«خدام أبلغني أن رفعت الأسد حاول اغتياله»

جنبلاط: الشهابي قال لي... «وليد انتبه» وأنا أكدتُ للحريري أن الأسد «لن يرتدع»

1 يناير 1970 12:19 م
لم تكن الجولة الثانية من الشهادة التي يدلي بها رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي أقلّ «استثنائية» من اليوم الأول، اذ استكمل الزعيم الدرزي توثيق المرحلة السياسية - الأمنية التي واكبت التمديد للرئيس اللبناني السابق اميل لحود العام 2004 وما تخللها وأعقبها من تهديدات كلامية و«رسائل دموية» من الرئيس السوري بشار الأسد والنظام الامني اللبناني - السوري المشترك، وذلك في سياق رغبة الإدعاء العام في تكوين «المسرح السياسي» لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وجنبلاط الذي كان افتتح اليوم الاول من شهادته بتثبيت «سلوك الاغتيال» لدى النظام السوري بدءاً من والده كمال جنبلاط الى الرئيس الحريري وما بعده، أكمل شهادته امس من حيث انتهى الى نصيحة الحريري في سبتمبر 2004 بالتصويت لمصلحة التمديد للحود (في 3 سبتمبر) من اجل سلامته «لانني اعلم ما يمكن ان يفعله (الرئيس) بشار (الأسد) وجماعته»، مكرراً ما سمعه الحريري من الرئيس السوري في لقاء اواخر اغسطس 2004 بينهما من انه «إذا حسب (الرئيس الفرنسي) جاك شيراك أنه سيخرجني من لبنان فسأكسر لبنان على رأسك ورأس وليد جنبلاط، وكما يوجد دروز عند وليد جنبلاط يوجد دروز لدي».

واذ لفت الى انه والحريري «لم يكن لنا اي علاقة بصدور القرار 1559 (عشية التمديد للحود) ولم نوافق عليه»، اوضح ان «موقفنا كان متمايزاً عما تضمنه القرار لجهة الدعوة الى الانسحاب السوري (الكامل) فيما كنتُ والرئيس الحريري نقول بتطبيق الطائف على هذا الصعيد، اي الانسحاب على مرحلتين».

وتوقف عند محاولة اغتيال النائب مروان حماده في الاول من اكتوبر 2004 مستذكراً»كيف كان الجمهور امام المستشفى غاضباً وهو استحضر اغتيال كمال جنبلاط وخرجتُ وقلت لهم ان مروان بخير وكانت اللحظة صعبة فالبعض لم يصدّقني»، كاشفاً انه عندما زار نائب الرئيس السوري حينها عبد الحليم خدام المستشفى قال له الأخير»ان رفعت الاسد حاول قتلي (خدام) على طريق بيتي بين دمشق وبلودان».

واكد ان استهدف حماده «كان بداية المواجهة وترجمة التهديد بتحطيم لبنان على رأسنا على قاعدة (منعرف شو منعمل فيكن)، اي مواجهتنا بالدم والتصفية، والرئيس الحريري تعاطى مع المحاولة على انها رسالة دموية مزدوجة لي وله».

وكشف انه «بعد عملية الاول من اكتوبر تلقيتُ رسالة من صديقي اللواء حكمت الشهابي الذي اتصل بي من باريس وقال لي: (وليد انتبه)، فاستنتجتُ ان هناك خطراً محدقاً بي ايضاً»، لافتاً الى «ان الرئيس الحريري تلقى ايضاً اتصالاً من الرئيس الفرنسي جاك شيراك ابلغه فيه انه ارسل عبر مبعوث له رسالة تحذير الى الأسد (من التعرض للحريري)»، واضاف: «الرئيس الحريري ظنّ خطأ ان كلمة او رسالة قاسية من رئيس فرنسا للاسد ستردعه عن مزيد من الاغتيالات. لكنني قلت له إنتبه يا رفيق انا أعرفهم أكثر منك وطمأنة شيراك غير كافية».