حوار / «صاحب السمو أمير الإنسانية رفع شأن البلاد أمام العالم»

عبدالأمير التركي لـ «الراي»: زرعتُ البسمة في الناس... وحصدتُ التنكُّر!

1 يناير 1970 03:53 م
• سمو الأمير شرّفني في عزاء والدتي وشاهد حالتي و قال لي «تدلّل قل أين تريد الذهاب»... لكن موظفي ديوانه خذلوني

• أثق بمرزوق الغانم... نريد كثيرين مثله في جدارته وحرصه على الوطن

• الغانم قال لي «أفكارك في مسرحية (حامي الديار) 90 في المئة منها حصل... والباقي سيحصل»

• جاسم الخرافي حضر من المطار إلى المسرح ليشاهد «مضارب بني نفط»... وكان يكرِّم الفنانين مالياً

• الشيخ جابر العلي قال لي «ستكونون الأغلى سعراً في المنطقة وسيدمنكم الناس»... وتحققت نبوءته

• نحن نضحك على أنفسنا عندما نأتي بوزير سارق لنجعله مستشاراً... ولا يزال يسرق!

• «الحرب على الفساد أكذوبة»... موضوع مسلسلي المقبل «هذا سيفوه»

• الحرية والديموقراطية عندنا مجرّد اسم... ولدينا رقابة بشعة

• يجب أن تكون منافقاً تفعل ما يريدون... وستكون مَرضيّاً عنك وستحظى بمكانة مرموقة

• أستعد للبدء في بروفات مسرحية «نهيتك يا مروان» وتصوير مسلسل «هذا سيفوه» بعد عودتي من العلاج
«بعثت أوراقي إلى الديوان الأميري، وأنا تعبان والقولون مفتوح، وربما يعتقدون أنني أكذب موظفي الديوان، قبل أن يصلوا بكتابي إلى صاحب السمو، ويقولوا أرسلنا كتابك للّجنة وننتظر الموافقة». هذا ما بدأ به الكاتب المسرحي عبدالأمير التركي حديثه مع «الراي»، عاتباً على موظفي الديوان الأميري، وطريقتهم معه في عدم إيصال كتابه لصاحب السمو، وقال «أنا لو كنت أريد اللجنة أعرف طريق اللجنة في وزارة الصحة وأعرف الوسائط التي تعمل هناك».

وأضاف التركي لـ«الراي»: «يجعلونني أواجه المذلة حتى أنتظر الموافقة، وعليّ أن أدوس على كرامتي بأن أرتجي فلاناً وعلاناً حتى تتم الموافقة لعلاجي في الخارج... هذا كلام يدخل العقل!»، خاتماً عتبه بكلمة «الله لا يقويهم ولا يعافيهم إذا يوافقون على علاجي بالخارج، فأنا لست مثل غيري الذي يذهب سياحة وبطائرة خاصة». وفي عبارة يمتزج فيها الأمل بالتحدي، أعلن التركي أنه سيعود بعد رحلته العلاجية، على نفقته، «أكثر قوةً»، متسلحاً بعملين إبداعيين: الأول مسرحي هو «نهيتك يا مروان»، والآخر تلفزيوني بعنوان «هذا سيفوه»، ومن المقرر تصويره خارج البلاد، موضحاً: «أن العمل يلقي إسقاطات سياسية مرت البلاد ببعضها، وأتوقع أن تمر ببعضها الآخر». عبدالأمير التركي أفضى إلى «الراي» بالكثير، مازجاً بين الغضب والاعتداد بالنفس... ومتنقلاً من الفخر إلى العتاب، كما الرضا، وتطرق إلى الكثير من القضايا والآراء التي تراكمت في عقله ووجدانه عبر مسيرة حافلة على طريق الإبداع.

• ما الذي يجب أن يفعله الفنان حتى يكون مرموقاً ويلقى التقدير في بلده؟

- إن كنتَ تقصد في الكويت، يتعين عليك أن تكون منافقاً من الطراز الأول، وأن تكون «باش كاتب» تفعل ما يريدون، وليس ما تريده أنت، وربما تكون بذلك مرضياً عليك وقد تصل عندهم إلى ما هو أكبر من مكان مرموق، بدليل أن هناك كثيرين حازوا مناصب لا يستحقونها.

• وما نوع النظرة التي يجب أن توليها الدولة للفنان؟

- إلى الآن، النظرة إلى الفنان تتصف بالدونية، انظر إلى معظم دول العالم، تجد أن الفنانين مكرمون بأوسمة ويتلقون الكثير من التقدير، أما هنا فلا يجد الفنان حتى «ميدالية تنك»، هل تدهش إذا أخبرتُك بأننا مكرَّمون في الدول الأخرى أكثر من الكويت!

