العرض الحائز على جائزة أفضل عمل من جمهورية التشيك شارك في «المهرجان العربي للمسرح»
«ألف وردة ووردة» من لبنان... لأطفال الكويت
| كتب حمود العنزي |
1 يناير 1970
07:13 ص
حينما تهمس الورود ينصت الوجود قاطبة.
فكيف إذا كانت هذه الورود تهمس بمكنوناتها، وتفصح عن سر وجودها وجمالها، وتسبر أغوار الكيمياء الخاصة التي تجعل الوجود بأكمله يتعلق بها؟!
بعد سنوات من حصوله على جائزة أفضل عمل للأطفال من براغ بجمهورية التشيك، والتي حصل عليها العام 2007، بعد منافسة شديدة مع عروض من 36 دولة، حط العرض اللبناني «ألف وردة ووردة» رحاله على خشبة مسرح الدسمة، مساء أول من أمس، ليكون العرض الوحيد من بين عروض المهرجان العربي لمسرح الطفل، الذي يقدم على مدار يومين متتاليين، وهو اختيار مستحق ليس فقط لقيمته ولسابقة حصوله على جوائز مهمة من مهرجانات دولية، وإنما لرسالته والمتعة البصرية والفكرية التي يقدمها للأطفال، حتى أنه يعد بمثابة هدية حقيقية لأطفال الكويت، لا تقل في قيمتها عن قيمة ومعنى الوردة التي تقدم كهدية، وفوق هذا وذاك فإن العرض تعليمي يقدم معلومات مهمة عن فصول السنة ومراحل نمو الوردة.
فصول السنة الأربعة تعاقبت على خشبة مسرح الدسمة من خلال العرض الشيق والممتع، الذي أشعل خيال الأطفال، واعتمد بشكل حرفي متقن على الأقنعة والتمثيل وتحريك الدمى، بالإضافة إلى تقنيات الفيديو، ومزج بين كل هذه الوسائط في آن واحد.
قدّم العرض الفصول الأربعة، الشتاء والربيع والصيف والخريف بطريقة جميلة، مقرباً إلى أذهان جمهور المهرجان من الأطفال مزايا كل فصل منها، من خلال قصة بذرة صغيرة، تحلم بأن تنمو سريعاً لتصبح وردة حمراء مثل والدتها، لذلك يجب عليها أن تقطع المسافات وتزور كل الفصول الأربعة كي تكبر تدريجياً. وخلال رحلتها تلتقي البذرة بعدد من الشخصيات، وأهمها «أم الفصول»، المرأة التي تحمل في داخلها الفصول الأربعة، وكذلك الغراب والدودة والعم الشتا وغيرها من الشخصيات، ويدور الزمن دورته لتصبح البذرة وردة، ثم أماً لبذرة حالمة أخرى، تتمنى بدورها أن تصبح وردة مثل أمها وجدتها الوردة الحمراء.
تضمن العرض الكثير من عناصر الجمال، وبرزت السينوغرافيا بشكل خاص، ونجحت المؤثرات الصوتية في منح كل حدث وموسم روعته، وتفاعل الحضور الذي ملأ صالة مسرح الدسمة مع العرض بشكل كبير، كما ساعدت شاشة الفيديو على الخشبة على إظهار أفكار المخرج، وخدمت الممثلين والدمى وأحاطت الجمهور بكل تفاصيل الفصول الأربعة.
وخدمت الإضاءة العرض بشكل كبير، لناحية إبراز الألوان والأجواء في كل مشهد تمثيلي. وكانت الأقنعة من أهم عناصر النجاح والتي لفتت النظر نحوها، حيث بدا لافتاً أنها صممت بدقة وبألوان «تريح النفس»، وكانت معبرة، كما جاءت الأزياء فخمة، ومناسبة للأقنعة، أما الحوارات فجاءت جميلة ومعبرة، خصوصاً حوارات البذرة والأم التي شدت القلوب نحوها، وجسدت حب وخوف وتمني الأم لأبنائها، وانتظارها لهم ولهفتها عليهم حال غيابهم، حيث أبرز العرض حقيقة أن أهم شيء في الوجود، والوحيد الذي لا يتغير هو حب الأم لأبنائها.
يذكر أن «ألف وردة ووردة»، سيناريو وإخراج كريم دكروب، تمثيل فؤاد يمين وماريليز عاد وكاترين دكروب، موسيقى أحمد قعبور وسينوغرافيا وليد دكروب وفيديو نعمة وأزياء فدى حطيط.