تم رشّها في غرف الفندق الذي نزلوا فيه ما أدى إلى تسمّمهم
وزير الصحة الإيراني: مادة كيماوية وراء وفاة 4 سعوديين في مشهد
| طهران - من أحمد أمين |
1 يناير 1970
07:29 م
كشف زير الصحة الإيراني حسن هاشمي بأن سبب وفاة 4 سعوديين أمس، كانوا يزورون مدينة مشهد الدينية شمال شرقي إيران، هو «مادة كيماوية تم رشهافي غرف الفندق الذي نزلوا فيه، ما أدى إلى تسممهم».ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عنه أن «التسمّم أصاب 32 زائراً سعودياً، توفي 4 منهم، ولا يزال 7 آخرون في العناية المركزة». وأشار إلى أن «احتمال التعمّد في تسميم الزوّار قائم إلى أن يثبت عكس ذلك»، مبيناً: «التحاليل اثبتت وجود السمّ في عينات الدم التي اخذت من المصابين، وان الجهات المعنية التي تابعت الموضوع منذ بدايته، لابد ان تعلن للرأي العام عن النتائج التي توصّلت اليها، ولا تفسح بذلك اي مجال لاثارة اي إشاعة».
من جانبه، قال رئيس مشفي الامام الرضا عبد الله بهرامي، ان «33 زائرا سعوديا دخلوا المشفي اثر تعرضهم لحالة تسمّم وهم 14 من الراشدين و19 طفلاً وفتى». واضاف: «رغم جهود الكادر الطبي، توفي 4 من الاطفال وهم بنت عمرها 14 عاما و3 آخرون عمر كل منهم نحو 3 سنوات»، ومازال 7 من المصابين في غرفة العناية المركّزة.
في السياق، أعلن رئيس مؤسسة الغذاء والادوية الايرانية رسول ديناروند، انه «تم التأکد من أن الزوار السعوديين تسمموا بمادة سميّة غير مرخّصة استخدمت في رش مبيدات الحشرات في الفندق»، واردف قائلا: «إن دراسة المعلومات الامنية والاستخبارية الاخري حول تسمّم الزوار السعوديين مازالت جارية». وتابع: «البخار المتصاعد من هذا السمّ المكثّف يقتل الحشرات، ووزارة الصحة ومؤسسة الغذاء والادوية أعلنت ان هذا السمّ غير مرخّص ولاينبغي استخدامه». واشار الي وقوع حالات وفيات وتسمّم بهذا السم سابقا، کما استخدم في عمليات الانتحار او الوفيات الناجمة عن حوادث.
من جهتها، نقلت صحيفة «الوطن» السعودية أمس، عن القائم بأعمال سفارة الرياض في إيران حسن الزويد القول إن «جهازيْ الشرطة والمباحث فتحا تحقيقا حول الحادثة واتخذا قرارا بإغلاق الفندق للوقوف على الأسباب الحقيقية خلف هذه الواقعة»، مبينا أن «مِن المتضررين في الحادثة مواطنين كانوا قصدوا مدينة مشهد الإيرانية التي تعد منطقة دينية وسياحية، ضمن حملة قادمة من مملكة البحرين».
وذكرت صحيفة «اليوم» السعودية أن القنصل العام بالإنابة في إيران، عبدالله الحمراني، قال إن اتصالات تجري بهدف الحصول على التقارير الطبية من المستشفى بشأن الأسباب الحقيقية وراء حالات الوفاة، فضلاً عن الوقوف على الحالات الصحية للحالات المصابة التي تم نقلها للمستشفى، مبيناً أن القنصلية تبلّغت بالحادث لحظة وقوعه، الأمر الذي دفعها للاتصال بالجهات الرسمية لتقديم المساعدة للمواطنين، إضافة إلى التواصل مع ذوي المتوفين والمصابين للتعرّف على الأسباب والوقوف على وضع الحالات أولاً بأول.
وقال الحمراني إن القنصلية فتحت خطاً ساخناً مع المصابين في المشفى بهدف التواصل مع أقربائهم والاطمئنان عليهم ووفّرت مترجميْن اثنيْن في المشفى لتقديم المساعدة للمصابين.
وبالنسبة لإجراءات نقل جثامين الأطفال المتوفين، أوضح أن أسر الأطفال أبدت رغبتها في استكمال مراسم الدفن في إيران، حيث سيتم إنهاء الإجراءات اللازمة بناء على رغبة ذويهم.
من ناحيته، أوضح مصدر مقرّب من أحد المصابين، أن حالة وفاة نجمت عن تسرّب مادة كيماوية إلى الغرفة التي يقطنها الأطفال الأربعة، عبر فتحات تهوية التكييف المركزي، وأدى استنشاقها لوفاتهم، فضلاً عن تدهور الحالة الصحية لعدد من النزلاء في الفندق المذكور. ولفت إلى أن الحالات الحرجة تم نقلها إلى المشفى لتلقي العلاج، مبيناً أن المصادر الطبية أفادت بأن الوفاة نجمت - وفقاً للتقارير الطبية الأولية - عن حالة تسمم كيميائي، وقد تسربت المادة إلى الطابق الرابع في الفندق، حيث يقطن الأطفال. ولفت الى ان العائلة سافرت الجمعة الماضي، إلى مشهد، لقضاء الإجازة هناك، فيما حدثت حالة التسمم بعد 48 ساعة من وصولهم إليها.