وليد إبراهيم الأحمد / أوضاع مقلوبة!

فرصة ما بعدها فرصة!

1 يناير 1970 09:12 م
فرصة ما بعدها فرصة فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر فهذا شهر أنزل فيه القرآن يستحق أن نخصص سطورنا اليوم له بعيداً عن السياسة التي لوثت العقول وعكرت الأمزجة وخربت النفوس!

كم واحد منا اختلى مع نفسه وعقد العزم على تحديد رقم لعدد ختم القرآن الكريم للوصول إليه وإخراج مال وصدقات تفوق ما أخرجه في السنوات الماضية تزكية للنفس ومحاربة لحب الدنيا والتعلق بشهواتها؟

أبواب الخير عديدة: القرآن - الذكر - التهليل والتسبيح والتكبير - صدقات - زكوات - إفطار صائم - بر الوالدين - زيارة مريض - التراويح وقيام الليل - مساعدة الفقراء والأسر المحتاجة والجلوس معهم ومواساتهم والتعرف على احتياجاتهم وكسر باب القطيعة والتشاحن وفتح باب المصالحة وكف أذى اللسان عن الغيبة والقيل والقال.

جانب آخر يمكننا العروج عليه في رمضان حيث يجتمع الصوم والقرآن معا ليدرك المؤمن الصادق شفاعتين، الاولى يشفع له القرآن لقيامه، والثانية يشفع له الصيام لصيامه.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، و يقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان).

بقى أن نقول بأن هذا الحماس الرمضاني إذا ما تحقق فيجب ألا يتوقف المسلم بعده وهي ملاحظة جديرة بالاهتمام حيث يشمر البعض عن سواعدهم في هذا الشهر فقط ثم تنقلب أوضاعهم أو تعود أحوالهم بعده إلى ما كانت عليه من ضلال وتيه!

تقول الكاتبة لبنى شرف «لقد أصبح رمضان عند كثير من المسلمين كالزي الذي يُلبس ويُخلع، يأتي رمضان فيلبسونه، وإذا انقضى أو شارف على الانقضاء خلعوه وعادوا إلى غفلتهم، بل إن البعض يخلعه مع أذان الإفطار وكأنهم يعبدون رمضان أو الصيام لا رب رمضان وبعد أن ينتهي الشهر الفضيل يسأل بعضهم بعضاً: كم مرة ختمت القرآن في رمضان؟.. وهم ما عاشوا مع القرآن، وما تورعوا عن الغيبة في رمضان! لأنهم ما ذاقوا طعم الصيام، ولا عرفوا أسرار القيام.. قضوا الشهر في الطعام والشراب وفضول الخلطة مع الناس، فكيف سيطهر القلب ويستنير وهو لم يأخذ حظه من الخلوة والأنس بالله؟!»

إنها فرصة سمح بها ربنا سبحانه لننهل منها بعد أن حرم الآخرين منها بعد أن فارقوا الحياة... فلا تضيعوها يا من قرأتم هذه السطور.

****

على الطاير:

- لا نعرف كم عدد أحكام الإعدام والمؤبد التي صدرت في حق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي خلال فترة سجنه بتهم معلبة لجماعة الإخوان المسلمين... إلا أن الذي نعرفه أن الإنسان من مرة واحدة إذا أعدم يموت... هزلت!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!

[email protected]