تقرير / بيئة الكويت في يومها العالمي ... غياب للوعي وتجاهل حكومي وشعبي
| كتب غانم السليماني |
1 يناير 1970
11:47 ص
مر اليوم العالمي للبيئة على الكويت خاطفا رغم القضايا البيئية الجسيمة في البر والبحر والجو والتي تنوء بالعصبة أولي القوة، حيث لم تحرك السلطتان التنفيذية والتشريعية ساكنا إزاءها مع انها تمتد لتدمر ما تبقى من مناطق لم تطلها أيادي العابثين.
ويلاحظ المتابعون للشأن البيئي في الكويت أن الحكومة ومؤسسات الدولة يقتصر تعاملها مع هذه القضايا على تقديم حلول موقتة وسريعة في معالجة المشاكل البيئية دون الخوض في العلاج الكامل الشامل الذي ينهي المشكلة من جذورها.
وبالرغم من أن ثمة قضايا تحتاج لحلول سريعة وجذرية مثل قضية تلوث جون الكويت الذي لم يبق فيه مكان صالح وأضحى مرتعا لأنواع الملوثات، في ظل تزايد مكبات التلوث والمناهيل التي تصب فيه حتى صار لونه إلى السواد، ما تسبب في قتل الاحياء البحرية.
وإلي جانب التجاهل الحكومي يقع على عاتق المواطنين عدم الاهتمام بالنظافة من خلال رمي العلب وقطع البلاستيك والمحارم الورقية في الطرقات بحجة أن عمال النظافة سيتولون إزالتها، إضافة إلي ارتفاع كمية النفايات المنزلية وسوء ادارتها لتتحول مع مرور الوقت إلى خطر يهدد الصحة العامة.
ويزيد الطين بلة زيادة استخدام المواد الضارة بالبيئة على الشواطئ مع غياب عمليات تدوير المواد المستهلكة، وإلقاء النفايات خارج الحاويات وعدم إحكام إغلاق أكياس النفايات ما يسهل تمزقها وتجمع الحشرات حولها.
ولا تقل حالة الهواء سوءا عن حالة الماء، بسبب انبعاث الغازات السامة من المصانع ومحطات الكهرباء والماء والعمليات النفطية وعوادم السيارات، فتجده يضم غاز ثاني اكسيد الكربون والميثان وغازات كربونية ونيتروجينية تسبب عدم استقرار الطقس وما يخلقه من كوارث بيئية وصحية علاوة على الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والعيون، والسرطان.
وعلى صعيد البر، تجد المهملات وبقايا التخييم وتفكك التربة حاضرة بقوة إلى جانب الإساءة إلى النباتات البرية، فتحولت كثير من المناطق إلي مصدر لهبوب الرمال بسبب تفكك التربة وغياب الحلول الجذرية.
وفي هذا السياق، قال رئيس جماعة الخط الأخضر البيئية الكويتية خالد الهاجري «لاتزال المشكلات البيئية كما هي لم تتغير ولم تعالج وبدأت بالتفاقم والسبب عدم وضوح الرؤية مع انعدام البعد الاستراتيجي وقلة الخبرة وعدم الاختصاص ما أدى إلى وجود قطاعات بيئية لا يمكن أن تقوم بدورها».
وأشار الهاجري إلى أن «أمام هذا كله هناك تساؤلات عدة مهمة وخطيرة فمن يتحمل مسؤولية عدم إلمام الفرد في المجتمع بالمخاطر البيئية المحيطة به ومن يتحمل مسؤولية التكتم وإخفاء البيانات البيئية الحقيقية التي ادى حجبها عن المجتمع إلى ظهور انتكاسات صحية بين أفراده خصوصا الاطفال منهم ولماذا لا تتم محاسبة من يلوثون البيئة؟
من جانبه، قال أمين سر جماعة الخط الأخضر البيئي جاسم الشواف «في يوم البيئة العالمي للأسف لا يوجد التزام بمؤشرات التنافسية العالمية التي تتمثل بوضع خطط لتوفير المياه للأجيال المستقبلية ومعالجة مشاكل انحسار الغطاء النباتي وحماية البيئة الطبيعية في الكويت ذات الطبيعة الصحراوية».
وزاد:«إننا نفتقد خطط منع الملوثات الهوائية والحد منها بالإضافة إلى انعدام أي خطط للحفاظ على الكائنات الحية سواء منها البرية أو البحرية مع غياب خطط التصرف السليم وإعادة الاستفادة من المخلفات وكل هذه المؤشرات يلزم وضع نظم حسابية ورقابية لضمان تطبيقها وتحديد دور كل جهة في الدولة في هذه المؤشرات ضمن خطة استراتيجية بيئية تضمن تحقيق التنمية المستدامة بكافة أبعادها».