مدير المركز العربي للبحوث التربوية الخليجي كشف أن نسبة المصابين بها 4 في المئة
مرزوق الغنيم: ليست نهاية المطاف المعاناة من صعوبات التعلم
| كتب غانم السليماني |
1 يناير 1970
11:49 ص
• صعوبات التعلم إعاقة غير ظاهرة نتيجة اختلال بالجهاز العصبي والكشف المبكر للحالة يسهم في سرعة العلاج
• انشتاين لم يبدأ الكلام إلا في الرابعة وفي التاسعة تعلم القراءة... وكريستي ودافنشي وبيكاسو وكلاي وجراهام بل وبيل غيتس أبرز ضحايا صعوبات التعلم
• الرئيس الأميركي الأسبق ويلسون لم يتعلم الحروف الهجائية حتى سن التاسعة وكان الأقارب يعبرون لوالديه عن أسفهم لأن ابنهم غبي
اعتبر مدير المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج مرزوق الغنيم أن «المعاناة من صعوبات التعلم ليس نهاية المطاف، بل قد تكون حافزاً لمواجهة التحديات وتحقيق الغايات غير المتوقعة على المستويات الشخصية والمهنية».
ونوه الغنيم في ختام أعمال الدورة الثانية والعشرين للموسم الثقافي التربوي التي حملت عنوان «صعوبات التعليم... العلة الخفية في التحصيل الدراسي» إن صعوبات التعلم تشير الى التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الخاصة بالكلام، واللغة، والقراءة، والكتابة، والحساب أو أي مواد دراسية أخرى، وذلك نتيجة إمكانية وجود خلل مخي أو اضطرابات انفعالية أو سلوكية،.
وبين ان التأخر الأكاديمي لايرجع إلى التخلف العقلي أو الحرمان الحسي، أو إلى العوامل الثقافية أو التعليمية، لذا فإن التباين الشديد بين التحصيل المتوقع والفعلي ينتج عن صعوبة في معالجة المعلومات، وليس ناتجاً عن اضطراب انفعالي أو عقلي أو بصري أو سمعي أو حركي أو بيئي، ويمكن أن تكون صعوبة التعلم مصاحبة لهذه الحالات.
وأوضح الغنيم أن «الدراسات العالمية تشير إلى انتشار هذه المشكلة بنسبة 4 في المئة بين الناس بمعنى آخر سنجد في صف تعداده 25 طالباً ان هناك طالباً واحداً يعاني من هذه المشكلة، وكذلك الأمر في مدرسة تضم نحو 750 طالباً قد نجد ما يقارب 30 طالباً يحتاجون إلى تدخل علاجي، لذا فإن عملية التشخيص الدقيق للكشف المبكر عن ذوي صعوبات التعلم، تسهم في سرعة علاجهم، ولذا كانت عملية تشخيص فئات ذوي صعوبات التعلم لها أهمية كبيرة في مساعدة هؤلاء على تجاوز اعاقتهم، وبالتالي مساعدة المعلم في تحقيق أهداف العملية التعليمية».
وشدد الغنيم على ضرورة الوصف التفصيلي للصعوبة وما يرتبط بها من أعراض من خلال سجل المدرس الذي يحتوي بيانات عن تحصيل المتعلم،وتقدير ما يمتلكه المتعلم من مهارات أو خبرات او معرفة بالخبرات الجديدة وسلامة الطفل جسمياً وحسياً وعصبياً، والتعرف على المتعلمين ذوي الأداء المنخفض والكشف المبكر عن ذوي صعوبات التعلم من قبل المدرسة، لمراعاة الأساليب الملائمة في تعليمهم،ملاحظة السلوك ووصفه وكيف يقرأ ويكتب وهذه العملية تعد بمثابة التشخيص المبني على تعدد المحكات ومحك التباعد أو التفاوت بين القدرة العقلية وتحصيله الفعلي أي، عدم قدرة الفرد على التحصيل في أحد المجالات الأكاديمية بما يتناسب مع سنه وقدراته، ولا يكون ذلك ناتجاً عن اعاقة حسية او لمرض ومحك الاستبعاد أي، استبعاد الحالات التي يرجع السبب فيها الى اعاقات عقلية او حسية أو اضطراب أو حرمان ثقافي، أو نقص فرص التعلم.
