عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي
«مليونية نزع الحجاب» !
| عبدالعزيز صباح الفضلي |
1 يناير 1970
07:54 م
هناك هجمة شرسة على كثير من مظاهر التدين في المجتمع المصري، جعلت البعض يتساءل إن كان الهدف من التغييرات التي حصلت في مصر هو الإطاحة بالإخوان أم محاربة الإسلام؟
لقد رأينا كيف تم إلغاء بعض المواد من الدستور المصري الذي تم التوافق عليه ، أثناء تولي الرئيس السابق محمد مرسي ،والتي كانت تؤكد على بعض القضايا الشرعية والإسلامية.
وتلا ذلك اتهام صريح وخطير من قبل أحد المسؤولين المصريين بأن هناك نصوصاً قرآنية تدعو إلى الحرب والتطرف ومعاداة بقية سكان العالم من غير المسلمين، ثم فوجئنا قبل فترة بحرق بعض الكتب الإسلامية في إحدى المدارس الحكومية وبحضور بعض المسؤولين في وزارة التربية، وعقب ذلك وقبل أيام قليلة انطلقت حملة تمت تسميتها بـ«مليونية خلع الحجاب»، وفيها تحريض قبيح وصريح لبنات مصر من أجل خلع حجابهن!
ونحن نتساءل هنا هل الحجاب خاص بالإخوان؟ وهل تم فرضه من قبل حكومة أي رئيس إسلامي كان؟ وهل الحجاب خطر على المجتمع المصري؟ وهل هو أحد أسباب الانفلات الأخلاقي؟ وهل يعرّض الحجاب أمن مصر إلى الخطر؟
تعجبت ،وأنا أقرأ تصريحات «المفلس» الذي أطلق حملة نزع الحجاب، والتي زعم خلالها أن من أهم أسباب هذه الحملة هو محاربة الإسلام السياسي والتطرف الديني!
وفي الحقيقة الأسباب تنم عن أحد أمرين: إما غباء وجهل بأمور الدين، وإما حرب واضحة على الإسلام ،ومحاولة تغليفها بصراع سياسي.فإن كان جهلا وغباء فنقول إن فرض الحجاب جاء قبل 1400 عام، حيث لا وجود وقتها لأحزاب سياسية ولا غيرها.
الأمر الثاني : هذا طعن واضح في حكم شرعي لا خلاف عليه ،وهو وجوب التزام المرأة المسلمة بالحجاب الذي يستر كل جسدها مع الخلاف على الوجه والكفين.
ثالثا: ما هو مظهر أو علامة التطرف في الحجاب الإسلامي؟ وهل مجرد لبس الحجاب يوحي بأن صاحبته إرهابية؟
رابعا: هل تنطبق هذه الدعوة على الراهبات اللائي يرتدين الحجاب وفق الديانة المسيحية؟ أم أن هؤلاء النسوة لا يستطيع أحد الاقتراب منهن خوفا مما سيتبع ذلك من حملات إعلامية وعالمية؟
أقول لمن يحرّضون على نزع الحجاب: أنتم تخوضون معركة خاسرة، لقد حاول قبلكم «أبو رقيبة» و«زين العابدين» في تونس فأين هما الآن، وهل نزع الحجاب في تونس، أم بقيت الفتيات المسلمات شامخات بحجابهن؟
ولقد حاول «أتاتورك» ومن أتى من بعده من المتطرفين العلمانيين لمحاربة الحجاب في تركيا، فما مصير الحجاب اليوم هناك؟
إن زوجة رئيس الجمهورية وزوجة رئيس الوزراء، وبعض الوزيرات، ونائبات في البرلمان التركي كلهن يرتدين الحجاب، فمن الذي انتصر في النهاية؟
لذلك نقول لمن يخوض هذه الحرب على الحجاب أنتم مساكين تحاربون شرع الله، ومصيركم ونتائج حربكم معروفة حيث ذكرها الله تعالى في كتابه حين قال عنكم وعن أمثالكم «يريدون ليُطفئوا نور الله بأفواههم واللهُ متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون».
Twitter: @abdulaziz2002