وزارة الإعلام أطلقت مسابقة لصور الهواة تطبع نتاجهم في ألبوم تهديه إلى سمو الأمير
في قصر نايف ... الحاضر يعانق عراقة الماضي
كتب غانم السليماني
1 يناير 1970
11:54 ص
لم يعد مدفع الإفطار مجرد حدث ينقله تلفزيون الكويت ليعلن فيه دخول وقت الإفطار.. فمع هذا الزخم الشعبي الذي تشهده اللحظة، عمدت وزارة الإعلام إلى إضفاء جو تراثي بهيج على الحدث، فمن يتابع النقل التلفزيوني يلحظ هذا الربط من خلال تحويل قصر نايف إلى ساحة فريج من فرجان الكويت، فهنا الملا يعلم الأطفال القرآن، وهناك «الحجية» تخبز الخبر، وثالثة تجلس أمام باب بيتها تنتظر أذان المغرب.
أجواء تراثية بهيجة يزيد جمالها التفاعل الجماهيري من المواطنين والمقيمين، أضافت عليها وزارة الإعلام بادرة جديدة، عندما فتحت عبر تلفزيون الكويت «القناة الاولى» ميدان التنافس للمصورين الراغبين في المشاركة بتصوير لقطات مميزة داخل قصر نايف «عند المدفع» وتصوير المعالم الموجودة في أنحاء القصر التاريخي أثناء شهر رمضان، على أن تقوم القناة بطباعة كتابه واهدائه إلى سمو الأمير مع الحفاظ على الحقوق الفكرية والأدبية للمصور المشارك.
قصر نايف الذي أضحى معلما رمضانيا يزوره عشرات من المواطنين والوافدين يترقبون اللحظات المدوية لمدفع الافطار يتوافد إليه حشود كبيرة تزور ساحة قصر نايف لالتقاط الصور التذكارية والمشاركة في المسابقات ولقاءات تلفزيونية التي تقام على الهواء مباشرة إلى جانب الافطار الجماعي في فناء ساحة قصر نايف لنحو 2000 شخص يوميا لتتيح لهم تلك اللحظة التراثية القديمة ومشاهدة مدفع الافطار.
وحول تاريخ استخدام مدفع الافطار في الكويت يذكر الفلكي والمؤرخ عادل السعدون في كتابه (موسوعة الاوائل الكويتية) ان «علي بن عقاب بن علي الخزرجي هو أول من قام باطلاق مدفع رمضان في الكويت وقد تعلم رماية المدفع من العثمانيين.
ويعود الفضل للعثمانيين أصحاب اختراع مدفع الافطار وتلك العادات والتقاليد تم توارثها بعد ذلك في جميع الدول الاسلامية حينما قام العثمانيون، عندما كانوا يحكمون مصر في العام 859 هجرية، بادخالها.
وجاء أول مدفع افطار للكويت في عهد الشيخ مبارك الصباح، في العام 1907، وليس متوافرا نوعه واسمه، ويقال ان الشيخ مبارك الصباح قبل المدفع كهدية من حاكم ايران في ذلك الوقت، وكان موقع ذلك المدفع على البحر قرب قصر السيف وانتقل المدفع في حقبة الثلاثينات بعد ذلك الى قصر نايف.
وفي بداية الستينات أسندت الى الجيش مهمة اطلاق المدفع لاعلان موعد الافطار، حيث تم وضع مدفعين الأول في قصر السيف والثاني في قصر نايف، وهما من نوع 25 رطلا ومصنوعان في انكلترا، ويتولى الجيش الكويتي احضار هذا المدفع الى قصر نايف قبل شهر رمضان المبارك بيومين، ويقوم على مدفع رمضان ضابط وثلاثة جنود ويفتح القصر أبوابه أمام الجمهور بعد صلاة العصر حتى يشاهدوا لحظة اطلاق المدفع معلنا لحظة الافطار.