مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

حلم الهلال الشيعي

1 يناير 1970 07:59 ص
يقول اللواء محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني: «إن الهلال الشيعي يتوسع، وهو يشمل العراق، وإيران، وسورية واليمن، ولبنان، وإن إيران تعيش الآن بأمن واستقرار، ولو أننا بدأنا بدراسة أحوال دول هذا الهلال الشيعي، فسنجد أن العراق في حرب أهلية مدمرة، منذ خروج القوات الأميركية منه بعد تخليصه من حكم المشنوق صدام حسين، وهو بالطريق للتقسيم لثلاث دول متناحرة متعادية، لأنها ستقوم على أسس طائفية وعنصرية، لا عن وطنية أو توافق.

أما سورية فهي في صراع دموي بين شعب ثائر ونظام شمولي حكمه لأكثر من أربعة عقود بالحديد والنار، ولولا الأسلحة التي تدفع إيران فاتورتها، والمرتزقة التي تجندهم، لانهار هذا النظام منذ فترة طويلة.

أما لبنان، فهو يعيش الآن على برميل من البارود، لا أحد يعرف متى سينفجر بسبب فراغ سياسي، وتوتر أمني، وأزمة اقتصادية، لغياب السياحة، والسياحة هي مصدر الرزق عند غالبية مواطنيه.

أما اليمن وما أدراك ما اليمن، فبعد الفقر والجهل والمرض على يد الرئيس المخلوع علي صالح قام الحوثيون بشن حرب أهلية عارمة سعياً للسيطرة عليه، تكاد أن تؤدي إلى تقسيمه مرة أخرى، بل وشكلت خطراً على دول الجوار، التي شنت عليها«عاصفة الحزم»، لحفظ أمنها وحدودها.

أما إذا عدنا لإيران، مركز الهلال الشيعي، فهي تعاني من أزمة مالية خانقة، لحصار دولي بسبب أنشطتها النووية ومصاريف هائلة لتمويل حروب في دول الجوار سعياً لتصدير ثورتها، ما جعل حكومتها تعجز عن دعم أبسط مستلزمات الحياة، ومن يخالف نظام الحكم هناك فهو إما في الحبس أو الإقامة الجبرية، من هؤلاء رؤساء جمهورية سابقون وقادة فكر، ورجال دين.

وليت صاحب القرار في إيران يسعى لإنشاء هلال إسلامي فذلك أقوى وأسلم وأأمن، أما حلم الامبراطورية الفارسية الذي يراود البعض فقد سقط منذ أن دخل الإسلام بلاد فارس.

وبدلاً من الصراعات المذهبية البغيضة ليتنا جميعاً ننشر الإسلام الوسطي السمح، ونترك الإنسان يعبد ربه حسب رؤيته وقناعته دون ترغيب أو ترهيب من الأنظمة الحكومية.