مصادر أبلغت «الراي» بمقتل 10 من عناصره

«حزب الله» استبق قرار الحكومة بإطلاقه معركة جرود عرسال

1 يناير 1970 01:51 م
قفز «حزب الله» فوق الخلافات داخل مجلس الوزراء حول ملف جرود عرسال، لجهة دعوة الجيش اللبناني الى «تحريرها من التكفيريين الإرهابيين»، فأطلق معركته التي لطالما قرع طبولها، بعدما رسم خطاً فاصلاً بين بلدة عرسال (ذات الغالبية السنّية في محيط شيعي) وجرودها التي بدأ مواجهاته أمس، على تخومها.

وبدت الوقائع العسكرية في جرود عرسال أمس، وكأنها تجاوزت اي مناقشات ممكنة لمجلس الوزراء، الذي كان شهد تباينات بين «8 آذار» و«14 آذار» حيال كيفية مقاربة ملف عرسال، الذي جعله الحزب أولوية الاولويات، وسْط رفض «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) أي جرّ للجيش الى المقلب اللبناني من معركة القلمون، التي وضعها النائب جمال الجراح (من كتلة الحريري) في سياق الرغبة في «تنظيف القلمون من الثورة السورية لوصل منطقة حمص والقصير بمنطقة الزبداني، تمهيدا للالتقاء مع الساحل السوري، لأن نظرية بشار الاسد أنه إذا لم يتمكن من حكم كل سورية يمكنه أن يقيم دولة على الساحل»، مشدداً على انه «لا يمكن أن تقام دولة علوية وعرسال قائمة، إلا إذا تطور هذا المشروع الى دولة شيعية في لبنان من الهرمل الى الجنوب ووصلها عبر القاع، فبالتالي تصبح عرسال عقبة كبيرة أمام مشروع الدولة الشيعية في حال أصبح التقسيم أمراً واقعاً في المنطقة».

ومنذ ساعات الصباح الاولى، وردت تقارير عن معارك، أشار البعض الى انها في جرود عرسال والبعض الآخر إلى انها تدور في التلال المشرفة على تلك الجرود، فيما كان وزير الدفاع سمير مقبل يعلن من الرياض ان الاستخبارات اللبنانية أبلغته أن «لا صحة للأنباء عن اشتباكات في جرود عرسال»، لافتا إلى ان «الجيش وحده يقرر الوقت المناسب لدخول هذه الجرود»، ومعتبراً ان «اي دخول إلى بلدة عرسال مكلف، وقد يسقط مئات القتلى، وهناك دوريات للجيش تدخل البلدة التي عزلها الجيش عن جردها».

من جهتها، أفادت قناة «المنار» الناطقة بلسان «حزب الله» بأن «مجاهدي المقاومة تقدموا في جرود عرسال على السلسلة الشرقية اللبنانية حيث سيطروا على مرتفعات مجر الحمرا وشميس الحمرا لناحية شمال جرود نحلة وسط مواجهات مع (جبهة النصرة) وسقوط قتلى وجرحى في صفوف التكفيريين. كما تمكّن مجاهدو المقاومة من السيطرة على مرتفعات مراد غازي وحرف وادي الهوا في جرود عرسال على السلسلة الشرقية اللبنانية ويتقدمون باتجاه جبل الزاروب الإستراتيجي جنوب وادي الخيل».

وفي الوقت الذي أفاد تلفزيون «إم تي في» عن سقوط 6 عناصر لـ «حزب الله» في مواجهات أمس، علمت «الراي» ان «خسائر الحزب بلغت 10 قتلى في غضون الساعات الـ 24 الماضية خلال المعارك مع الجماعات المسلّحة في الجرود».

وفي اتصال مع «الراي» أعلن رئيس بلدية عرسال علي الحجيري تعليقاً على الأخبار التي تتوارد عن سيطرة الحزب على عدد من المرتفعات في جرود عرسال أن «الأمور ما تزال على ما هي»، مشيراً إلى أن ما يقال «أمور ما لها طعْمة».

وعما إذا كان الحزب دخل ضمن المجال اللبناني في الجرود، أجاب: «نعم يُقال ان هناك ما يحدث في جرد نحلة».

وإذ أشار إلى أن الحزب مُني بخسائر كبيرة في اليوميْن الماضييْن، أكد أن«دخول (حزب الله) جرود عرسال إذا حصل فهو احتلال»، مشدداً على أن«الجيش اللبناني هو المسؤول عن عرسال وجرودها».

وعما إذا كانت سيطرة الحزب على الجرود تعني - إذا تمت - أن الخطة«ب»ستكون طرْح مصير مخيمات النازحين السوريين في البلدة، قال الحجيري:«لا أعتقد أن هناك أي شيء في الجرد، ومن الصعب أن يسيطر (حزب الله) عليه». وختم:«نحن بحماية الجيش اللبناني، والوضع في بلدة عرسال هادئ جداً».