قمة ... وأكثر
| كتب أحمد المطيري |
1 يناير 1970
05:40 م
قمة القادسية والعربي ... «الله يستر»، هذا هو لسان حال عشاق كرة القدم في الكويت وهم يشاهدون ويستمعون ويتابعون لغة الحوار العنيفة بين أنصار «القلعة الخضراء» و»القلعة الصفراء» عبر مواقع التواصل الاجتماعي كافة، ووسائل الاعلام المرئية والسمعية والورقية.
«الله يستر» ... هو عنوان اللقاء المرتقب غداً في الجولة قبل الأخيرة من الدوري الكويتي لكرة القدم (فيفا ليغ) بين العربي المتصدر بـ62 نقطة بفارق نقطتين عن منافسه المباشر الكويت بـ60 نقطة، مع القادسية الذي خرج من سباق المنافسة وله 52 نقطة.
«الله يستر» ... هي دعاء حقيقي لكل رياضي في الكويت اذ سيضع كل منهم يده على قلبه قبل وبعد الـ90 دقيقة من لقاء «المنصورية» مقر النادي العربي.
«الله يستر» ... ليست من باب التهويل، لكن المتغيرات التي حدثت في القسم الثاني من «فيفا ليغ»، قلبت الاوضاع راساً على عقب في الترتيب، ما ادى الى تدني لغة الحوار الذي وصل الى حد لا سابق له بين الجماهير وخصوصا القدساوية والعرباوية.
«الله يستر» ... اللقاء يدخل في حسابات مختلفة، وقد تكون في مضمونها بعيدة كل البعد عن كرة القدم ومسابقتها الاولى، حيث وصل التحدي هذا الموسم الى حد تحول معه الى قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، كما وصلت سلسلة التراشقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الى الذروة، وهي سابقة لم تشهدها المنافسة الجماهيرية من قبل.
«الله يستر» ... العربي يرفعها لكونه متعطشاً لتحقيق لقب الدوري للمرة الاولى منذ 2002، لا سيما وانه اقترب منه كثيرا هذا الموسم متسلحاً بجماهيره التي كانت كلمة السر في أدائه وشكله، وهي ما أعطى الدوري حلاوة ونكهة وجمالا مقارنةً بالمواسم الماضية.
تصدر «الأخضر» البطولة منذ الجولة الاولى وحتى الآن ولا يفصله عن حلم اللقب الغائب سوى القادسية، خصوصا ان لقاءه الاخير في «فيفا ليغ» يعتبر في المتناول اذ يجمعه بالتضامن الاخير.
«الله يستر» ... لأن تعادل العربي مع الغريم التقليدي القادسية قد يمنح اللقب لـ»الكويت» الذي لم يتبق أمامه سوى اليرموك والصليبخات وهما في متناوله، مع العلم أن نظام المسابقة يلجأ في حالة التعادل في النقاط الى المواجهات المباشرة ... وهي من صالح «العميد».
«الله يستر» ... حيث من الممكن ان تنفجر اكثر من قنبلة موقوتة حيث وجه العربي وجماهيره اصابع الاتهام الى القادسية في لقائه الأخير مع الكويت وأن «الاصفر» تعمد الخسارة كي يمنح «العميد» الفرصة لحرمان العربي من اللقب.
وشهدت لغة الحوار يومها عبر وسائل التواصل العديد من التهم وبشكل فظ.
في المقابل كان الرد الجماهيري القدساوي الذي حضر اللقاء واضحا من خلال ترحيبها بخسارة فريقها ليس حباً في «الكويت» بل كرهاً في المنافس التاريخي وخشية ان يسبقهم في عدد مرات التتويج باللقب علما انهما يتقاسمان الوعامة حاليا (16 لقبا لكل منهما).
«الله يستر» ... من جماهير القادسية الغاضبة هذا الموسم من أداء فريقها وابتعاده عن البطولة مقابل اقتراب «المنافس العتيق» من اللقب. الجماهير الصفراء قد تغفر لفريقها كل شيء الا ان يتوج العربي باللقب، وحضورها المرتقب غداً سيكون مرهونا في تعادل أو خسارة العربي فقط، وهي لن ترضى بغير ذلك بديلاً.
«الله يستر» ... على منطقة المنصورية مقر «القلعة الخضراء» الذي سيستضيف اللقاء حيث سيكون مسرحا ملتهباً يتحول في أي لحظة الى حريق تنطلق شرارته الاولى من جماهير تجاه اخرى.
«الله يستر» ... على بدر المطوع وفهد الانصاري وعدد آخر من لاعبي القادسية الذين وجهت لهم اتهامات عدة بعد لقاء «الكويت» على خلفية ظهورهم بشكل متواضع فنياً، وهم اليوم مطالبون من قبل جماهير الأصفر بالتحلو الى ميسي ونيمار وسواريز ورونالدو لإلحاق الهزيمة بالعربي كي لا يصبحوا عرضة للاستهزاء من الجماهير التي بدورها ستراقب أداءهم ومقارنته باللقاء السابق.
«الله يستر» ... على الجماهير العرباوية والقدساوية وان تكون قد استوعبت درس «استاد بورسعيد» الذي تحول الى مسلخ في لقاء الاهلي والمصري قبل سنتين، وراح ضحيته أكثر من 70 شخصا.
«الله يستر» ... هي جرس انذار الى المسؤولين في الدولة لكي يعدوا العدة مبكراً ولا ينتظروا وقوع كارثة، وعندها لن ينفع الندم. يجب عليهم تأمين لقاء القمة بنفسهم وان يكون تحت سيطرتهم ولا يتركوا اي صغيرة او كبيرة قد تفتح المجال لأي متعصب من الجماهير ليجرها الى ما لا تحمد عقباه.
«الله يستر» ... على الجميع!
يعقوب والذاير ... مع «القبقب»
قام اللاعبان القدساويان السابقان جاسم يعقوب ومحمد الذاير بزيارة الى المشجع العرباوي جواد عبد الله المعروف بـ «القبقب» في خطوة للتخفيف من حالة الاحتقان القصوى التي نشأت اخيرا في الوسط الرياضي مع قرب اقامة المباراة بين القادسية والعربي في المرحلة قبل الاخيرة من «فيفا ليغ» وحالة الاستقطاب غير المسبوقة التي سببها الاتحاد الكويتي لكرة القدم بالاضافة الى حالة الترقب المتوقعة من جماهير ولاعبي نادي الكويت المنافس الوحيد للعربي على اللقب.
اتسم اللقاء بالحميمية والود وتبادل الطرفان الحديث عن المباراة والتأكيد على ضرورة ان يتحلى الجميع بالروح الرياضية التي تعّود عليها الشعب الكويتي.
وكان الذاير غرد على صفحته في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي قائلا: «ما نبي كأس اسيا ولكن نبي عودة الروح الرياضية التي افتقدناها».
وامتدح الذاير الرئيس الاسبق لنادي القادسية عبد المحسن الفارس وقال: «هو مدرسة تعلمنا منه كيف تكون الاخلاق الرياضية وما زلنا نتعلم منه الكثير».