مبارك الهزاع / محقان / بورصة الكويت أصبحت «كالعنجكك»!

1 يناير 1970 01:07 ص

حالي كحال غالبية المتداولين في سوق الأسهم، عندما تأتي آخر دقيقة من السوق ويعلن مؤشر السوق إغلاق المؤشر السعري بارتفاع غريب، فيحس المتداول بإحساس غريب أيضاً، فإذا كان رابحاً سيفرح لأنه في يوم غد تأكد أنه طاف الفقاعة السعرية، أما الذي خسر فيقول الحمدلله هناك أخرون يرون أن المؤشر أخضر فيبيع عندما تسنح له الفرصة ليهرب! ولا أعلم ماذا فعلت إدارة البورصة لوقف هذا التلاعب اليومي، فالمتلاعبون بالمؤشر هدفهم تأكيد أرباحهم، وعدم تقبلهم بالخسائر ومواجهة المستثمرين يجعلهم أكثر خوفاً من تبيان الحقيقة. ومع هذا فإن الشفافية مطلوبة لمعرفة الأداء الفعلي للسوق وأداء المحافظ والصناديق المستثمرة بالسوق الكويتي، فإذا انعدمت الرؤية وأصبح البعض يتلاعب بالمؤشر بشكل يومي ألا يشكل هذا تهديداً لمصداقية إدارة البورصة في التعامل مع المشكلة التي بدأنا نراهاً فعلياً في بداية عام 2008؟

«العنجكك» عندما تأكله، وهو بالمناسبة مثل «البنك» أو «الحب» وقشرته أحياناً لينة وأحياناً أخرى خشنة، وعندما تريد أن تفتح القشرة لتصل إلى لبها تتحسسها بأسنانك ولسانك لتعرف قوة الضغط التي ستحتاجها لكي تستطعمها بشكل أفضل ولا يختلط القشر مع اللب إذا كان ليناً ولا تؤلم نفسك إذا كانت خشنة. أما بورصة الكويت فهي أشبه «بالعنجكك» الذي تعتقد بأنه لين، وهو فعلياً خشن، وبعد التكسير تكتشف بأنه «ماصخ»! فلا مصداقية في المؤشر ولا خطوات فعلية لعلاج المشكلة ولا تصريح يبرد «الجبد» مما يجعلك تحتار في أمرها، فهل ستضغطها بقوة لكي تخرج قشرتها أم ستضغط بلين لكي لا تؤذي لبها؟ فيا إدارة البورصة اجعلوا قشرها ليناً واجعلوا المستثمرين يسهلون عملية هضم لبها، فالموضوع ليس كيمياء عضوية، ويمكنكم الاستعانة بصديق!

يقول الشاعر صفي الدين الحلي:

«لا تَخزُنوا المالَ لِقَصدِ الغِنى

وَتَطلُبوا اليُسرى بِعُسراكُـم

فَـذاكَ فَقـرٌ لَكُـمُ عاجِـلٌ

أَعاذَنـا الـلَـهُ وَإِيّـاكُـمُ»


مبارك الهزاع


كاتب كويتي

[email protected]