أكدت أن تركيز الفيروس في الدم قد يصل إلى صفر مع الانتظام في العلاج بالأدوية الحديثة
هند الشومر لـ «الراي»: علاج الإيدز فعّال ... ميسور... متاح
| كتب عمر العلاس |
1 يناير 1970
12:36 م
• الحوامل المصابات بالإيدز يلدن أصحاء غير مصابين بالفيروس إن خضعن للعلاج
• وزارة الصحة تواكب أحدث المستجدات العالمية في إجراء التحاليل الطبية للمرضى
• معدل الإصابة بالإيدز في الكويت منخفض جداً
• إذا رغب المصاب في الزواج فعليه الخضوع للفحص الطبي
• لا نتدخل في زواج مرضى الإيدز سواء بالمنع أو بالسماح
• تعزيز صحة المراهقين استثمار في مستقبل الأمة
• «أصدقاء مرضى الإيدز» تضم مقدمي الرعاية والمتعايشين مع الفيروس وكل المهتمين بالأمر
• بعض المرضى قد يكونون ضحايا لا جناة والمجتمع الآن يتعامل معهم بأسلوب أقل غلظة
أكدت رئيسة مكتب الايدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة رئيس رابطة أصدقاء مرضى الإيدز الدكتورة هند الشومر مواكبة وزارة الصحة لأحدث المستجدات العالمية في إجراء التحاليل الطبية اللازمة لمرضى الإيدز، كاشفة أن تركيز الفيروس في الدم قد يصل إلى صفر مع الانتظام في العلاج الحديث لا سيما وان ذلك العلاج «فعال وميسور ومتاح ومن ينتظم في تناوله يبتعد عن خطر الموت بالفيروس».
وأوضحت الشومر في حوار مطول مع «الراي» أن «الأمهات الحوامل المصابات بالعدوى بفيروس الإيدز ممن يخضعن للعلاج طوال فترة الحمل وأثناء الولادة يلدن أصحاء غير مصابين بالفيروس على عكس ما كان يحدث وما كان متوقعاً من قبل»، مشيرة إلى أن «مصاب الايدز إذا رغب في الزواج فإن عليه الخضوع للفحص الطبي قبل الزواج غير أنه لا تدخل في مسألة الزواج سواء بالمنع أو بالسماح كونها من الخصوصيات».
الشومر تناولت الحديث عن المصابين بالمرض في الكويت وانتقال العدوى، والحالات التي تم اكتشافها خلال فحص ما قبل الزواج وآليات عمل الرابطة التي تترأسها وغيرها في سياق الحوار التالي:
• لنبدأ بالحديث عن أهداف رابطة مرضى الايدز وعدد أعضائها...
- رابطة أصدقاء مرضى الإيدز إحدى روابط الجمعية الطبية الكويتية وتعمل تحت مظلتها وتهدف إلى تقديم الدعم والعون والمساعدة للمتعايشين مع العدوى بالفيروس وتشجع الأبحاث والمؤتمرات المتعلقة بالوقاية والتصدي للإيدز كما أنها تهدف إلى تعزيز التواصل والتعاون مع الروابط والتجمعات المهنية وجمعيات النفع العام ذات الصلة للوقاية والتصدي للإيدز أي أنها تمثل دور المجتمع المدني للوقاية والتصدي للإيدز وهو مواز ومكمل لدور وزارة الصحة في هذا الشأن.
وهذه الرابطة الوليدة تضم الأطباء والفنيين ومقدمي الرعاية الصحية وأفراد المجتمع المهتمين بالوقاية والتصدي للإيدز كذلك فإن الرابطة تضم أعضاء يعملون في منظمات دولية وترحب الرابطة بانضمام الأعضاء سواء من الأطباء أو من الفنيين أو من مقدمي الرعاية الصحية أو المهتمين بهذا الموضوع أو المتعايشين مع الفيروس أو أسرهم، وقد تم أخيراً تشكيل مجلس إدارة الرابطة ويضم مجلس الإدارة خمسة أطباء أعضاء حسب النظام واللوائح الخاصة بذلك.
