«الداخلية»: استراتيجية «داعش» تقوم على استهداف رجال الأمن وإثارة الفتنة الطائفية

الملك سلمان: كل من تورّط بهجوم القديح سينال العقاب الذي يستحق

1 يناير 1970 04:53 م
تعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، بان ينال كل من شارك او خطط او دعم او تعاون أو تعاطف في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسجد الإمام علي بن ابي طالب في بلدة القديح الملاصقة لمدينة القطيف، عقابه المستحق، فيما نشرت وزارة الداخلية أسماء وصور 21 شخصا، بعضهم لا يتعدى عمرهم 15 عاما، ممن تورطو في الهجوم وووعدت بمراجعة الإجراءات الأمنية في الأماكن التي قد تكون مستهدفة.

وقال الملك سلمان في برقية الى ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الامير محمد بن نايف: «لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء، ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية».

وأضاف إن «كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه، ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم».

وتابع: «نرغب إليكم نقل تعازينا الحارة لأهلنا في القديح من أسر المتوفين، ونقل تمنياتنا ودعواتنا للمصابين بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل».

وفي مؤتمر صحافي عقدته في الرياض لشرح ملابسات الجريمة التي اسفرت عن 21 قتيلا و81 جريحا وتبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، كشفت وزارة الداخلية السعودية عن مخططات استراتيجية للتنظيم تهدف الى تقسيم المملكة الى خمسة قطاعات لتسهيل تحرك عناصره وتنفيذ العمليات فيها.

وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء منصور التركي ان الاهداف الآلية للتنظيم تتمثل في استهداف رجال الامن واثارة الفتنة الطائفية، مؤكدا انه «تم احباط مخطط لتحديد منازل خمسة ضباط لتنفيذ عمليات اغتيالهم».

واضاف ان «المفهوم الاستراتيجي لتنظيم داعش يهدف الى نقل انشطته الى داخل المملكة من خلال تنفيذ عمليات ارهابية الغاية منها احداث حالة من الفوضى وزعزعة الامن والاستقرار حتى يسهل عليه توسيع اعماله».

ولفت الى تركيز التنظيم على استدراج الاطفال من خلال شبكات التواصل الاجتماعي في ما يطلق عليه بـ «جيوش الاطفال» الامر الذي يستدعي من ارباب الاسر ولاسيما الامهات الالتفات الى ابنائهم وملاحظة ما يطرأ عليهم من تغيرات فكرية.

واكد ان حادثة التفجير في مسجد القديح اظهرت قوة تلاحم المجتمع السعودي ورفضه لمثل هذه الجرائم وعكست كذلك التنسيق المميز بين قطاعات وزارة الداخلية التي استطاعت في وقت وجير كشف ملابسات هذه الحادثة.

وتابع التركي ان الوزارة تراجع الإجراءات الأمنية في الأماكن التي قد يستهدفها الإرهاب.

من جانبه، قال العميد بسام عطية من إدارة التحقيقات بالوزارة في المؤتمر نفسه ان استراتيجية التنظيم الذي بدأ بتعيين مسؤولين عن القطاعات الخمسة تهدف إلى زرع الفتنة ونقل العمل إلى داخل المملكة واستهداف رجال الأمن.

واوضح ان التنظيم استغل حماسة الاطفال والشباب للتغرير بهم وتجنيدهم للقيام بادوار تخدم انشطته بما في ذلك استغلالهم لاستهداف اقاربهم من رجال الامن او رصد تحركاتهم وتزويد عناصر التنظيم بها لاغتيالهم.

ولفت إلى أن اثنين من قتلة الجندي الغامدي، ذهبا إلى حفل زفاف بعد ارتكاب جريمتهما لإبعاد الشبهة عنهما، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من القبض عليهما خلال 48 ساعة.

وأضاف أن القتلة، رأوا أن قتل الغامدي حلال بينما تصويره حرام، مشيراً إلى أنهم اختلفوا أثناء توزيع المهام بينهم أثناء تنفيذ الجريمة.

وكانت وزارة الداخلية قد نشرت مساء أول من أمس أسماء وصور العناصر المتورطة في هجوم القديح.

وقالت الوزارة «ان أفراد هذه الخلية تنوعت مهامهم وأدوارهم، ما بين تبني فكر تنظيم داعش الإرهابي، والدعاية له، وتجنيد الأتباع خاصة صغار السن، وجمع الأموال لتمويل عملياتهم، ورصد تحركات رجال أمن وعدد من المواقع الحيوية، والتستر على المطلوبين أمنياً، وتوفير المأوى لهم ومن ضمنهم منفذ العملية الانتحارية ببلدة القديح».

والمتورطون هم محمد حمد الحميدي ومحمد حمدان المطيري وأسامة علي العثمان وأسيد عثمان الدرويش ودخيل شبيب الدوسري ومحمد إبراهيم الحمدان وصالح سعد السنيدي وصالح إبراهيم النمي ومحمد عبد العزيز الربع وصالح محمد السعوي وأحمد عبدالله العيسى وسليمان عبد العزيز الربع وعصام سليمان الداود ومعاذ عبد المحسن بن زامل وعبدالله سليمان الفراج وعبد الرحمن فهد التويجري وعبدالله عبدالرحمن الطلق وعبدالله مشعل الكثيري وعبدالله عبدالعزيز السعوي وعبدالله عبد العزيز الهذال وعثمان إبراهيم الخضيري.

وكانت وزارة الداخلية السعودية قد كشفت هوية مفجر المسجد، وهو صالح بن عبدالرحمن القشعمي، واستخدم مادة «آر دي إكس» شديدة الانفجار. وقال الناطق الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي إن «والد الانتحاري موقوف منذ فترة».