رعد تحدّث عن «سكاكين» في أكمام «المستقبل» وريفي اعتبر «عرسال خطاً أحمر... ونقطة على السطر»

تحذير أميركي يعيد إلى الواجهة المخاطر الأمنيّة في لبنان

1 يناير 1970 12:15 م
من خلف غبار المعارك السياسية التي يشهدها لبنان على خلفية ملفيْ جرود عرسال والتعيينات الأمنية والعسكرية اللذيْن يناقشهما مجلس الوزراء غداً، عاد الهاجس الأمني الى دائرة الضوء من بوابة التحذير الجديد الذي وجّهته الخارجية الأميركية الى رعاياها من السفر إلى بيروت «بسبب استمرار القلق على أمنهم وسلامتهم».

ورغم ان هذا التحذير، الذي تضمّن اشارة الى انه «في العاميْن الماضييْن قُتل اميركيان في تفجيرات وخُطف آخران بحسب معلومات توافرت للحكومة الاميركية»، اعتُبر «دورياً وروتينياً ويصدر مرّتين كل عام، بمعدّل مرّة في الخريف ومرّة في الربيع»، إلا انه كان لافتاً ما نُقل عن مصادر السفارة الاميركية من «تغييرات وتحديثات مهمّة، وخصوصاً لجهة سحب التركيز من التفجيرات الأمنية في بيروت والبقاع، التي كانت تسبّب القلق الأساسي في التحذيرات الماضية، إلى الوضع في عرسال والتداعيات الأمنية المحتملة له». علماً ان الاشارة الأهم في التحذير كانت الكلام عن وجود مجموعات متطرفة تنشط في لبنان سمّاها التحذير «حزب الله» و«داعش» و«جبهة النصرة» الذين «صنّفتهم واشنطن تنظيمات ارهابية» داعياً الاميركيين في لبنان الى التنبّه في الاماكن التي من المتعارَف ان الغربيين يجتمعون فيها وتجنُّب المناطق التي سبق ان حصلت فيها تفجيرات في الفترة الأخيرة.

وجاء التحذير الاميركي ليضع ملف عرسال تحت مزيد من المعاينة، ولا سيما بعد ما يشبه توازن الرعب الذي ارتسم على تخومه، مع رفْع «حزب الله» منسوب الضغط في اتجاه حضّ الحكومة والجيش على ضرب المسلحين السوريين المنتشرين في جرود البلدة السنّية (في محيط شيعي) وذلك من خلال رفع لافتات في عدد من بلدات بعلبك والهرمل وقضاء زحلة تضمنت دعوات من «حزب الله» الى «العشائر والعائلات» لعقد لقاءات عامة تحت عنوان «مواجهة الارهاب على حدود عرسال وفي الداخل»، وهي اللقاءت التي بدأت في إطار اعلان الدعم للحزب في المنحى الذي يدفع إليه لجهة بدء المعركة في جرود عرسال ما لم تتولَ الدولة هذه المهمة.

إلا ان «تيار المستقبل» وضع في المقابل خطاً أحمر امام عرسال من خلال اعلان ان البلدة «ليست جزيرة، وحدودها عكار وسعدنايل ومجدل عنجر والطريق الجديدة وبيروت»، معتبراً ان «اللافتات التي ترفع باسم العشائر ما هي إلا تكرار لتجربة (الحشد الشعبي) العراقية المرفوضة من الدولة ومن أهالي عرسال».

كما كان بارزاً التشابُك الذي حصل بين موضوع عرسال والتعيينات الامنية، وسط اعتبار «المستقبل» ان فريق «8 آذار» ولا سيما العماد ميشيل عون ومن خلفه «حزب الله» يريد التصويب على عرسال للوصول إلى تعيين قائد جديد للجيش، علماً ان هذيْن الملفيْن سيُطرحان على مجلس الوزراء غداً، وسْط توقعات بأن قضية التعيينات سيتم ترحيلها مرة جديدة الى جلسة الخميس التي تلي عودة الرئيس تمام سلام من السعودية.

وعشية جلسة الغد، هاجم رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد «تيار المستقبل» بشدة، فقال: «إذا أراد اللبنانيون المقاومون أن يُخرجوا الإرهابيين التكفيريين من جرود عرسال، وهم الذين يتخذون من هذه الجرود قواعد انطلاق لإرسال السيارات المفخخة، فلماذا تخفون هؤلاء المجرمين؟ ولماذا تدافعون عنهم؟ نحن لا نفهم هذا المنطق سوى أن هؤلاء المتأنقين المتزينين الذين يظهرون علينا بمظهر الاعتدال يخفون في أكمامهم السكاكين والأسلحة التي يمثلها الإرهاب التكفيري، فيحرّضونهم ضدنا».

ولم يتأخر الرد على رعد من وزير العدل اللواء أشرف ريفي الذي اكد أن «أهالي عرسال ليسوا بحاجة إلى فحص دم»، مشيراً إلى أنه «واهم مَن يعتقد أننا نقبل أي تطاول على عرسال، فهي خط أحمر ونقطة على السطر، ولن نتهاون في حمايتها وبعلبك وبريتال وكل شبر من أرض لبنان»، لافتا الى ان «رهاننا على الجيش الذي نجح باعادة الامن الى طرابلس ونثق به لحماية عرسال».