وتابع«يجب علينا جميعاً التكاتف وتقديم العون للقائمين على العملية التربوية ودعمهم باستمرار، وتدريب المعلمين على العمل مع فئات ذوي صعوبات التعلم، وتمكينهم من اكتساب مهارات كيفية تعليمهم».
وأفاد أن صعوبات التعلم نوع من الإعاقة غير الظاهرة، نتيجة اختلال بالجهاز العصبي للطفل، يمكن أن يستدل عليها من خلال ملاحظة انخفاض التحصيل الدراسي عن المستوى المتوقع من المتعلم.
وقال انه على الرغم من كون صعوبات التعلم مشكلة لمن يصاب بها، وهي كذلك بالنسبة لأهله ومعلميه، إلا أن شواهد الحياة والدروس المستمدة من سير المتميزين في تاريخ الأمم تثبت ان نيلسون روكفلر الذي عمل نائباً لرئيس الولايات المتحدة الأميركية وحاكماً لولاية نيويورك، كان يعاني من صعوبة شديدة في تعلم القراءة، وان قدرته المحدودة على القراءة باعدت بينه وبين الأداء الجيد في التحصيل الدراسي كما ان الرئيس الثامن عشر للولايات المتحدة الأميركية ويلسون لم يستطع أن يتعلم الحروف الهجائية حتى بلغ سن التاسعة، ولم يتعلم القراءة حتى بلوغ الحادية عشرة، وكان الأقارب يعبرون لوالديه عن أسفهم لأن ابنهم غبي ومتأخر.
واستشهد المرزوق أيضاً بعالم الرياضيات ألبرت إنشتاين الذي وصف بالذكاء الخارق، وصاحب «نظرية النسبية» لم يبدأ الكلام إلا في سن الرابعة ولم يتعلم القراءة حتى سن التاسعة، وعده مدرسوه بطيء التعلم، ورسب في امتحان التأهيل لدخول الجامعة ثم تجاوزه بعد ذلك.
واستشهد بالسياسي البريطاني الفذ ونستون تشرتشل، الذي فشل في اجتياز الصف الثامن بالمدرسة، وكان فاشلاً في الرياضيات، حيث كانت علاماته في هذه المادة دائماً «صفراً»، ولكنه أصبح رئيس وزراء بريطانيا كما ان المخترع الأميركي توماس أديسون ذائع الصيت، عندما كان طفلاً أطلق عليه الشاذ والقاصر عقلّياً، واتهمه معلمه بالغباء،وكتب في مذكراته أنه لم يكن قادراً على مسايرة العمل المدرسي، ويتذكر أنه كان دائماً في مؤخرة فصله، وكان والده يفكر بأنه غبي.
وقال ان ثمة أعدادا كبيرة من المشاهير ممن يعانون من صعوبة التعلم، منهم على سبيل المثال لا الحصر الكاتبة المعروفة أجاثا كريستي، ومن الفنانين والمصممين، الرسام العالمي ليوناردو دافنشي، والفنان العالمي بابلو بيكاسو، ومن الرياضيين بطل الملاكمة في الوزن الثقيل محمد علي كلاي، ومن رجال الأعمال ويليام هوليث، صاحب شركة هوليت باكارد «HP»، وريتشارد برانسون» صاحب محال «فيرجين»، ومن المخترعين جراهام بيل، ومايكل فارادي، ومن السياسيين، جون كيندي وبيل غيتس رئيس مصممي «سوفت وير» في «مايكروسوفت»، وأغنى رجال العالم، وعشرات غيرهم.
ورأى الغنيم أن اولئك الأشخاص لحسن الحظ استطاعوا أن يجدوا طرقاً ملائمة للتعلم وقد تغلبوا على فشلهم، لكن هناك أعداد كبيرة مثلهم من الأطفال لم يحصلوا على الرعاية الكافية، وأصبحوا خارج سرب المتعلمين بسبب عدم اكتشاف سبب تخلفهم في الدراسة ومعالجته، لكي يأخذوا حقهم في التعلم.