• ماذا عن طبيعة المساعدات التي تقدمها الرابطة للمتعايشين مع المرض؟
- المساعدات قد تكون في صورة توعية أو الإجابة عن أسئلة محددة أو تقديم الدعم النفسي والمعنوي وهو ما يحتاجه المتعايش مع العدوى بالفيروس، وكذلك فإن دور الرابطة يتضمن التوعية بحقوق المتعايشين ضمن سياق حقوق الإنسان وحسب ما تنص عليه الاستراتيجيات والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية وهو ما يؤكده المرسوم بقانون رقم 62 لسنة 1992 لأن الكثير من المرضى والمتعايشين لا يرغبون في التردد على الجهات الحكومية بحجة سرية المعلومات والخصوصية وأن وجود الرابطة يعتبر مكملاً لدور وزارة الصحة في تقديم الدعم للمرضى والمحافظة على حقوقهم.
• متى سيبدأ عمل الموقع الالكتروني للرابطة؟
- الموقع الإلكتروني للرابطة هو نافذة إلكترونية ضمن موقع الجمعية الطبية الكويتية باعتبار ان الرابطة تعمل تحت مظلة الجمعية الطبية الكويتية ويهدف الموقع إلى التواصل الاجتماعي والرد على الاستفسارات ونشر المعلومات الصحيحة عن الفيروس وطرق العدوى والوقاية والعلاج وأحدث المستجدات التي تهم المرضى والمتعايشين والمتخصصين.
كما أن هذا الموقع يتيح الفرصة لتبادل الآراء والمعلومات والخبرات في هذا المجال ونحن نعيش الآن في عصر المعلومات والتواصل الاجتماعي لذلك كانت أهمية استحداث هذا الموقع لتسهيل التواصل مع الجمهور خصوصاً فئة الشباب وهم الأكثر تردداً على مواقع التواصل الاجتماعي وهم أيضا المستهدفون بالتوعية للوقاية والتصدي للإيدز لأن الشباب هم مستقبل الأمة والرصيد الاستراتيجي للوطن.
طبيعة الفيروس
• هل من الممكن السيطرة على مرض الإيدز؟
- عندما تم اكتشاف فيروس الإيدز والتعرف على مرض الإيدز كمتلازمة محددة في بداية الثمانينات كانت هذه الكلمة تعني الرعب والفزع بين أفراد المجتمع وبين الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية بل إن مرضى الإيدز كانوا يعاملون في منتهى القسوة بينما قد يكونون ضحايا وليسوا جناة.
ولكن ومع إجراء مئات بل آلاف الأبحاث في مراكز البحوث والجامعات على مستوى العالم وتبادل تلك البحوث وإعلانها في المؤتمرات العلمية فقد اتضحت أمور كثيرة بخصوص طبيعة الفيروس وطرق انتقال العدوى وسلوك الفيروس سواء خارج الجسم أو داخل أنسجة الجسم وتأثير الإصابة بالإيدز على أعضاء الجسم المختلفة فضلا عن أن التكنولوجيا الحديثة في التشخيص ومتابعة العلاج والأدوية المضادة للفيروسات القهقرية بأجيالها المتعاقبة كل ذلك جعل علاج الإيدز فعالاً وميسوراً ومتاحاً وجعل الشخص المصاب بالإيدز الذي يحرص على الانتظام في تناول العلاج بعيداً عن خطر الموت بسبب الإيدز بل إن العديد من مرضى الإيدز يمارسون حياتهم بصورة طبيعية مع الاستمرار في تناول العلاج الفعال والميسور أي أن علاج الإيدز لا يختلف كثيراً عن علاج الأمراض المزمنة التي يستمر على تناولها المريض طوال حياته.
• هل هناك علاج للفيروس يقوي المناعة ويوقف نشاط الفيروس؟
- تحرص وزارة الصحة بدولة الكويت ومنذ بداية اكتشاف أول حالة للإيدز في الكويت في عام 1984 على توفير العلاج والأدوية طبقاً لأحدث البروتوكولات العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية وهناك عدة بروتوكولات للعلاج ليختار من بينها الطبيب المعالج حسب الحالة وحسب نتائج المتابعة والاستجابة للعلاج من حيث نتائج تحاليل الفيروسات في الدم والمناعة ولحسن الحظ أن وزارة الصحة تقوم بتحديث الأجهزة والمعدات الطبية وتجهيزات المختبرات لتواكب المستجدات العالمية في إجراء التحاليل الطبية اللازمة لمرضى الإيدز. وتوجد هذه الأجهزة في مختبرات الصحة العامة وبنك الدم والمركز المعاون لمنظمة الصحة العالمية بكلية الطب ويخضع مريض الإيدز لبروتوكول المتابعة من جانب الأطباء المعالجين وذوي الخبرة بمستشفى الأمراض السارية حيث يحصل المريض على العلاج الحديث وتتم متابعة حالته وفقاً لأحدث البروتوكولات العالمية وهذا العلاج يتوافر للمرضى جميعاً من دون مقابل ودون أدنى تفرقة بين مريض وآخر والعلاج المتوافر فعال ويوقف نشاط الفيروس داخل الجسم ويقوي المناعة وتتم متابعة فعاليته بالتحاليل باستمرار.
