدارة العامة للإطفاء حول كافة مجالات التعاون المشترك، وهناك اجتماعات دورية وتمارين مشتركة مستمرة تصب في خانة تطوير التعاون، وتخطي كافة المعوقات التي تربك التنسيق أو تعطله».

وحول درجة الاستعداد في العشر الاواخر من رمضان، قال بالنسبة لشهر رمضان المبارك ووقوعه في هذا الوقت الحار من السنة، فإن إدارة الطوارئ الطبية تقوم بفرز سيارة إسعاف خاصة للمقابر أثناء تشييع الجنائز، تحسبا لأي طارئ، بالإضافة إلى الاهتمام بصلاة التروايح، وايام العشر الأواخر من رمضان، والذي يؤدي فيها الناس صلاة القيام في المساجد، حيث تقوم الإدارة وبالتنسيق مع وزارة الأوقاف بتخصيص سيارة إسعاف وعيادة طبية لكل مسجد يكثر فيه المصلون، وأما مسجد الدولة الكبير فله خطة مستقلة، وذلك بسبب الأعداد الهائلة التي ترتاده لأداء صلاة القيام فيه».

وحول كيفية التعامل مع بلاغات المناطق النائية، سواء بلاغات الجزر النائية او في عرض البحر او على الحدود، قال «تم بحمدالله تدشين خدمة الإسعاف الجوي حديثا، والذي يغني كثيرا عن الحديث حول آلية تنفيذ بلاغات المناطق النائية والجزر، فالإسعاف الجوي بحمدالله هو الخيار الأمثل لتنفيذ مثل هذه البلاغات».

وعن جهوزية سيارات الاسعاف وهل هناك نقص فيها ومستوى صيانتها، قال «تخضع سيارات الإسعاف إلى الصيانة الدورية والمتابعة اليومية المستمرة المتعلقة بمدى صلاحية استخدامها وخلوها من الأعطال التي تعيق تشغيلها، وبالنسبة لوجود نقص في أعداد سيارات الإسعاف من عدمه فالإنسان دائما يسعى للكمال ومن قال إنني بلغت الغاية، فهذا دليل فشله، لأنه سيتوقف ساعتها عن السعي للتجديد والتطوير، فنحن لأجل ذلك نسعى للأمثل والأكمل، ولن نقول حققنا الاكتفاء حتى لا نصل إلى مرحلة الكسل والنقص».

وعن اعداد العاملين في كافة أقسام الطوارئ الطبية وهل هناك نقص في ذلك أوضح قائلا «تبلغ القوة العاملة لإدارة الطوارئ الطبية قرابة الألف وأربعمئة فني موزعين على كافة مراكز الإسعاف ونظرا لتوسع الرقعة الجغرافية للسكان واستحداث مناطق جديدة والزيادة اللافتة بأعداد البلاغات فيتملكنا طموح كبير بزيادة أعداد الفنيين بما يتناسب وهذه الزيادات».

وحول ما كانت هناك برامج معينة تتبعها الادارة لرفع اللياقة البدنية للمسعفين، خاصة وان عملهم يتطلب ذلك قال «هناك دورات رياضية تنظمها الإدارة للعاملين فيها لزيادة الألفة بين العاملين بالإدارة، بالإضافة إلى تذكير الشباب بأهمية الرياضة كرافد مهم للفني، تعينه كثيرا على أداء واجباته بهمة ونشاط واتقان».

من جانبهم، كشف فنيو الطوارئ العاملون في الادارة المركزية، ان اكثر البلاغات التي يتلقونها في شهر رمضان هي بلاغات لحوادث الطرق وهبوط السكر أو ارتفاع ضغط الدم مناشدين مرتادي الطرق بضرورة افساح الطريق لسيارات الاسعاف.

وحول أوقات الورديات العاملة في الادارة المركزية للطوارئ الطبية أوضح فني الطوارئ أحمد العنزي، ان «هناك ورديات للعمل داخل الادارة المركزية للطوارئ الطبية موزعة على النحو التالي، حيث كل وردية يمتد عملها من الساعة 5 مساء الى 10 مساء، وثانية من 10 مساء الى 7 صباحا، وثالثة من 7 صباحا الى 12 ظهراً ورابعة من 12 ظهراً الى 5 مساء».