• معنى هذا أنك كُرمتَ خارج الكويت؟

- نعم، يكفي أنني أنا وزميليَّ خالد النفيسي وسعد الفرج تلقينا تكريماً وتقديراً لم يحصل على نظيرهما أحد، من خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.

• خالد النفيسي، هل لا تزال له بصمة في ذاكرتك حتى الآن؟

- وإلى أن أموت، فهناك رحلة عمر قضيناها داخل البلاد وخارجها، ودعني أقل لك إنني في ذكرى وفاته، التي كانت قبل أيام، تحدثتُ معه كما كنا نتحدث من قبل، وقلت له: «إحنا ترى على حطة إيدك، محد يدري عنّا، حتى في أسوأ الظروف التي أمر بها لم أجد أحداً»، والعطاء الذي دام أربعين عاماً من الإبداع و زرع الابتسامة في نفوس كل أهل الكويت، لم أجد سوى التنكر من الكثيرين.

• ألا توجد ضمانات للفنان؟

- لا يوجد ضمان، لا صحي و لا اجتماعي، بالرغم مما يقال من أن حضارات الدول تقاس بعنايتها بالفن والفنانين، فعندنا لا يوجد شيء، والبرهان ليس بعيداً، فانظر إلى حالتي الصحية التي تتطلب علاجي في الخارج، يجعلونني أواجه المذلة حتى أنتظر موافقة، وعليّ أن أدوس على كرامتي بأن أترجي فلاناً وعلاناً حتى تتم الموافقة لعلاجي في الخارج هذا كلام يدخل العقل!

بينما غيري لم يفعل شيئاً للبلد وتاريخه أسود، تخصص له طائرة مع أهله حتى يعالج في الخارج، وأنت لا، إذا أعطوك الموافقة مرافق عليهم والثاني على حسابك «تبيت ابي ما تبي إنثبر وإقعد مكانك»، هذا هو الوضع مع الأسف.

• هل بعثت أوراقك وتم الرفض؟

- بعثت أوراقي إلى الديوان الأميري، وأنا تعبان والقولون مفتوح، وربما يعتقدون أنني أكذب موظفي الديوان، قبل أن يصلوا بكتابي إلى صاحب السمو، ويقولوا أرسلنا كتابك للّجنة وننتظر الموافقة، أنا لو كنت أريد اللجنة أعرف طريق اللجنة في وزارة الصحة وأعرف الوسائط التي تعمل هناك، وأنا 90 في المئة من أعضاء مجلس الأمة مستعدون يعملون لي ما أريد، وسابقاً كان يُطلق عليّ العضو 51 من إنجازات معاملاتي للناس ولا أبخل في مد يد العون لأحد، وأنا الآن مغادر على حسابي الخاص، لأني تحملت الكثير وانتظرت لكن مع الأسف حين يحدث معي هكذا في وطني.

• ولماذا لم تنتظر الموافقة؟

- موافقة مِنْ من!

• من العلاج بالخارج؟

- الله لا يعوزني لهم و لا أبي موافقتهم، أنا درت لندن قبل هذا المسؤول الذي يقرر إرسالي من عدمه، أنا شاهدت بلداناً في العالم هو لم يحلم بها، مع الأسف نحن نواجه الذل في بلدنا، من عدم الالتفاف لنا حتى بإعطائنا جوازات خاصة، ونحن من قدمنا ما لم يقدمه الآخرون. وأنا لا أنتظر فضلاً من أحد، أنا طلبت حقي، ولم أجده، وأود أن أبشّر المسؤول في اللجنة أنني ذهبت على نفقتي الخاصة ومعي أربعة مرافقين، لأني لست في وضع أستطع أشيل نفسي، ولكن عيب لما تأتيك ردود من مسؤول لا يفقه ولا يعرف مع من يتحدث، ولدي الدليل في الرسائل المبعوثة منه، وأنا لا أذل نفسي، أنا عشت وأردد «هيهات منا الذلّة»، وكرامتي فوق كل اعتبار، وأنا لا أقول إنني مبدع، بل أعمالي هي من تتحدث عنّي، وأنا لم أطلب أكثر من حقي، وهذه هي النهاية للعطاء، ولا أقول إلا كلمة واحدة «الله لا يقويهم ولا يعافيهم» إذا يوافقون على علاجي بالخارج، فأنا لست مثل غيري الذي يذهب سياحة وبطائرة خاصة.

