جنبلاط أعلن أن «نظام الأسد انتهى» ودعا دروز جبل العرب إلى مصالحة «أبطال» درعا
لبنان... عين على أزمته الحكومية وأخرى على الوقائع السورية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
12:15 م
تَقاسم المشهد في بيروت أمس، ملفا الأزمة الحكومية التي تدور على تخومها لعبة ليّ أذرع قاسية، والوقائع العسكرية سواء على الحدود الشرقية للبنان مع سورية، غداة أول مواجهات من نوعها بين «حزب الله» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في جرد القاع ورأس بعلبك، أو داخل سورية حيث حققت المعارضة المسلّحة نقاطاً إستراتيجية بسيطرتها على «اللواء 52» في الريف الشمالي الشرقي لدرعا قرب الحدود الإدارية مع محافظة السويداء.
وفيما كانت بيروت ترصد الاتصالات المستمرّة التي يشكّل محورها رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في محاولة للخروج من التعطيل الذي تسلّل الى مجلس الوزراء من
خلف خطوط الفراغ الرئاسي المتمادي، وذلك على خلفية إصرار العماد ميشال عون على رفْض بحث اي بند في
جدول أعمال مجلس الوزراء قبل بتّ
قضية تعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش، دخلت على خط الاهتمام العالي، التطورات الميدانية المرتبطة بالحرب السورية، في ضوء الإشارات التي حملها أول صِدام بين «حزب الله» و«داعش» على الحدود الشرقية، كما المؤشرات التي عكسها سقوط «اللواء 52» والمعلومات عن سيطرة المعارضة السورية على قرية سكاكا في ريف السويداء الغربي.
وعلى وقع التقارير في صحف غربية عن ضربات قاسية تلقاها نظام الرئيس بشار الأسد وعدم استبعاد احتمال ان ينتقل إلى روسيا بموجب صفقة بين موسكو والغرب، كان الزعيم الدرزي النائب جنبلاط أول مَن نعى هذا النظام، داعياً الدروز في السويداء الى المصالحة مع «أبطال درعا المنتصرين».
وقال في «تويتر» عبر سلسلة تغريدات: «اليوم ينتصر الشعب السوري ويسقط النظام. لقد انتهى النظام بعد سقوط»اللواء 52«وسقوط مناطق شاسعة اخرى في شمال سورية وغيرها»، متوجهاً الى اهل جبل العرب بالقول: «وحده الموقف الجريء العربي الوطني هو الحماية، وحدها المصالحة مع أهل حوران وعقد الراية تحميكم من الاخطار. إن ابطال درعا انتصروا. وتضحيات المناضلين والمناضلات في جبل العرب الذين واجهوا النظام انتصرت.
عاش الشهيد خــــلـــدون زيــن الدين وعاش شهداء درعا وأطـــفـــــال درعــــا والجــوار». واضاف: «للتوضيح. المصالحة مع
اهل درعا والجوار هو الحماية والضمانة، وللمتطفلين في لبنان من مشايخ
وغير مشايخ من الموحّدين اللبنانيين أقول: دعوا أهل الجبل يشكّلون قيادتهم الوطنية من اجل المصالحة بعيدا عن الانتهازيين الذين راهنوا على النظام في لبنان وفي سورية. وإنني عند الضرورة أضع نفسي ورفاقي بالتصرف من اجل المصالحة مع اهل حوران والجوار، بعيداً عن اي هدف شخصي وبعيداً عن بعض الطفيليات العنترية او المشبوهة من بعض الأوساط الدرزية في لبنان، ونحن نرصدها بدقة».
وفي السياق نفسه، وجّه النائب مروان حمادة نداء الى الموحّدين الدروز في جبل العرب، ناشدهم فيه «التخلص نهائيا من التضليل والإغراء والظلم والإجرام الأسدي وطرْد آخر جيوب الاستخبارات الاسدية»، داعياً اياهم «الى التجاوب الفوري مع نداء الزعيم جنبلاط بالمصالحة مع محيطهم الطبيعي والتاريخي ونبذ الفكر الاقلوي والتشبّث بعروبة رافضة لمشاريع التقسيم»،
ومعلناً «أيام الاسد انتهت. كل المراجع، الحليفة أوالمناهضة له، تفتش الآن عن بدائل فورية. حان الوقت للانضمام الى الاحرار والزحف نحو دمشق مع قوى الثورة».
وفي موازاة ذلك، ساد جبهة جرد القاع ورأس بعلبك التي تشكّل امتداداً لجرود عرسال هدوء حذر خرقته التقارير عن تعرّض المسلّحين من «داعش» لقصف من الجيش اللبناني، فيما كان تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله» يعلن أن مواجهات أول من أمس، في هذه البقعة «أدت الى مقتل نحو 50 من (داعش) وجرْح نحو 80 آخرين»، وسْط معلومات عن وجود 14 جثة في يد الحزب.
ولم تحجب هذه الوقائع الاهتمام بالملف الحكومي المعلَّق على نتيجة مساعي بري - جنبلاط، وسْط محاولات لا يُعرف مدى إمكان نجاحها ولا مرتكزاتها، تقوم على فصل ملف التعيينات الأمنية عن رئاسة الجمهورية، في حين يمضي رئيس الحكومة تمام سلام في سياسة التريث التي حملته الى عدم الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، وهو ما قد يمتدّ الى الاسبوع المقبل، لاعتبارات تتصل بسحب فتائل اي احتكاك قد يؤدي الى ما هو اخطر من شلّ آخر مؤسسة عاملة في النظام اللبناني، كما برغبة رئيس البرلمان في استنفاد كل الفرص الممكنة قبل الوقوف العلني على طرف نقيض مع «حزب الله» في الحكومة.
ويبدو سلام، المعتصم بـ «صبر أيوب»، حريصاً في مرحلة «إعطاء الفرصة» على مراعاة الأطراف الوزانة في حكومته، ولكن المعطيات تشير الى انه سيرفع في «جولة الإياب»، اي بعد انتهاء سياسة «الإسفنجة»، الى شعار «لا للتعطيل» بما يعني انه سيعاود الدعوة الى جلسات مجلس الوزراء في إطار الحرص على مصالح الناس.