وحول الصعوبات التي تواجههم أثناء تلقي البلاغات قال «ان من بين ابرز الصعوبات التي تواجهنا عدم قدرة بعض المتصلين احيانا على تزويدنا بالعنوان الدقيق لموقع الحدث ما يصعب بدوره من وصول سيارة الاسعاف في الوقت المحدد»

وحول طبيعة البلاغات خلال شهر رمضان وساعات ارتفاع معدلها، قال فني الطوارئ عبدالمجيد المطيري، ان اكثر البلاغات لحوادث الطرق وهبوط في السكر أو ارتفاع في ضغط الدم.

وعن مهام قسم الحالات غير العاجلة في ادارة الطوارئ الطبية، قال فني الطوارئ خالد العصيمي «هذا منوط به تنسيق وتحديد المواعيد لنقل الحالات المرضية من المنازل الى المستشفيات حيث يقوم القسم بتنظيم المواعيد للحالات التي يتطلب نقلها مواعيد مسبقة حيث يتم توفير سيارات اسعاف لنقلها».

وحول الاجراءات الوقائية لمنع انتقال العدوى للمسعفين، قال فني الطوارئ خالد العنزي، ان «هناك سيارات اسعاف معينة للتعامل مع مثل هذه الحالات، فضلا عن ان هناك إجراءات محددة للتعامل مع الحالات المعدية بدءاً من الملابس الخاص بمنع نقل العدوى الى غير ذلك من الاجراءات الطبية والاحترازية الاخرى والتي تضمن أعلى درجات الأمان للمسعف».

وعن بعض الصعوبات التي تحول دون وصول سيارة الاسعاف في الوقت المحدد، قال فني الطوارئ وليد العراك «ان الازدحام المروري أو وجود اشارة حمراء هي ابرز المعوقات وعليه نناشد مرتادي الطرق بضرورة افساح الطريق لسيارات الاسعاف، لافتا الى ان متوسط معدل سيارات الاسعاف الى مكان البلاغ لا يزيد على 10 دقائق»

وحول الاستعدادات للعشر الاواخر من رمضان وهل تختلف عن بقية ايام الشهر قال فني الطوارئ عادل عايد «الاستعداد والجهوزية للطوارئ الطبية موجودان على مدار ايام السنة وعلى مدار ايام شهر رمضان ولطبيعة العشر الاواخر من رمضان وصلاة القيام فانه تكون هناك عيادة مجهزة أمام المساجد الكبرى في البلاد التي تشهد تواجد أعداد كبيرة من المصلين».

أصحاب الأوزان الثقيلة بمساعدة «المطافي»



كشف الفودري عن طريقة للتعامل مع المرضى من اصحاب الأوزان الثقيلة، توازن بين سلامة المصاب وسلامة الفنيين، وعند عدم القدرة على حمل المصاب تتم الاستعانة بأكثر من سيارة اسعاف لمساعدة الفنيين بعضهم بعضاً، وإذا استمر عجزهم عن نقل المصاب، يتم طلب مساعدة «المطافي»، خصوصا إذا كانت الحالة في الأدوار العليا.

أجهزة ربط فني مع «الحوادث»



أوضح الفودري أن ثمة خطة لتطوير أسطول سيارات الاسعاف بتزويدها نهاية العام، بكاميرات متابعة وأجهزة ربط فني مع أقسام الحوادث بالمستشفيات، يتم من خلالها التواصل بين الفنيين في سيارات الإسعاف وأطباء قسم الحوادث، الذين يقومون بتلقي الوصف الكامل لحالة المصاب، وتوجيه الفنيين لإجراء بعض الفحوصات التي تساهم بدقة في تشخيص الحالة، والتي على ضوئها يقومون بإعطاء التوجيهات الطبية لكيفية تعامل الفنيين الأمثل مع المصاب.

43 سيارة إسعاف جديدة



اعلن الفودري ان هناك خطة لإدخال 43 سيارة إسعاف نهاية العام 2015، منها سيارات عناية مركزة، بالإضافة إلى سيارات متخصصة بنقل الأوزان الثقيلة (رافعة) وخطة لإدخال 100سيارة إسعاف جديدة بدءا من العام 2016 وفق جدول زمني محدد.

52961 بلاغاً من 1 يناير إلى 20 الجاري



كشف مراقب خدمات الاسعاف جاسم الفودري، ان عداد البلاغات التي تم التعامل معها خلال الفترة المنقضية من عام 2015 خلال الفترة من 1 يناير 2015 إلى 20 يونيو الجاري هو 52961 بلاغا.