تقرير / في أسبوع... «داعش» يُسقط مدينتيْن ويفتح الطريق إلى بغداد ودمشق
| كتب إيليا ج. مغناير |
1 يناير 1970
06:57 ص
سقطت تدمر او «بالميرا» التي صمدت 3 آلاف عام، بيد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) لتصبح المدينة الثانية في هذا الشهر التي يسيطر عليها، وعلى مسافة ليست ببعيدة عن العاصمة دمشق، كما سقطت قبل ايام الرمادي التي تقع على مسافة قريبة من العاصمة بغداد.
وبسقوط تدمر، تضاف مساحات شاسعة الى سلطة «داعش»، فيصبح مسيطراً على اكبر مساحة في سورية بين كل التنظيمات المتناحرة متفوّقاً حتى على قوات النظام السوري من حيث الجغرافيا وأماكن انتشاره.
ويملك التنظيم قوى في ريف حمص وفي مدينة الرقة ودير الزور والحسكة وحلب وجنوب دمشق ومنطقة القلمون وفي درعا والجولان، ويضيف الى هذه الأمكنة اليوم مدينة تدمر، ويسيطر على آبار النفط الموجودة هناك ليعوّض ما خسره من النفط العراقي، ما يضعه في خانة أقوى التنظيمات الجهادية الموجودة على الكرة الارضية انتشاراً وعدداً وتوسعاً.
وهذه الوقائع، تساعد اليوم نظرية الولايات المتحدة القائمة على انه لا توجد قوى معارضة معتدلة تستطيع محاربة «داعش» والتفوق عليه، وذلك رغم تدريب بعض القوى في تركيا، والتي لا يتعدى عديدها بضعة آلاف، لأن هذه القوات لا تزال تتدرب وتنقصها الخبرة القتالية، بينما تنخرط في الساحة السورية قوات جهادية مخضرمة ومتمرسة تستطيع القضاء على هذه القوى الصغيرة بوقت قليل مهما تطورت معداتها القتالية او الدعم الناري الذي تستطيع الولايات المتحدة ان تقدّمه لها.
ويزداد الوضع السوري تعقيداً كل يوم، لتبتعد امكانية الحلول الى سنوات طويلة مقبلة. فاليوم «داعش» يحارب «جبهة النصرة» في جبال القلمون، ويحارب جيش النظام في ريف حلب وفي تدمر، ويحارب الاكراد في محيط كوباني والحسكة، وتحارب «النصرة» التنظيم في ادلب وفي درعا وفي الجولان، بينما تسهل مروره الى مخيم اليرموك جنوب دمشق.
يحدث ذلك، وسط وقائع يختلط فيها اختلاف الحلفاء وتحالف الاعداء، حتى تدخّلت الولايات المتحدة في غرب حلب، حيث قصفت طائراتها معسكرات تابعة للمهاجرين من «القاعدة» وقتلت اكثر من 15 مهاجراً تركمانستانياً وتركياً يحاربون في سورية، بينما تسهّل غرفة عمليات مشتركة في تركيا دخول «القاعدة» الى كسب - ريف اللاذقية والى ادلب وجسر الشغور.
ومجمل هذه التطورات، يؤكد ان من مصلحة الغرب ان يبقى الصراع في سورية الى مستقبل غير منظور، لانها ساحة حرب مثالية تناسب الغرب، وخصوصاً انها تجمع اكبر عدد من المقاتلين الأجانب العقائديين حيث يتقاتل الجميع في ما بينهم، وهذا بالطبع لن يكون فقط على عهد الرئيس الاميركي باراك اوباما، بل ستكون سورية والعراق «إرثاً» لخلَفه ولرؤساء آخرين اذا بقيت السياسة الغربية تجاه سورية على ما هي عليه اليوم.