بعد نشْر قوة عند مدخله
عودة منطقة الطوارئ أمنياً إلى حضن «عين الحلوة» في جنوب لبنان
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
12:29 م
في إطار الخطة ا?منية لتعزيز ا?من والاستقرار داخل «مخيم عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، وبعد تأجيل لمرات عدة، نشرت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة 30 عنصراً من مختلف القوى الوطنية والإسلامية على حاجز مدخل «حي الطوارئ» الذي يُعدّ معقلاً لما يسمى «تجمع الشباب المسلم» وهو يضم عناصر من «جند الشام» و«فتح الإسلام» وغيرهما، كما نشرت 40 عنصراً عند حاجز «الشارع التحتاني» للمخيم.
وأشرف على عملية الانتشار قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب وقائد القوة الامنية في المخيمات اللواء منير المقدح وقائدها في «عين الحلوة» العميد خالد الشايب وممثلو اللجنة الامنية الفلسطينية العليا في لبنان.
وذكرت أوساط فلسطينية لـ «الراي» أن «الخطوة استعادة ضمنية من المخيم لـ (حي الطوارئ) واحتضان أمني له، وبداية لإسقاط المربعات الأمنية التي عانى منها المخيم منذ أعوام، حيث كانت بعض المناطق وبينها (حي الطوارئ) تُعتبر عصية على القوة الامنية المشتركة، ناهيك عن كونها ترجمة عملية لتحصين الوضع الأمني في المخيم والجوار في ظل محاولات ايقاع الفتن او الاقتتال الداخلي والكلام عن إمكان وقوع انفجار أمني في لبنان يكون صاعقه (عين الحلوة)».
وعلمت «الراي» ان انتشار عناصر القوة الامنية في المنطقة، سبقه اجتماع بين ممثل اللجنة الامنية العليا والناطق الرسمي باسم «عصبة الانصار» الإسلامية ابو شريف عقل ولجنة «حي الطوارئ» وممثلين عن «الشباب المسلم» حيث اتفقوا على تسهيل المهمة، مع ضمانات بأنها لا تستهدفهم، ولا سيما ان القرار اتُخذ بعد ايام على اغتيال العنصر في «سرايا المقاومة» التابعة لـ «حزب الله» مروان عيسى، بعدما أظهر التحقيق ان عملية الاغتيال نفذت في «حي الطوارئ» بعد استدراجه، قبل ان يتمّ نقل الجثة الى مكان آخر.
وتشكك مصادر مطلعة داخل المخيم في قدرة القوة ا?منية الفلسطينية المشتركة على ضبط الأمن ووقف عمليات القتل والتفجيرات المتنقلة بين الاحياء بأسلوبها المتبع حتى هذه اللحظة، بسبب وجود مجموعات أصبحت معروفة ومكشوفة تعمل على استهداف «عين الحلوة» من خلال توجيه الأنظار اليه ومحاولة تكرار سيناريو مخيم «نهر البارد» وتالياً فإن التعاطي معها بحاجة لحزم قد يصل الى الحاجة لعملية استئصال، غير ان موافقة «الشباب المسلم» على هذه الخطوة اعادة الحديث عن هدنة ما.
في المقابل، اكد الشايب ان هدف الخطوة حفظ امن واستقرار المخيم والجوار اللبناني، موضحاً ان «هذا الانتشار سيكون في أي نقطة تشهد أي توتر ونحن متفاهمون مع مختلف القوى الفلسطينية على هذه الخطوة».
من جانبه، قال عقل لـ «الراي» ان هذه الخطوة «هي ثمرة لجهود الاخوة كافة في اللجنة الامنية العليا، كما انها تمت بمشاركة وطلب رسمي من اهلنا في (حي الطوارئ) الذي نعتبره جزءاً لا يتجزأ من (عين الحلوة)، وأمنه هو ايضاً جزء لا يتجزأ من المخيم، و(تجمع الشباب المسلم) أبدوا أعلى درجات الحرص على المخيم وأمنه، وهذه الخطوة حلقة في سلسلة، ستُنفّذ خلال الاشهر المقبلة، وتكون بنتيجتها انتشرت القوة الامنية المشتركة في ارجاء المخيم كافة، لنؤكد للجميع ان لا مربعات أمنية داخله وان المخيم آمن ومستقر ويتجه الى مزيد من الاستقرار له وللجوار».
اما اللواء المقدح فقال: «إن شاء الله لن تكون هناك مربعات أمنية، وثمة وسائل اعلام تضخّم كثيراً الاحداث التي تحصل في المخيم. وربما تقع أحداث على الأراضي اللبنانية تتم معالجتها في إطار أمني محدد، ويجب الا يؤخذ المخيم بجريرة ان حدثاً أمنياً حصل هنا او هناك. واجبنا كقوة أمنية نقوم به على أكمل وجه، ونعتبر ان ضبط الامن والحفاظ على امن الجوار هو واجب فلسطيني، وسيبقى الفلسطيني في لبنان صمام امان وعاملاً ايجابياً وليس عنصر تخريب، وهذا قرار من القيادة الفلسطينية».