• لو عاد فيك الزمن على ما وجدته الآن من الدولة، ستكرر ما قدمته؟

- إلى الآن وأنا الكاتب الوحيد الذي لا أتعامل مع محطات تلفزيونية، أنا أعمالي معروفة سياسية انتقادية لأوضاع معينة، ولا أتذكر أنني في يوم ذهبت لأكتب لمحطات خارجية، و«كلهم على راسي دول مجلس التعاون» لأنهم كرموني وكرموا زملائي، ولم يبخلوا علينا في شيء، والذي فعلوه لنا، لم يفعله الذين هنا، وأنا لم أعمل تلك الأعمال لأنتظر تكريماً من الدولة، أنا أريد مسرحاً يضع النقاط على الحروف، وللعلم لا يوجد أحد ينتقد شعبه، أنا انتقدت شعبي في «حامي الديار»، وهناك عمل موقوف في وزارة الإعلام «الاعتراف». الآن الوضع الذي نمر به في أمس الحاجة له لنشره، المفروض أن يذاع، على الأقل ينظرون له، بسهولة حرموني منه و من توزيعه، ولا أستطيع أن أحارب دولة، و أنا لا يزال لدي أمل في نشره بظل وجود معالي الوزير الحالي، لأن الرجل سلمان الحمود شيخ نزيه ومتفهم، واختياره لوزارة الإعلام جيد وفي محله، وهو رجل في كل مكان تضعه به، وأتمنى الأوضاع التي أمر بها تزول حتى أعود لممارسة نشاطي في الكتابة.

• هل هناك جديد في جعبة الكاتب التركي؟

- طبعا، أنا حالياً أعد مسلسل «هذا سيفوه» الذي تم توقيفه مسرحياً وحالياً أعيد كتابته كمسلسل.

• ولكن ربما يتم توقيفه كما تم توقيف المسرحية؟

- لا علاقة لي مع هنا، التصوير والعرض سيكون في الخارج، لأننا في الكويت الحرية والديموقراطية مجرد اسم، ولكن لدينا رقابة بشعة، ولا أحتاج بعد هذا العمر طفلاً من وزارة الإعلام يراجع ما أكتبه. أنا لدي رقابة ذاتية، أعرف الذي يصلح والذي لا يصلح، وأنا دوماً أقف على الحياد لمصلحة بلدي، بدليل أنه في مسرحيتي «دقت الساعة» و«حامي الديار» ناقشت قضية السني والشيعي من أي سنة!... اليوم نشاهد ما كنتم تشاهدونه في المسرح، وانتمائي للكويت فقط.

• وأين أنت من المسرح؟

- موجود وقادم بقوة في عمل مسرحي يحمل عنوان «نهيتك يا مروان»، وللعلم أتتني عروض خليجية على تقديم هذا العمل، وقالوا لي «مستعدون أن نحمل جمهور الكويت بطائرات حتى يحضروا إلى المسرح لدينا»، ورفضت وقلت لهم العرض الثاني لكم بينما الأول في الكويت، لأني ما أنتقد بلدي خارج الكويت، وأنتقد بحسن نية منتظراً الإصلاح، وأنا أصرح لـ«الراي» بأن مسرحية «نهيتك يا مروان» ستكون داخل الكويت، وبعد رحلة علاجي سأبدأ في وضع اللمسات الأخيرة لعرضها مع بطولة فخمة من كبار الفنانين أبرزهم عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج، إبراهيم الصلال وجاسم النبهان.

• جاسم النبهان اسم موجود في كل أعمالك السابقة، ماذا تجد به؟

- النبهان لا أستغني عنه أبداً، ولا أتخلى عنه.

• إلى من اشتقت من الفنانين مسرحياً؟

- كثيرون، عبدالحسين وسعد وخالد والمفيدي وغانم الصالح الذي أسميته الجوكر، أين تضعه يبرز، ومحمد المنصور وحياة الفهد وسعاد عبدالله ومريم الصالح، هؤلاء لا يُعوضون.

• وهل تم الاتفاق مع كبار النجوم على مسرحيتكم الجديدة؟

- طبعاً، وهناك اهتمام بأن نبدأ فور عودتي من العلاج، ولا أهضم حق طارق العلي الإنسان الواصل الحريص على انتقاء أعماله. وللعلم، طارق في جعبته إمكانات لم يجد من يُخرجها، لا في الكاتب ولا المخرج، هو يعمل بمجهوده الشخصي، إنسان عصامي بالفن صنع نفسه بنفسه.

