مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي
ولا يزال الهرم مقلوباً
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
08:00 ص
بعد أربع سنوات أمضاها الدكتور أحمد الربعي رحمه الله وزيراً للتربية التي أسماها بالهرم المقلوب حاول خلالها، وهو من عُرف عنه شدة الذكاء وقوة البأس، أن يعدل الهرم المقلوب، ولكن كل ما عمله هو إدخال اللغة الإنكليزية في مناهج المرحلة الابتدائية.
ومن ذاك اليوم وحتى الآن أصبح كرسي وزير التربية ككرسي الحلاق، لا يستقر عليه أحد فترة كافية ليضع خطة عمل متكاملة، ويطبقها ثم يقيّمها، حتى نقول إنه حاول على الأقل إصلاح الهرم المقلوب.
غيروا المناهج وبدلوا السلم التعليمي فاختلطت المدارس الابتدائية والمتوسطة، الأطفال بالمراهقين، ولذلك محاذير خطرة، وأكثروا من الاختبارات على حساب وقت التدريس والتدريب، فضعف مستوى الطالب، وانشغل المدرسون في أمور إدارية.
ألغوا نظام المقررات واستبدلوه بنظام الفصلين، فاحتاس المعلم قبل الطالب.
وكل هذه الأمور حسب ظني بسبب الفجوة بين الوزارة والمعلمين، وكل من تولى أخيراً منصب وزير التربية هم من التيار الليبرالي الذي يسعى لتغيير مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية حسب هواه، ويسيطر على جمعية المعلمين- وهي لسان حالهم- ومن يعمل في المدارس تيار ديني، عند بعضهم غلو، وهذا ما أوجد بين الطرفين، الوزارة والمعلمين، أزمة ثقة، ومحاولة كل طرف إضعاف الآخر، لرفض مقترحاته وإفشال برامجه.
شخصياً عملت فترة في المجال التربوي، معلماً وإدارياً، أيام كان الدكتور يعقوب الغنيم وزيراً، والسيد عبد الرحمن الخضري وكيلاً، وكان هناك تعاون وتكامل بين وجهي العملة التربوية، أدى إلى استقرار العملية التربوية ونجاح الطالب، وقبول بالمنهج الدراسي، وإن كانت هناك حاجة إلى التبديل أو التغيير، فيتم ذلك بهدوء وبعد إعداد وتشاور بين الطرفين.
وما لم يقبل الدكتور بدر العيسى وزير التربية الحالي بدور جمعية المعلمين ويسعى معهم وبهم لإحداث ما يريده من تطوير وتغيير وإصلاح فـ «لا طبنا ولا غدا الشر»، والضحية هي: أبناؤنا وبناتنا.