البيضة أم الدجاجة... أولاً؟!

لم أعد أضبط منبهاتي الخمسة من أجل أن أستيقظ لصلاة الفجر أو الذهاب للعمل... فـ«مسجات» وزارة الداخلية المتعلقة بجمع السلاح كفيلة بإيقاظ ضمير الشيطان نفسه وليس فقط العبد لله والموقع أدناه وهو نائم.

ورغم ذلك، فقد أثرت حملة جمع السلاح في جميع المواطنين عدا الذين يملكون السلاح فعلاً، وكأن الحملة موجهة للذين لا يملكون السلاح من أجل أن يسلموه للذين لا يعلمون أين يوجد.

وأقسم لك بالله يا وزير الداخلية أنني من كثرة الحماس الوطني الذي أصابني بسبب الحملة الإعلامية لجمع السلاح وخصوصا بعد أن استضاف تلفزيون الكويت الفنانة ميساء مغربي وقالت: «سلموا سلاحكم» (رجاءً لا يروح تفكيركم لبعيد)، كدت أغامر فأشتري سلاحاً غير مرخص وأسلمه لأقرب مخفر وبعدها ربما أعرف ما هو «السلاح» الذي تقصده ميساء.

ولعلك تسأل عزيزي القارئ الهُمام يا من تشكو الزحام وسرقة اللئام، من أين يمكن أن نشتري سلاحاً غير مرخص؟

لا أدري، ولكن اسألوا «رامبو» المجلس العاشق للأسود الذي دخل البرلمان بسلاحين غير مرخصين على مرأى ومسمع من وسائل الإعلام وعلى الرغم من ذلك لم يسأله أحد (من أين لك هذا؟).. لعلهم خافوا من أن يكون الجواب «هذا من فضل ربي»... أو من «كبت» أمي! فكبت أمهاتنا في الكويت يتسع لكل شيء... وفي المستقبل ربما يتسع للأراضي والشاليهات والمزارع.

وأريد أن أسأل وزارة الداخلية، بما أنكم ترسلون الرسائل لكل سكان الأقليم فهذا يعني أن الجميع موضع شبهة تملك سلاح... فهل يستقيم أن نشك في المواطنين وتملكهم للسلاح في الوقت الذي نفرض فيه التجنيد من أجل أن ندربهم عليه؟، ألا يذكركم هذا بمعضلة البيضة أم الدجاجة أولاً، فيبدو أن الحكومة لا تريدنا أن نحتفظ بالبيضة ولكنها تريد أن تعلمنا كيف نبيض.

يا وزير الداخلية أدامك الله وأدام كفايتك وسعادتك وجعلني الله فداك، يقول المثل «خذ الحكمة من أفواه الصعاليك»، ولذلك سأنصح سيادتكم أين يمكن أن تجدوا السلاح.

راجعوا أرشيف صاحبة الجلالة خلال السنوات العشرين الأخيرة ثم احصوا أولئك الذين انتقلوا من صفحة الحوادث إلى صفحة الاقتصاد وستجدون عندهم ما تريدون... أما نحن فلن تجدوا عندنا سوى الدعاء لكم أن يعينكم الله على حملتكم ويعيننا على «مسجاتكم».

قصة قصيرة:

تفاخر أمام صديقه الأوروبي بأنه عمل إحصاء في أميركا وأوروبا عن نسبة الجنون فوجدها مرتفعة مقارنة بالوطن العربي، فقال له صديقه «عليك أن تقيس نسبة الجنون عندنا...ونسبة العقلاء عندكم».

كاتب كويتي

oh1alatwan@