حدوث الظاهرة عشية اليوم الأخير لصيده أشعل سعره وغيّبه عن «الحراج»
نفق الميد في الجون فتردّد الصدى في «شرق» !
| كتب غانم السليماني وهاني شاكر |
1 يناير 1970
11:54 ص
• البائعون: صدرت تعليمات شفهية بمنع صيده فقلّ المعروض كثيراً
• مراقبون: غياب الصيادين المصريين أثّر على المعروض من السمك
• «الأبحاث»: أخذنا عينات لدراستها... وحجم النفوق لا يمثل ظاهرة
•«البيئة»: كميات النفوق لا تسبّب القلق والأسباب ستتكشف بعد نتائج التحليل
تجاوب سوق السمك في منطقة الشرق مع ما جرى في جون الكويت، فاشتعلت أسعار سمك الميد، وغاب عن حراج البيع بالجملة.
فمع ظاهرة نفوق السمك التي حدثت في الجون، ونشرتها «الراي» ومصادفة أن يوم أمس كان الأخير في صيد الميد، شهد سوق السمك ارتفاعا كبيرا في سعر هذا النوع، مع قلة المعروض الذي اقتصر على نقاط البيع وغاب عن الحراج اليومي للسوق.
ولعل إقبال المستهلكين على شراء الميد الذي له عشاقه، على الرغم من انتشار خبر نفوقه، كان السبب الأهم في ارتفاع السعر، إضافة إلى قلة عرضه بسبب خشية الصيادين من عدم شرائه فأحجموا عن صيده، وبعض المراقبين أرجع قلة المعروض إلى نقص واضح في عدد الصيادين الذين خرجوا في إجازات إلى بلادهم.
«الراي» زارت سوق السمك في اليوم الاخير للميد ولاحظت قلة المعروض وارتفاع أسعاره، حيث أرجع البائع محمد عرفان السبب إلى أن الهيئة العامة للثروة السمكية ابلغتهم شفهيا قبل يوم بعدم بيع سمك الميد موقتاً، دون أن تفصح لهم عن موعد السماح بصيده، مشيرا ان اسعار الميد في اليوم الاخير شهدت ارتفاعا لعدم توافره. فيما أرجع البائع محمد ابو خليل ظاهرة النفوق الى الصيادين انفسهم الذين يرمون السمك الفائض، لافتا الى ان هذه الظاهرة ليس لها تفسير علمي لغاية الآن.
من جانبه، قال البائع حنان علم انه لا يعلم سبب منع صيد سمك الميد، أصدرت هيئة الزراعة تعليمات بمنع بيع وتداول سمك الميد مؤكدا ان لسمك الميد محبيه وسيشترونه رغم المنع. من جانبه، قال سلام صبحي، وهو محاسب في السوق ان سبب ارتفاع الأسعار الوحيد سفر الصيادين المصريين حيث يشكلون 75 في المئة من القوى العاملة في البحر الى جانب الهنود، مؤكدا ان ارتفاع الأسعار سيستمر لشهرين فقط.
وفي ما يتعلق بظاهرة نفوق الأسماك قال مدير الأبحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري على هامش تدشين قارب الابحاث المتخصص باحث«1» إنه تم تشكيل فريق من المعهد وأخذ عينات من الأسماك النافقة وجار العمل والفحص لمعرفة سبب النفوق وتقديم تلك المعلومات للجهات المختصة والهيئة العامة للبيئة، مشيرا إلى أن النفوق ظهر في منطقة محدودة ولا يمثل ظاهرة، وأنه تم التنسيق بين هيئة الزراعة وهيئة البيئة ومعهد الأبحاث وتم تشكيل لجنة مشتركة لدراسة الأمر.
وحول إن كانت هناك يد للبشر في هذا النفوق، اوضح ان المعهد يدرس حاليا أسباب النفوق ولا نستطيع الآن إصدار تقرير من المسؤول إلا بعد وصول النتائج، مؤكدا أن أسباب النفوق قد تكون قلة الأوكسجين أو الطحالب أو ارتفاع الحرارة أو سكب مواد ملوثة في المياه.
من جانبه، أكد مدير الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبد الله الأحمد أن الهيئة حريصة على الشأن البيئي وأنه تم نشر خبر نفوق الأسماك في شبكات التواصل الاجتماعي، وقد تابعت الهيئة الأمر ووجدت أن النفوق لم يكن بحجم كبير، وتم أخذ عينات من الأسماك النافقة من قبل عدة جهات لدراستها. وقال ان أحجام النفوق غير مقلقة ومازالت بأحجام صغيرة، أما إذا زادت وشكل الأمر خطورة فسوف يتم إبلاغ الجمهور بكل شفافية. وحول أسباب النفوق، قال ان هناك عدة أسباب منها ارتفاع حرارة المياه أو انخفاض نسبة الأوكسجين أو تلوث المياه نتيجة جهات أخرى، ولا نستطيع ذكرها حاليا إلا بعد اكتمال دراسة الأسباب. وعن إصدار الرقابة البحرية قرارا بمنع صيد وتداول وبيع الميد قال الأحمد ان هذا قرار صائب ويعد إجراء احترازيا فإذا كان هناك ضرر قد يحدث جراء تناوله فمثل هذا القرار من شأنه المحافظة على صحة المواطن والمقيم.