افتتح مهرجان المسرح وكرّم «السندريلا»
حمد الكواري: الدوحة عاصمة دائمة للثقافة والإبداع
| الدوحة – من صالح الدويخ |
1 يناير 1970
12:56 م
أكد وزير الثقافة القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري أن الدوحة ستظل عاصمة الثقافة والإبداع، مشددا خلال افتتاحه مهرجان الدوحة للمسرح على ضرورة الاهتمام بفن المسرح.
وكان المهرجان انطلق وسط أجواء كرنفالية مبهجة، انطلقت مساء أمس الأول على خشبة مسرح قطر الوطني، تحت رعاية وبحضور الكواري، ووسط حشد كبير من المسرحيين من كل أنحاء العالم العربي، وشهد حفل الافتتاح تكريم السندريلا الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله.
وبشّر الكواري بنهضة مسرحية آتية، وقال في كلمته التي افتتح بها المهرجان: «عندما أقف في هذا المكان لا أستطيع أن أتجاهل مكانة هذا المسرح، وما شهده من فعاليات وأنشطة مميزة، خصوصا تلك التي كانت في عام 2010، عندما كانت الدوحة عاصمة للثقافة العربية، والتي كانت نقطة تحول كبيرة في الحياة الثقافية القطرية».
وأضاف الكواري: «نرحب بكم في الدوحة التي تحولت إلى عاصمة ثقافية دائمة، بما لديها من بنية تحتية ممثلة في المؤسسات الموجودة فيها، والتي تعمل على رفد الساحة الثقافية دون توقف، ومنها المؤسسة العامة للحي الثقافي(كتارا) ومتاحف قطر اللذان يعملان جنبا إلى جنب مع وزارة الثقافة». وشدد الكواري على ضرورة إعطاء المسرح جل الاهتمام الذي يليق به، باعتباره أبو الفنون. ودعا الحضور للوقوف دقيقة حدادا على روح الفنان الكويتي القدير أحمد الصالح، الذي قال عنه «لن يغيب عنا أبدا».
وقال الكواري: «في العام الماضي وفي نفس هذا المكان وعدنا أن ننشيء فرقتين جديدتين في عالم المسرح، وها نحن نوفي بعهدنا وتم تدشين فرقتي الغد والوطن، وستشاركان بأعمال مسرحية في هذا المهرجان». وأشار إلى مبادرة وزارة الثقافة بالتعاون مع كلية المجتمع لدراسة دبلوم الفنون التعليمية لفنون المسرح، وسيكون في أربعة مجالات متنوعة، لافتا أيضا إلى أنه من ضمن أنشطة الوزارة هذا العام، إقامة ورشة تخصصية لفنون الكتابة المسرحية، مؤكدا الحاجة إلى مثل هذه الورش خصوصا في مجال الكتابة المسرحية. وأعلن وزير الثقافة عن تسمية أعضاء اللجنة التحضيرية للإعداد والتحضير لمهرجان مسرح الطفل الأول، ليكون مهرجانا دوريا كل عام.
ثم دعا عريفا الحفل ورود حيات وعبدالله العمادي مدير إدارة الثقافة فالح العجلان الهاجري، ومدير المهرجان سعد بو رشيد إلى الصعود على خشبة المسرح بصحبة وزير الثقافة، لتبدأ مراسم الاحتفاء بالمكرمين وكانت البداية مع النجمة القديرة وسندريلا الشاشة الخليجية سعاد عبد الله، التي شاركت في اول عمل قطري مسرحي منذ اربعة عقود، من خلال مسرحية «أم الزين»، وبعدها تم تكريم المخرج المبدع عبد الرحمن المناعي مخرج ومؤلف العمل الأصلي، وتم أيضا تكريم الفنان غانم المهندي، وعلي ميرزا محمود، علي حسن العلي، صقر صالح، حسن إبراهيم حسن، محمد حسن بوجسوم، سيار دهام الكواري، صالح أحمد غريب، أحمد المناعي، يوسف سلطان.
ثم تم تكريم المخرج الفنان سالم ماجد المرزوقي لاسهاماته الكبيرة في عالم المسرح، والدكتور مرزوق بشير الذي تسلم التكريم نيابة عنه ابنه ناصر، ثم تم تكريم الكاتب الصحافي المرشح عن فرقة الغد لفنون الدراما خالد زيارة؛ والفنان يوسف سلطان المرشح من فرقة الوطن المسرحية، وأيضا تم تكريم المرشح عن فرقة الدوحة المسرحية خالد سالم هلال. كما تمت تسمية أعضاء لجنة التحكيم للمهرجان، والتي يترأسها محمد أبو جسوم، وتضم في عضويتها عبد الله دسمال الكواري من دولة قطر، ومن الخليج الدكتور نبيل الفيلكاوي وفهد الحارثي، سعيد كريمي، جواد الشكرجي وعبير عيسى.
وبعد ذلك كان جمهور المهرجان على موعد مع عرض الافتتاح، وهو عرض جديد ومطور لمسرحية «أم الزين»، التي تم عرضها منذ أربعين عاما، حيث تم تقديمها برؤية إخراجية جديدة للمخرج سعد بورشيد، وفريق عمل جمع بين القدامى وشباب المسرحيين.
وتناولت المسرحية المتغيرات التي طرأت على المجتمع القطري، بين فترة الغوص والعمل بالبحر وبدايات اكتشاف النفط، وما صاحب ذلك من هجرة الأيدي العاملة لمهنة الآباء والأجداد بحثاً عن الرفاه الاجتماعي، وتتبلور تلك الفكرة في الصراع الدائر بين شخصية «حمد» وشخصية «أم الزين»، التي تمثل له حلماً بعيد المنال لم يستطع الوصول إليه، بسبب إصرار والدها النوخذة «بو راشد» على أن يترك حمد العمل بالبحر، ويتجه إلى حقول النفط كشرط لزواجه من ابنته.
هذا، ويتنافس خلال مهرجان الدوحة المسرحي ثمانية عروض منها «الخيمة» تأليف عبدالرحمن المناعي وإخراج ناصر عبد الرضا لفرقة قطر المسرحية، و«هناك» تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي لفرقة الدوحة المسرحية، و«أم حمار» تأليف وإخراج صالح المناعي لفرقة الوطن المسرحية.
سعاد عبدالله لـ «الراي»: النهضة المسرحية في قطر قادمة
أثنت الفنانة القديرة سعاد عبدالله على كلمة وزير الثقافة والفنون والتراث الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، التي سبقت دخوله إلى حفل الافتتاح، حيث اعتبر أن «أي مهرجان يخلو من حضور كويتي أو اسماء كويتية لا يعد مهرجانا». وأكدت أم طلال أن مثل هذا الاطراء يحملها وزملاءها من نجوم الكويت مسؤولية تقديم الأفضل دائما، حتى يحظى الفنان الكويتي بهذا الاهتمام من قبل المهرجانات الخليجية والعربية. وشددت الفنانة القديرة على أن «النهضة المسرحية في دولة قطر آتية وبقوة».