لبنانيون تقطّعت بهم السبل وتعولهم البقالات منذ 27 مارس بعد غلق الحدود الأردنية - السورية دونهم
13 سائقاً لشاحنات النقل «يطرّون» قهراً في الشويخ
| كتب ناصر الفرحان |
1 يناير 1970
07:14 م
• أحمد الناظر: عودتنا عبر البحر تكلف نحو 4 آلاف دولار للشاحنة الواحدة وقد صرفنا ما في جيوبنا وننتظر رحمة الله
• محمد ذيب: انتهى علاجي منذ أسبوع وأدعو الله ألا يميتني دون أن أرى أولادي أو أرد الشاحنة إلى صاحبها
• عماد شرف الدين: أصبح سور الشبرة ومحلاتها ملاذاً لنا فلا دورات مياه نستعملها ولا أموال نستطيع أن نشتري بها
• أحمد الحايك: السعودية لن تسمح لنا بالمرور ما لم نكن مؤمنين عودتنا عبر البحر وفق طلب الحكومة الأردنية
• مروان الأشرفي: دخلنا في بوابة المخالفات بعد انتهاء بعض جوازاتنا ومخالفتنا لقانون الإقامة دون ذنب لنا
• محمد منير: نناشد حكومة الكويت مساعدتنا في تأمين تكاليف العودة مع شاحناتنا ورفع الغرامات المتراكمة علينا
انقطعت السبل وضاق العيش بمجموعة لبنانية قوامها 13 سائقا لشاحنات نقل الخضار والفواكه والبضائع الذين وصلوا إلى الكويت منذ ما يقارب شهرا ونصف الشهر، ولم يستطيعوا العودة الى بلدهم، فافترشوا أسطح «براداتهم»، وأصبحت شبرة الشويخ القديمة ملاذاً لهم دون بصيص أمل يبشر بعودتهم إلى بلادهم.
«الراي» زارت سواق الشاحنات في اماكن تجمعهم، ورأت الحال المزرية التي يعيشونها، مستظلين بسياراتهم ومستعينين بالمحال المجاورة لقضاء حاجتهم، مناشدين الحكومة الكويتية أن ترأف بحالهم وتنقذهم من هذا الشرك التي أوقعتهم به الظروف عبر إسقاط مخالفات التأخير وصرف مبلغ يسمح بنقلهم عبر البحر الى بلدهم لبنان.
وبدأ السائق احمد وهيب الناظر رواية ما مروا به بالقول: «نحن 13 سائقاً لشاحنات بضائع وخضروات من الجنسية اللبنانية، دخلنا محملين بخيرات لبنان الى بلدنا العزيز وشعبنا الشقيق في الكويت بتاريخ 27 مارس الماضي وفوجئنا بصدور قرار من الحكومة الاردنية بإغلاق حدودها البرية مع سورية بعد تدهور الاوضاع الامنية على الساحة السورية حيث يعتبر معبر درعة ونصيب المنفذين الوحيدين لايصالنا إلى بلدنا».
وأضاف: «من ذلك التاريخ انقطعت بنا السبل فليس لنا مكان يأوينا في الكويت ولا نملك المال اللازم للإنفاق على معيشتنا ولا حتى توفير عودتنا عبر البحر التي تكلف قرابة 4 آلاف دولار للسيارة الواحدة، إذ صرفنا ما في جيوبنا وننتظر رحمة الله عبر اهل الخير لانقاذنا».
والتقط السائق محمد عمر ذيب اطراف الحديث بالقول: «ان الاوضاع التي نعيشها سيئة جدا، فمن ناحية تزيد غرامة التأخير وتحسب علينا الحكومه الكويتية دينارين في اليوم كرسوم تأخير بعد انتهاء تأشيرة الدخول ومدتها 14 يوما بالاضافة الى مصرفنا اليومي من اكل وشراب بقرابة 5 دنانير اي اننا يوميا نتكلف 7 دنانير ومضى علينا قرابة 45 يوما حتى الآن فمن اين نوفر هذا المبلغ ونحن نعمل سائقين على شاحنات النقل؟».
وزاد الذيب «انا رجل مسن واعاني من السكري والضغط وقد انتهى علاجي منذ اسبوع واسعار الدواء في صيدليات الكويت غالية ولا استطيع مراجعة المستوصف لعدم وجود بطاقك مدنية»، داعيا المولي عز وجل الا تأتيه المنية دون ان يرى اولاده او يرد الشاحنة إلى صاحبها باعتبارها أمانة يسأل عنها«، مبينا ان كل ذلك»نتيجة ظروف قاهرة لا يد لي فيها«.
بدوره، قال عماد محمد شرف الدين»ان حياتنا المعيشية صعبة جدا ونحن نتخذ من سياراتنا مكانا للنوم وللجلوس والطبخ واصبح سور الشبرة ومحلاتها المجاورة ملاذاً لنا فلا دورات مياه نستعملها ولا اموال نستطيع أن نشتري بها اكلنا ودواءنا ولا يد خيرة تساعدنا ولا احد يسأل عنا آملين من الحكومة الكويتية ان توافر لنا العيش الكريم وتنهي مشكلتنا من خلال توفير سبل العودة لنا حيث اننا نحتاج الى قرابة 60 الف دولار لتأمين سفرنا برا عبر الاراضي السعودية حتى ميناء ضبا على البحر الاحمر ثم نقلنا بالباخرة الى لبنان«.
كما اشار احمد مصباح الحايك إلى ان»السعودية لن تسمح لنا بالمرور ما لم نكن مؤمنين عودتنا عبر البحر بسبب طلب من الحكومة الاردنية بعدم السماح بعودة اي سيارات من الكويت برا عبر السعودية حتى لا تخلق مشكلة على اراضيها طالما ان معبري درعة ونصيب مغلقان«.
من جهته، قال مروان عمر الاشرفي»ان اغلاق الحدود الاردنية مع سورية سبب لنا ازمة وادخلنا في بوابة المخالفات القانونية من خلال انتهاء بعض جوازاتنا ومخالفتنا لقانون الاقامة بعد انتهاء مدة فيزا دخولنا منذ شهر ونصف الشهر دون ذنب لنا بالاضافة الى ان وضعنا المعيشي السيئ جعلنا نعيش في دوامة لا نعرف متى تنتهي، فحرارة الشمس في ارتفاع بالاضافة الى عدم وجود مكان ننام فيه او دورات مياه نقضي حاجتنا بها او اموال نصرف منها ما جعلنا نشحذ من اصحاب المحلات المجاورة الماء والأكل ونستخدم مرافقهم الصحية لقضاء حاجتنا، فإلى متى سيبقى هذا الوضع ونحن في بلد الانسانية ؟!«.
وقال محمد منير»اننا نحترم قوانين البلاد ولكن وضعنا السيئ جعلنا نخالف قوانين الاقامة ولا نملك حق عودتنا«، مناشدا»حكومة الكويت الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو أمير الانسانية مساعدتنا في تأمين تكاليف العودة الى لبنان مع شاحناتنا والتي تكلف قرابة 4 آلاف دولار للشاحنة الواحدة بالاضافة الى رفع الغرامات المتراكمة علينا لمخالفتنا مدة الزيارة المسموحة لنا بالكويت خصوصا اننا نعمل سواق لدي الغير ونعيش على باب الله ولا نملك قوت يومنا«، شاكراً لجريدة»الراي» تبنيها قضيتهم وايصال صوتهم للمسؤولين وطمأنة اهلهم حيث لا يملكون حتى رصيدا للتواصل معهم عبر الهاتف.