الموت لا يعرف صديقاً ولاعدواً ولا (إحم أو دستور) وقد قال لنا رب العباد «وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ».
كم من رئيس دولة جاء للدنيا وكما جاء ذهب؟.. وكم من فقير جاء أيضا وكما جاء ذهب؟.. ليبقى في النهاية أعمال كل منهما هي الميزان في الآخرة.
هذا الميزان الرباني القائل في كتابه: «يا بنيّ إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها اللّه» وقال: «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره».
يقول الشيخ الدكتور عبدالمحسن العسكر «الموت منظر ترتج له القلوب وتنزعج منه الأبدان، أجلست إلى جوار ميت أم هل شاهدت محتضرا؟ أفدخلت المقبرة في الليل وحدك؟
جرب ذلك لتتذكر الموت، ووحشته إن الموت ما تذكره أحد صادقاً إلا أخذته العبرة وملكته الخشية وشعر بالتقصير، بيد أن نسيان الموت ضلال بين وبلاء عظيم ما نسيه أحد إلا طغى، قال صلى الله عليه وسلم: (أكثروا من ذكر هادم اللذات) ولقد استجاب سلف الأمة لهذا الأمر النبوي فلم يدعوا ذكر الموت حتى في أوقات السرور ولحظات الصفاء، فكان ذلك باعثاً لهم على الجد في الطاعة والبعد عن المعصية ومن ثم فلم تكن الدنيا أكبر همهم بل كانت تحت أقدامهم».
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا ويرحم موتانا وموتى المسلمين.
****
على الطاير:
- قبل أكثر من عشر سنوات شن بعض الإعلاميين المصريين حملة شعواء على رئيس مجلس الأمة الاسبق آنذاك جاسم الخرافي يرحمه الله متهمين إياه بالحصول على رئاسة مجلس الامة من دون وجه حق!
فكتبنا مدافعين عنه مبينين بأن أقلامهم الصفراء ستتكشف حقيقتها مع الأيام كونها ظهرت لغرض في نفس يعقوب وأنها لا تعرف نعمة الحرية التي ننعم بها والتي تتيح لنا معرفة من رئيس البرلمان بالتصويت الحر لا بصناديق نسبة الـ(99) في المئة العربية!
حتى جاءنا في اليوم التالي عبر الهاتف اتصاله ليشكرنا على دفاعنا عنه فكان ذلك بوعبدالمحسن يرحمه الله الرجل المتواضع الحكيم المتواصل مع رجال الصحافة الذي عرف بكظم غيظه وإظهار ابتسامته حتى وقت الألم!
نسأل الله أن يتغمدك يابوعبدالمحسن بواسع رحمته وأن يلهم آهلك وذويك الصبر والسلوان و«إنا لله وإنا اليه راجعون».
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!
[email protected] Twitter: @Bumbark