الأسرة أولاً / كم يبقى الرجل مع أسرته؟!
1 يناير 1970
06:09 ص
في مقدمة شكاوى النساء في أزواجهن: كثرة غيابهم عن بيوتهم، وتسميه المرأة هروب الزوج من مسؤولياته، وإلقاء الأعباء كلها عليها، وكثيراً ما ثارت نزاعات بين الزوجين بسبب مطالبة المرأة زوجها بالعودة إلى بيته فور انتهاء عمله، وبتقليل أسفاره، وزيادة بقائه في بيته.
لكن الرجال يدافعون عن أنفسهم فيبررون ابتعادهم بأنه يقيهم النزاعات مع زوجاتهم وأبنائهم، ويقلل من الشجارات والخلافات.
لا شك في أن بعض الرجال يمضون في أعمالهم أوقاتاً طويلة، فيعودون إلى بيوتهم مرهقين، لا طاقة لهم في حمل مسؤوليات، والقيام بأعمال أخرى، فيرون أنهم يحتاجون إلى الترويح عن أنفسهم بتمضية أوقات فراغهم مع أصدقائهم.
وترد المرأة على هذا بأنها تمضي وقتها كله مع أسرتها، وهي تحتاج أيضاً إلى وقت تمضيه في الترفيه عن نفسها، ولكنها لا تجد هذا الوقت، ولذا يجب على الرجل أن يضحي كما تضحي هي، وخاصة إذا كانت تعمل خارج البيت أيضاً.
والحق أن وجود الرجل في بيته، مع زوجته وأبنائه، حاجة تحتاج إلى تلبيتها، وذلك بأن يقوم بتوجيه النصح لهم، وممارسة تربيتهم، والإسهام مع الأم في مذاكرة دروسهم، وإعانتهم في كتابة واجباتهم المدرسية.
كذلك في التخفيف من أعباء زوجته بقيامه ببعض الأعمال، وضبط الأبناء الذين يهابونه أكثر من أمهم، ومحاورتهم، وتوجيههم، والإجابة عن كثير من أسئلتهم. لكن هذا لا يعنى أن يبقى الرجل في بيته فلا يخرج لعيادة مريض، أو تهنئة ناجح، أو القيام بشراء بعض ما تحتاجه الأسرة من سلع. بل إن بقاءه في بيته طوال الوقت يشكل ضغطاً عليهم، ولا يتيح أمامهم المجال ليعتمدوا على أنفسهم في بعض الأمور.
على أي حال، فإن قرب الرجل من أفراد أسرته ينبغي أن يكون كافياً لتحقيق مزيد من الترابط الأسري، ولإعانة الأم في بعض أعمالها، ومتابعة الأبناء وتعليمهم وتربيتهم.
ومما يحتاجه الرجل لأداء تلك المهام: قدر عظيم من الحِلْم، والحكمة، والحب، وأن يبتعد تماماً عن الغضب، والعنف، والغلظة.
ونذكره بأن هذا من واجباته المسؤول عنها، والمثاب عليها، وسيقطف ثمرات ذلك في الدنيا قبل الآخرة، حين تقر عينه بنجاحهم في دراستهم، وتفوقهم فيها، ثم بنجاحهم في أعمالهم وزواجهم.
وما أجمل قولهم وأبلغه (الولد البار خير استثمار).