نظرة المجتمع
• وهل نظرة المجتمع لمريض الإيدز اختلفت الآن تماما عما كانت عليه عند بداية اكتشاف الفيروس؟
- من خلال حضوري للمؤتمرات والاجتماعات الدولية والإقليمية والعربية ومن خلال المهام الاستشارية التي أقوم بها في منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية فإن ما تؤكد عليه القرارات والاتفاقيات الدولية هو مكافحة الوصمة والتمييز وصون حقوق المصابين بالفيروس ضمن سياق حقوق الإنسان وعدم معاملتهم باعتبارهم جناة لأنهم في الواقع ضحايا للعدوى بالفيروس.
وهذا ما نؤكد عليه دائماً في السياسات وبروتوكولات العمل سواء في الرعاية الصحية أو في جميع نواحي الحياة والتواصل بين مريض الإيدز والمجتمع المحيط به كذلك فإن مؤشر حماية وصون حقوق مرضى الإيدز يعتبر أحد المؤشرات المهمة لقياس تطبيق الاستراتيجيات العالمية للوقاية والتصدي للإيدز.
وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة نتائج إيجابية لحملات التوعية بمحاربة الوصمة والتمييز وصون حقوق المتعايشين وأصبح المجتمع وإلى حد كبير يتعامل مع المتعايشين بأسلوب أقل غلظة من ذي قبل وأقل حدة وتلاشت علامات الوصمة والتمييز إلى حد كبير ولكننا نتطلع إلى المزيد من خلال التوعية ونشر المعلومات الصحيحة لأفراد المجتمع سواء من خلال نشاط الرابطة أو من خلال جهود وزارة الصحة وغيرها من وزارات الدولة والجهات الممثلة في عضوية اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الإيدز واللجان الفرعية المنبثقة عنها والتي تم تشكيلها تنفيذا للمرسوم بالقانون رقم 62 لسنة 1992 في شأن الوقاية من الإيدز.
• ماذا عن عدد المصابين بالايدز في الكويت وفقا لآخر الإحصائيات؟
- من المعروف عالمياً وحسب بروتوكولات وسياسات منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز أن دولة الكويت تعتبر من الدول ذات المعدلات المنخفضة جداً للإصابة بالإيدز ومنذ اكتشاف أول حالة في العالم عام 1981 وحتى الآن أي بعد مضي حوالي 35 عاماً فإن عدد الحالات والحمد لله تعالى يعتبر قليلاً جداً بالمقارنة مع الدول الأخرى التي تنشر إحصائياتها على موقع المنظمة أما من حيث معدلات الإصابة والانتشار في دولة الكويت فإنها قليلة جداً خلال العقود الثلاثة الماضية ونأمل أن نحافظ على هذا الإنجاز الذي نعتز به نظراً لاتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية في وقت مبكر ومنذ بداية اكتشاف المرض على مستوى العالم مع بداية الثمانينات، علماً بأن دولة الكويت تقوم بتقديم تقرير وطني للمنظمات الدولية ضمن الالتزام أمام المجتمع الدولي للوقاية والتصدي للإيدز تنفيذاً لإعلان الألفية للأهداف الإنمائية وتتوافر به جميع المعلومات بشفافية كاملة وطبقاً للمنهجية العلمية والإطار الذي وضعته المنظمات الدولية.
العدوى
• ماذا عن آخر الإحصائيات حول انتقال العدوى؟
- هناك عدة طرق لانتقال العدوى فقد تحدث العدوى بسبب نقل دم ملوث أو أحد مشتقاته أو التعرض لعمليات جراحية أو زراعة أعضاء أو علاج أسنان في بعض المستشفيات أو المرافق الصحية التي لا تلتزم بتطبيق إرشادات وتعليمات التعقيم ومنع العدوى كذلك فإن المشاركة في استخدام الأدوات الحادة الملوثة مثل تلك التي تستخدم للوشم أو ثقب الأذن أو أدوات المنيكير والبديكير أو أمواس الحلاقة قد تؤدي إلى الإصابة بالعدوى بفيروس الإيدز.
والمشاركة باستخدام الإبر والمحاقن والوخز بالإبر قد يكون سبباً لانتقال العدوى أضف إلى ذلك العدوى المنقولة عن طريق العلاقات الجنسية غير المشروعة.