• هل لك تواصل مع فناني الجيل الحالي؟

- أنا أول من أصعد انتصار الشراح خشبة المسرح في مسرحية «فوضى»، وهي حينما تذكر بداياتها لا تذكر «فوضى»، وهذا شيء راجع لها، التاريخ لا يُزوّر.

• ماذا عن المسرح، وتاريخك مع المسرح؟

- في تاريخ الكويت، أول مسرح قطاع خاص كوميدي أنا من أوجده، بعدي أتى الوطني وغيرها من المسارح، وكان أول عمل عرض في هذا المسرح «هالو دولي»، وأول مسرحية تم تسجيلها بالألون، وأنا أتحدى مسارح الحكومة إذا عملوا مثلما عملنا في مسرح القطاع الخاص «حرم سعادة الوزير»، «ممثل الشعب»، «دقت الساعة»، «حامي الديار»، «مضارب بني نفط» و«هذا سيفوه».

• لو أتينا لآخر عملين، الثاني تم توقيفه والأول ماذا حل به؟

- «هذا سيفوه» تم توقيفها ولم تُصور، بينما «مضارب بني نفط» سُرقت في الغزو واليوم أجدها في «يويتوب» ويقولون هناك من سرقها وسرّب العمل ووزعه.

• ما مواقفك مع السياسة؟

- أنا لي مواقف سياسية عملتها، وقفت مع مسؤولين كبار وأنا أؤمن فيهم إلى هذه اللحظة. الناس اتهموني بأني أخذت ملايين، وحينما كنت أكتب في الجرائد الناس قالوا إنني قبضت من الشيخ الفلاني، وأنا أقسم بالله أنا دفعت أكثر من خمسة وثلاثين ألف دينار قضايا خسرتها في المحكمة بسبب هذا الدفاع، وأنا لا يهمني نشر هذه الأمور لأنها حقائق ولدي أدلة في ذلك.

• حدثنا عن مسلسل «هذا سيفوه»؟

- حينما نأتي لمسرحية «هذا سيفوه»، أنا لماذا أخذت العمل لأجعله مسلسلاً؟!... لأن هناك إسقاطات سياسية تحدث الآن في البلد، وسأجعل بداية المسلسل المقدمة مظاهرة أدخل من خلالها مجلس الأمة، مجلس الوزراء، وزارات الدولة، مثلما كان في مسرحية «هذا سيفوه وهذي خلاجينة وإحنا يا ناس لا رحنا و لا جينه»، وسأقول بها إننا ما زلنا كما بدأنا، والتيمة للمسلسل «الحرب على الفساد أكذوبة»، ومضيعة للوقت ومضيعة للمتبقي من المال العام، نحن نضحك على بعض حين نأتي بوزير سرق الدولة وتجعله بعد ذلك مستشاراً، وما زال يسرق باسم اللجان الخيرية، وهناك من سرق الكهرباء وأعدكم ستجدونه غداً رئيس المشاريع الكبرى في البلد.

• ومسرحيتك الجديدة «نهيتك يا مروان» ماذا ستكون أحداثها؟

- تدور الأحداث عن عملية تكوين الأحزاب في الكويت، سأكشف للشعب كيف تأسست الأحزاب، كيف تحدث السرقات، والشعب على نياته يرمي أمواله على هواء، والعمل المسرحي يتحدث عن شقيقين اثنين متقاعدين، أسسا حزباً مع أقاربهما في إطار كوميدي، ستجدونه بعد عودتي من رحلة العلاج.

• ما مكانة عبدالحسين عبدالرضا لديك؟

- مكانة كبيرة وعظيمة جداً، لم يقصر معي عندما كنت في لندن، وكان يأتيني بين اليوم واليوم الآخر لزيارتي، وهو ينتظر عودتي الآن لنبدأ في العمل المسرحي وتصوير العمل التلفزيوني، ويعد الفرج كذلك متواصل معي، والنبهان هذا الإنسان الوفي، وسعاد عبدالله الإنسانة العظيمة الراقية التي أكن لها من الحب ما أكنه لغيرها وأعذرها إن لم تتواصل لظروفها في العمل والتصوير.

• لك ذكريات مع الشيخ جابر العلي؟

- الشيخ جابر العلي لم ولن يتكرر، هذا الرجل الذي كان ينفق من جيبه الخاص حتى نعمل عملاً جيداً، وكان لا يبخل علينا في شيء، ويدعمنا بشكل مستمر، وأتذكر في يوم دعاني وقال لي أريد عملاً يجمع كل الفنانين الكويتيين به، وهو عمل «درب الزلق»، وأتذكر أنه جعلني أجلس عنده في الفنطاس، كنت أكتب وهو يقرأ، وللعلم لديه شخص اسمه «قحطة»، قال لي اجعل مكان اسم «الخال» اسم قحطة، الشخصية التي أداها الفنان علي المفيدي رحمه الله، وفي يوم أتاني تعيين في إحدى دول الخليج بمنصب درجة وكيل مساعد، ورفض رحيلي وقال أنت هنا تكون ما تشاء.

