الأجواء الاجتماعية والأسرية تطغى على روادها فتذوب معها الفوارق
مطاعم المباركية... الفقير والغني على صعيد واحد
| كتب غانم السليماني |
1 يناير 1970
12:50 م
ببساطة أجواء أهل الكويت القديمة، تشغل حشود من مرتادي سوق المباركية طاولات المقاهي والمطاعم المنتشرة في محيطه وداخله، يتسامرون ويتبادون أطراف الحديث على طريقة مقاهي الحسين في القاهرة التي تعج بالرواد.
«الراي» زات المكان والتقت مع بعض رواد المطاعم، الذين أكدوا على الأجواء الاجتماعية الحميمة التي تصبغ المكان، حيث يلتقي الجميع، وافدون ومواطنون، تدور بينهم الأحاديث المختلفة وكأن المكان يتحول إلى مجتمع أسري أكثر منه سوقا عاما. مشددين على أن الفوارق الاجتماعية تذوب عندما يجلس الإنسان على إحدى طاولات المطعم أو المقهى فلا فرق بين غني وفقير.
سعود العازمي الذي يجلس مع زوجته في أحد المطاعم، قال إن «الاجواء أسرية وذات طابع اجتماعي مناسب للأسرة والعوائل وأسعار المطاعم مناسبة للجميع، إلى جانب أن جميع المأكولات متوفرة وتلبي جميع الاذواق، ومن يجلس يشعر بالراحة والهدوء وأقصد بالهدوء هنا راحة البال والابتعاد عن التكلف والتصنع كما أن الموقع التراثي القديم له طابع آخر».
ويضيف العازمي أن«التنوع في الزبائن واتساع المكان وتوفر جميع الاحتياجات يضاعف من الاقبال الكبير على المطاعم، وخاصة أن المكان له امتداد تاريخي كبير ومكانه في قلوب أهل الكويت إلى جانب الزيارات التي يحظى بها من الوفود الخارجية».
في مكان آخر يجلس سيد أحمد، الذي حضر إلى المطعم مع أبنائه، ويقول إن«مطاعم سوق المباركية شعبية ولها نكهة خاصة، كونها تبتعد عن الديكورات الفارهة وأضحت مكانا مناسبا ووجهة للمقيمين أكثر من أهل البلد، لما فيه من عبق الماضي الجميل الجاذب للمقيمين، وكذلك لبساطته وأسعاره المناسبة لجميع الناس»،مضيفا«المطاعم تضم قائمة من جميع أنواع المأكولات لاسيما المأكولات الشعبية وتجد الناس يجلسون حول طاولات بكل بساطة كونه مكاناً مميزاً».
وذكر أن المطاعم تشكل متنفساً ومكاناً يجتمع الغني والفقير، ويضم عدداً كبيراً من المواطنين ومن مختلف الأعمار للاستمتاع، موضحا أن الضوضاء سمة تميز مطاعم المباركية، فالجميع تعود على الضوضاء والأحاديث والنقاشات بين الزبائن. واكد أن الجلسة و الكراسي المريحة تجذب الأسر بمختلف جنسياتها، مع الشاي والحوارات المصحوبة برائحة الشيشية.
من جانبه قال الباحث أحمد الماجدي ان «الجلسات والمقاهي تحتل حيزاً كبيراً في حياة أهل الكويت، حيث يفضل الكثيرون قضاء وقت ممتع مع الاهل في المطاعم لاسيما الشعبية والابتعاد عن المطاعم الأميركية والأوروبية الحديثة».
وأكد الماجدي أن«المطاعم الشعبية مكان لاستعادة الذكريات القديمة ويجمع الرعيل الأول مع الجيل الجديد، مكان يلتقي فيه الكثير من الأصدقاء، ومن خلال المقهى الذي أملكه أعرف الوجوه التي تفضل اللقاء في هذا المكان، قد يكون البعض يرغب في مقابلة أصدقائه خارج بيته، لأسباب عديدة، لكن المكان المريح الذي لا توجد فيه قيود هو المقهى».
من جانبه قال رضا علي صاحب مطاعم الشمم الشهيرة أن«رواد المطاعم من جميع الأطياف، يرتاده شيوخ ومراتب عليا في البلد».
من جانبه قال محمد علاء الدين، وهو صاحب مطعم، إن سوق الحريم وكشك مبارك من المعالم التراثية، والزبائن من جميع شرائح المجتمع وكبار وصغار وشيوخ وتجار والزبائن يفضلون الجلسات الشعبية والبساطة والابتعاد عن التكلف من خلال تقديم المشويات والاكلات المصرية ونقدم جميع الاكلات العربية والخليجية وبعض المطاعم متخصصة في أكلات معينة،مؤكدا أن الحكومة و خصوصا البلدية مهتمة بتجميل المنطقة وتحسينها.