وبالنسبة لتحليل ودراسة طرق انتقال العدوى فإنها قد تختلف من دولة إلى أخرى حسب الظروف الاجتماعية والصحية وإمكانات وتجهيزات النظام الصحي ككل والاهتمام بالتعقيم ومنع العدوى سواء في المستشفيات أو في العيادات أو في عيادات الأسنان أو العمليات الجراحية كذلك حسب مدى الاهتمام بمأمونية نقل الدم وفحص الدم للمتبرعين ولحسن الحظ فإن وزارة الصحة بدولة الكويت قد بادرت منذ أكثر من ثلاثة عقود بالتنبه لأهمية فحص دم المتبرعين في بنك الدم المركزي حيث لا توجد في دولة الكويت بنوك دم أهلية أو تتبع القطاع الخاص وهذا يجعل الرقابة على سلامة الدم مشددة بعكس ما يحدث في بعض الدول الأخرى التي توجد بها بنوك دم أهلية بعيدة عن الرقابة على سلامة الدم وخلوه من الفيروسات مثل فيروس الإيدز وفيروس التهاب الكبد الوبائي والفيروسات الأخرى التي تنتقل عن طريق الدم.
كذلك فإن المحور التشريعي يعتبر من المحاور المهمة للوقاية والتصدي للإيدز، ومن خلال تطبيق المرسوم بالقانون رقم 62 لسنة 1992 في شأن الوقاية من الإيدز والقانون رقم 31 لسنة 2008 بشأن الفحص الطبي قبل الزواج والذي تنص لائحته التنفيذية على إجراء فحص الإيدز للمقبلين على الزواج، وعودة للأرقام والإحصائيات فإنها منشورة في التقارير الدولية حسب التزاماتنا أمام المجتمع الدولي وهي إحصائيات غير مقلقة لأنها متدنية جداً.
• هل زيادة نمط الحياة الغربي في المجتمع ساهم في ارتفاع معدل الإصابة أو معدل انتقال العدوى؟
- من المعروف أن العولمة وسرعة وحرية تنقل الأفراد قد شهد تطورات كبيرة خلال العقود القريبة حيث أصبح العالم وكأنه قرية كبيرة وهذا بلا شك يؤدي إلى الاختلاط بين الشعوب سواء كان السفر بغرض الدراسة أو السياحة أو العلاج أو غير ذلك، ولكننا يجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي وهو الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة والمراكز العالمية المرموقة لتعزيز إجراءات الوقاية ولتقوية قدرات النظام الصحي في مجال التشخيص والعلاج والوقاية ومتابعة الحالات وضمان استفادتهم من فرص العلاج ومن أحدث التقنيات والأدوية الحديثة وهذا لا يعني استبعاد تأثير نمط الحياة الحديثة على نمط ووبائيات الأمراض سواء كانت أمراضا معدية أو مزمنة ترتبط بأنماط الحياة الحديثة التي تتسم بالخمول البدني والتغذية غير الصحية وتناول الأملاح والسكريات بكميات كبيرة فضلاً عن التدخين وتأثيراته القاتلة والضارة والتي تؤدي إلى زيادة الأعباء المترتبة على الأمراض المزمنة غير المعدية وتلك الأعباء تتضاعف في حال وجود إصابة مزدوجة بفيروس الإيدز مع مرض مزمن في الشخص نفسه لذلك كانت أهمية التوسع في إجراء الدراسات عن عوامل الخطورة المختلفة والأعباء المترتبة على الأمراض سواء الأمراض السارية مثل الإيدز أو الأمراض غير المعدية مثل السكر والسرطان وأمراض القلب والأمراض التنفسية.
• هل تم رصد حالات شفيت تماما من المرض أو أصبح معدل الفيروس لديها «صفر»؟
- من الإنجازات المهمة التي نعتز بها تطبيق البروتوكول العلاجي للأمهات الحوامل المصابات بالعدوى بفيروس الإيدز حيث يتم إخضاعهن للعلاج طوال فترة الحمل وأثناء الولادة ويؤدي ذلك إلى ولادة مواليد أصحاء غير مصابين بالفيروس على عكس ما كان يحدث وما كان متوقعاً من قبل، ومع انتظام المصابين في العلاج فإن تركيز الفيروس بالدم قد يصل إلى الصفر.
