... غفا وسهرت الكويت
| كتب فرحان الفحيمان |
1 يناير 1970
07:08 ص
تتنازع دموع الأعين، هذا يجي، وهذا يرجع، وطائر «الخبر» يحط جناحيه على مهبط الحزن حاملا جثمان رجل بوطن، فجاسم الخرافى الذي عاد مُسجى في طائرته القادمة من تركيا جعل الكويت كلها تحيي ليلتها حتى الصباح.
مراحل مر بها المغفور له لم تخل من الحزم والشدة والفرح والانتصار والمناكفة، ورغم تقلباتها وتموجاتها، لكنه كان دوما يتحلى بالصبر والحكمة والتروي وبُعد النظر والصلابة، وكان الراحل لا يحمل الضغينة لأحد، فهو يعرف واجباته الاجتماعية ويفصل تماما بين العمل السياسي والعرف الاجتماعي الذي جبل عليه أبناء محمد الخرافي والد الراحل والذي كان أحد بناة النهضة الحديثة في الكويت ومؤسسا كبيرا في قطاعاتها التجارية والاقتصادية.
وفتح الخرافي المولود في جبلة عام1940 عينيه على علم ونور، اذ التحق بمدرسة الروضة والمثنى، ثم سافر إلى الاسكندرية لمواصلة تعليمه، وعاد الى الكويت بعد العدوان الثلاثي على مصر 1956ومنها إلى انكلترا ليعود حاملا شهادة ادارة الأعمال، وفور عودته عام 1962 انخرط في تجارة والده حتى ترشح عام 75 لانتخابات مجلس الأمة معتمدا على سمعة والده التي مهدت له أرض النجاح ممثلا لأهل جبلة.
وفي انتخابات 1981 ترشح للانتخابات وحصل على العضوية وترأس اللجنة المالية، وفي عام 1985 كان وزيرا منتخبا وحمل حقيبة المالية وتاليا ابتعد عن الحياة السياسية حتى شارك في انتخابات 1966 ونافس النائب أحمد السعدون على رئاسة المجلس وخسرها بفارق صوت واحد وورقة بيضاء، وفي مجلس 1999 حجز كرسي الرئاسة وظل رئيسا لمجالس 2003 و 2006 و2008 و2009 حتى فضل اعتزال الحياة السياسية بعد حل مجلس 2009.
جاسم الخرافي وعلى مدى حياته التي توقفت ليلة الجمعة المباركة كان ساهرا على حب وطنه ولا يغفو إلا والكويت في عينيه... غفا وسهرت الكويت.