ياسمين مرزوق الجويسري / ارتواء
قرارات غير مدروسة
| ياسمين مرزوق الجويسري |
1 يناير 1970
04:33 ص
في حياة الواحد منا يكاد لا يمر يوم إلا ويتضمن إما اتخاذٌ لقرار أو دراسةٌ له، من أصغر القرارات حجماً وتأثيراً إلى أضخمها على مر السنين، كاختيار نوع وجبة العشاء لليلة والتفكير في الوقت المناسب للخروج لقضاء الحوائج، كانتقاء مسكن معين دون الآخر وتحكيم العقل في مشكلة بين الأهل أو الأصدقاء تحرياً للعدالة دون الظلم، وقرار الموافقة على بداية علاقة مقدسة زواجية مع شخص جديد، فكما نعلم أن بعض القرارات التي نتخذها في حياتنا هي اختيارات مصيرية تحدد طبيعة المستقبل وتُبنى عليه حيوات آخرين، وبعضها قد لا يؤثر على المستوى البعيد لكن تكون له آثار بسيطة ومؤقتة، من ذلك نعلم جميعنا أهمية دراسة أي قرار سيُتخذ، وضرورة التفكير فيه وبجوانبه وأبعاده ومراعاة أحوال المتأثرين بالقرار، لكي نكون أبعد ما نكون عن التهور والسفاهة والطيش.
إن التهور في هذا الشأن قد يكون في الغالب طبعاً ملازماً للفرد ولشخصيته، فهو دائماً ما يقوم بأمور غير مدروسة وينال عاقبة تسرعه، ولربما يُرجَع الطيش لحالة من الأنانية والطمع والشخصانية فحينما يقرر ذاك الأناني قراراً ما لا يفكر إلا بمصلحته الفردية والعائد على ذاته، فتصبح النتيجة نفعا لشخص وضررا لآخرين، وقد يعود التهور على التغير المستمر في وجهات النظر والمواقف الشخصية لذلك عند اختيار شيء معين تكون الرؤية ضبابية غير واضحة المعالم ويعود على المحيط بالسلب لا الإيجاب نتيجة للتخبط والتسرع.
وما يُقصد بالسلب والضرر كأثر لقرارات غير مدروسة هو كالتذبذب في الحالة النفسية للأفراد المتأثرين فيها وتغير في الحالة المزاجية بدلاً من الاستقرار النفسي، وهذا أيضاً قد يسبب مشاكل لم تكن موجودة وخلافات من لا شيء، وكلاً من الطيش والتذبذب في الحالة النفسية يعتبر مدعاةً لتدهور الحالة الصحية وظهور أمراض جسم نفسية، بالإضافة إلى ضعف الثقة بالإنسان المتهور وبقراراته الجديدة.
إن لهذه الصفة مؤيدين وداعمين، فيرى البعض أنها حاجة ولابد منها، لذلك قد نختلف في حاجتنا للتهور وهذا يعود لاختلافنا في الشخصيات والأطباع، منا من يتهور في عمر معين كنتيجة عكسية لأسلوب حياته المعتاد أو من يطيش لغرض معين كالسفر والمغامرات أو لإشباع حاجة ملحة مؤقتة وقصيرة المدى، ولا يزال من الناس من صارت السفاهة والتسرع لصيقاً لهم وصفةً يُنعَتون بها.
|jasmine_m_alj @