زواج المرضى
• في ظل ما تحرصون عليه من حقوق لمرضى الايدز هناك مصابون يرغبون في الزواج غير ان هناك مشكلة في الحصول على زوجة لأن عدد الراغبات في الزواج لا يتناسب مع طالبي الزواج فهل هناك توجه بالسماح لهؤلاء المواطنين بالزواج من أجنبيات يحملن الفيروس؟
- إننا لا نتدخل في خصوصيات المريض لأن الخصوصية يكفلها الدستور والقوانين وإذا رغب المصاب في الزواج فإن عليه أن يخضع للفحص الطبي قبل الزواج تطبيقاً للقانون رقم 31 لسنة 2008 وفي ضوء نتيجة الفحص تقدم له النصيحة وللطرف الآخر أيضا حول مدى مأمونية الزواج عندما يكون أحد الطرفين مصابا بالعدوى بالفيروس ولكننا لا نتدخل في الزواج سواء بالمنع أو بالسماح لأن الزواج يدخل ضمن الخصوصية وليس ضمن اختصاصات رابطة أصدقاء مرضى الإيدز بالجمعية الطبية الكويتية وليس أيضا ضمن اختصاصات الجهة المعنية بوزارة الصحة وهي مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات والزواج أمر شخصي محض.
• ماذا عن عدد الحالات المصابة بالايدز التي تم اكتشافها عبر اجراء الفحص قبل الزواج؟
- من الإيجابيات في الكويت في مجال الوقاية والتصدي للإيدز صدور القانون رقم 31 لسنة 2008 والذي تنص لائحته التنفيذية على إجراء فحص الإيدز للمقبلين على الزواج ضمن الفحوصات الأخرى ومن الطبيعي عندما يتم التوسع في إجراء الفحوصات ضمن فئة سكانية محددة خصوصا فئة الشباب المقبلين على الزواج فإنه يتم اكتشاف حالات سواء كانت حالات جديدة أو حالات معروفة من قبل وقامت بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج وعندما يتم اكتشاف إحدى الحالات خلال إجراء الفحص الطبي قبل الزواج فإنها تخضع للإجراءات الوقائية والاحترازية المعتادة التي يقوم بها مكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات حيال المصابين أو حيال المخالطين هذا بالإضافة إلى الإجراءات التي تقوم بها إدارة الصحة الاجتماعية ضمن اختصاصاتها في شأن تطبيق قانون الفحص الطبي للمقبلين على الزواج رقم 31 لسنة 2008 ومن آن لآخر تتابع المنظمات العالمية الإحصائيات المتعلقة بصحة الشباب والمراهقين ومن بينها المؤشرات المتعلقة بالعدوى بالإيدز باعتباره من أهم المشاكل الصحية في هذه المرحلة العمرية.
وبعد عدة أيام ستناقش منظمة الصحة العالمية في اجتماع الدورة رقم 68 لجمعية الصحة العالمية والتي ستعقد في جنيف خلال الفترة من 18-26 مايو المقبل تقريراً مهماً صدر بتاريخ 10 أبريل 2015 ويحمل رقم 68 / 15 البند رقم 14-3 من جدول الأعمال عن موضوع صحة الشباب والمراهقين والتحديات التي تواجه دول العالم في هذه المرحلة العمرية حيث ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2012 كانت الأسباب الرئيسية لوفاة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10-19 سنة من الذكور والإناث على الصعيد العالمي هي الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق والإيدز والعدوى بفيروسه وإيذاء النفس وعدوى القناة التنفسية السفلى والعنف بين الأفراد.
كما ذكر التقرير أن عدد وفيات المراهقين الناجمة عن الإيدز والعدوى بفيروسه قد زادت على مستوى العالم وهذا يؤكد أهمية برامج الوقاية والتصدي للإيدز الموجهة للشباب والمراهقين من الجنسين ومتابعة تنفيذ قرارات منظمة الصحة العالمية بشأن صحة الشباب وصحة المراهقين ومن بينها ما يتعلق بالوقاية من العدوى بالإيدز.
وهذا الاهتمام يجب ألا يقتصر فقط على الجوانب الصحية ولكنه يجب أن يكون ضمن منظومة متكاملة يشارك في تنفيذها وزارات الصحة والتربية والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والأوقاف والمجتمع المدني وجمعيات النفع العام لأن تعزيز صحة المراهقين هو في الواقع استثمار في مستقبل الأمة وهو ما يتطلب تعزيز الاهتمام بالشباب ووقايتهم من عوامل الخطورة سواء المتعلقة بالعدوى بالإيدز أو المتعلقة بالعنف أو التدخين أو الحوادث.