وفي يوم على سبيل الضحك قلنا له يا شيخ نحن نعمل ولا توجد مبالغ، فقال سيأتي يوم ستكونون الأغلى سعراً في المنطقة وسيدمنوكم، وفعلاً اليوم نحن أغلى من أي عمل آخر يقدم في المنطقة العربية.

ولذلك، أنا أنصح كل وزير إعلام يأتي وأقول له، عُد لملفات الشيخ جابر العلي رحمه الله، وصاحب السمو حينما يأخذ بالوكالة وزارة الإعلام.

• كان يحضر لأعمالكم كبار الشخصيات، وهذا يدل على قيمة نجاح العمل؟

- أتذكر السيد جاسم الخرافي، هذا الإنسان الذي يمثل الوطنية الحقّة في الكويت، حين كان وزير مالية كان لديه مؤتمر في الرياض حدثني من هناك وقال غداً سأصل، لا تفتح الستارة قبل أن أحضر حتى لا يفوتني العرض، وحضر من المطار إلى المسرح مع المرحوم أنور النوري وكان ذلك في عرض مسرحية «مضارب بني نفط»، وكان في كل حضور له يدفع مبلغاً يتم توزيعه للفنانين تكريماً لهم، والشيخ سالم كذلك كانت أكثر مسرحياتنا تحت رعايته، «حامي الديار» الذي أجازها هو الشيخ سالم صباح السالم.

• ما التكريم الذي لا تنساه؟

- أكبر وسام حصلت عليه هو من الشيخ جابر الأحمد رحمه الله، وأتذكر أنه قال لي «كل ما ذكرته في مسرحية حامي الديار، 90 في المئة هو الحاصل اليوم والعشرة بالمئة قادمة وستحصل»، وأعطاني رؤية للكويت مستقبلاً ستكون وهذا ما سيحدث في مسرحية «نهيتك يا مروان»، وهذه رؤية أمير القلوب رحمه الله، وأنا لا أبتلي والتاريخ يشهد، وكانت هناك علاقة وصل بيني وبين الشيخ المغفور له بإذن الله.

• كيف هي علاقتك مع أبونا الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد؟

- جيدة وممتازة، هذا الحاكم العادل الذي وضع شأناً مهماً للبلد داخل وخارج الكويت، أمير الإنسانية حفظه الله، وشرفني في عزاء والدتي وشاهد حالتي وقال «تدلل قل أين تريد الذهاب»، لذلك أنا بعثت كتابي ولكن هناك في الديوان من يقف سداً بيني وبين وصول الكتاب، ولا يرغبون في أن يستمر التواصل، ولو كان يعلم في قدوم أوراقي لم يقل ابعثوه للجنة، لأن هذا أمر أميري، وأحب أن أذكر إنساناً رائعاً وشاباً مثقفاً، حافظ وحمى البلد من نفوس الشر التي كانت تريد الطعن بها، وهو السيد مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الذي من المطار أتاني إلى المستشفى وزارني واطمأن عليّ، وهذا الرجل أنا مؤمن فيه، وتحدثت عنه في ندوة اتحاد الطلبة، وقلت نريد مثل مرزوق الغانم في بلدنا، وهذا هو أثبت جدارة وحرصاً على الوطن.

• هل هناك حادثة ترغب في التحدث عنها؟

- لدي حادثة أرجو أن تضعها في اللقاء، وهي عن النائب عبدالله التميمي، حين يقف بأعلى صوته ويقول «يا وزارة الإعلام ما يطلع فنان على التلفزيون إلا عندما يأتي بشهادة حسن سير وسلوك». أنا أريد من يدخل قاعة عبدالله السالم يأتي بشهادة حسن السير والسلوك، أنت من؟ ومن كان يعرفك؟ وما هو تاريخك؟... أنت دخلت المجلس على أكتاف ناس من دون وجه حق، وهذه عيّنة من مجلس الأمة.

• كلمة أخيرة ماذا تقول؟

- أقول «نبي أملنا الأفضل، نبي وطنّا يكبر، نبي الشمالة لي سرت بالهادي، يهب هواها فوق أرض بلادي، نبي أملنا الأفضل، نبي وطنّا يكبر».