(1)
أثار مسلسل نور التركي المدبلج إلى العربية ضجة لم يسبق لأي عمل تلفزيوني أن أثارها، واختلف الناس في سبب هذه الضجة، فمنهم من قال إن افتقاد الناس للرومانسية هو السبب، بينما ذهب آخرون إلى المبالغة في إظهار الثراء كسبب لذلك.
على كل حال، فإنني أعتقد أن سبب كل هذه الضجة التسونامية هو الترويج الإعلامي للمسلسل واستمرارية التغطية الإعلامية له، مما جعل من لا يتابع المسلسل يريد أن يرى هذا المسلسل ليعرف سبب هذه الضجة وهل يستحق العمل هذا الكلام كله أم أن التسويق هو كلمة السر؟
كأنه «تسونامي» من الرومانسية يجتاح المجتمع العربي عموماً والخليجي خصوصاً، بفعل «نور» و «مهند» وما بينهما من حب وعشق وهيام، ومع قدوم التسونامي تظهر تلك الصحارى التي تعاني منها النساء قبل الرجال، وهذا الخواء في العلاقة الزوجية الذي يعانيه مجتمعنا نتيجة لمجموعة من المشكلات المركبة والممارسات الخاطئة.
(2)
فتاوى كثيرة صدرت عن المسلسل وتحريم مشاهدته، وربما من سخرية الأقدار أن مسلسل نور كان من المرات النادرة جداً التي تتفق فيها الفتاوى السنية مع الشيعية!
هذا من الناحية الدينية، أما من الناحية الاجتماعية فإن نور ومهند أثارا مشاكل كثيرة من طلاق إلى خلافات زوجية ومخاصمات بين المحبين، حتى ان عقد نقص في الوسامة والجمال قد بدأت بالظهور لدى الشباب والنساء.
فقد تغيّرت مقاييس الجمال بنظر الكثيرين بعد أن سكن مهند ونور مخيلة الناس، ونكاد نجزم أن نجوم المسلسل ومنتجيه ما كانوا ليقوموا بالعمل لو أنهم علموا بما يجري الآن قبل إنتاج المسلسل وتمثيله!
أما الأكثر غرابة فهو أن المسلسل لم يثر على المستوى المحلي التركي شيئاً مما أثاره عربياً، بل عن نجومه ليسوا ممثلين مشهورين في بلادهم، لكنهم أصبحوا عربياً أشهر من نار على علم!
(3)
ما يهمنا كويتياً هو هل يمكن لتلفزيون الكويت أن يعرض مسلسل نور؟ وهل ستقوم الدنيا ولا تقعد على وزير الإعلام لو أنه فكر في زيادة نسبة مشاهدي التلفزيون الرسمي باصطيادهم عبر مسلسل كــ «نور» وسينطبق عليه المثل القائل «شريه الخسران يوم الربايح»!
نعتقد أن الحرب ستعلن على الوزير والحكومة لو تجرأ أحد على عرض هذا المسلسل، بل إن استجوابات ستقدم وربما طرح للثقة بوزير الإعلام والحكومة، وعندها سنصل إلى تأزيم من نوع جديد... تأزيم رومانسي!
وما أدراك ما سيجري لو قامت إحدى الشركات باستقدام بطلي المسلسل المدانين بالوسامة والجمال إلى الكويت، واستخدام شعبيتهما في الترويج لمنتج أو بضاعة تجارية، ولن يشفع لهم لو حاولوا الاستفادة من نجوم المسلسل في العمل الخيري.
(4)
بالأمس اختار معرس كويتي وعروسه الكويتية أن يتزوجا في القصر المهجور الذي صور فيه مسلسل نور، حتى أنهما وزعا تذاكر طيران إلى تركيا ذهاباً وإياباً على المدعوين، ومع أن العروسين أرادا فعل شيء مميز يجلب إليهما الشهرة والفخر، إلا أن ما قاما به سيكون مقدمة لشروط ومطالب من النساء لمن يخطبهم ما سيزيد في أعباء المتقدمين للزواج، وربما يأتي اليوم الذي يقدم فيه أحد النواب اقتراحاً بتقديم منحة حكومية للشباب الذين يتزوجون تحت بند «نور ومهند»!
ماسيج:
- من حقنا القلق مع تصاعد حمى الملف النووي الإيراني، ومن واجب الجهات المعنية اتخاذ الإجراءات الاحترازية كلها، فلما العجب؟
- طلب النائب عادل الصرعاوي منع تعيين الوافدين في الحكومة، كلام جميل بس هل لدى الحكومة خطة تكويت علمية مبنية على مبدأ سد الشواغر غير الكويتية بكفاءات وطنية؟
- هل سيدفع الوزير محمد العليم ثمن الصراع بين «الإخوان» و «السلف»؟ سؤال جدير بالطرح!
- 686 بساط جمباز تعاقدت وزارة التربية على شرائها بالتزامن مع انطلاق الألعاب الأولمبية، لا تعليق!
- اقترب شهر رمضان وموسم المدارس وبعدهما العيد، والمواطن لم يصحُ بعد من غفلة مصاريف الصيف... والله يستر!
خالد عيد العنزي
كاتب وصحافي كويتي
[email protected]