الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة
دروس من الأبناء
| الدكتور وليد التنيب |
1 يناير 1970
06:23 م
جاسم تراه يومياً مستمعاً لنشرة الأخبار بكل اهتمام.
جاسم يحاور أبناءه بمعظم الأمور السياسية وغير السياسية.
وأبناؤه يستجيبون لحوار أبيهم، الذي يلاحظ أن مستوى الحوار يرتفع ويتقدم بشكل ملحوظ نحو الأفضل، وإن كانت حدته زادت واختلاف الرأي بدأ يأخذ حصته من الحوار.
ولكن جاسم لاحظ أن أبناءه امتنعوا عن الحوار منذ فترة.
ابنه عماد امتنع عن الحوار، وأصبح كلامه قليلاً.
جاسم نقل ملاحظاته عن أبنائه لزوجته التي وافقته الرأي بأنها لاحظت أيضاً الأمر نفسه.
وأن صمت أبنائها أصبح مقلقاً لها...
خصوصا ابنتها مريم، التي كانت شعلة من النشاط، وتناقش معظم القضايا السياسية والاجتماعية وحتى الرياضية.
قرر جاسم وزوجته طرح ملاحظاتهما على أبنائهما.
ولكن كل الأبناء امتنعوا عن الكلام. ومع إصرار جاسم وزوجته لمعرفة السبب.
تكلم ابنهما عماد.
قال عماد لأبيه إن امتناعهم عن الحوار والنقاش، هو بسبب خوفهم جميعاً من أن يتم طردهم من البيت الذي ولدوا وتربوا فيه وأخلصوا له.
لذلك، فهم امتنعوا عن النقاش وإبداء الرأي خوفاً من الطرد من هذا البيت العزيز عليهم وسحب لقب العائلة من أسمائهم.
استغرب جاسم وزوجته طرح أبنائهما، و تساءلا: لماذا أصبح تفكيرهم هكذا؟!... ولكن الأولاد في هذه اللحظة ردوا عليهما جميعاً وبصوت واحد «ألم يتم سحب جناسي البعض، والأمر امتد للطرد من البلد بسبب حرية رأي في بلد عرف عنه احترامه لحرية الرأي؟!
بلد يتفاخر أهله بحرية الرأي منذ نشأته الاولى؟!».
سكت جاسم وأجهشت زوجته بالبكاء... فلم يجدا أي رد!