النقابات والجمعيات في بلدي تلعب دور الميت في وضعنا السياسي الراهن، وجل اهتمامها معاكسة بعض القياديين والتملّق لهم للحصول على أكبر مكاسب شخصية لأعضائها، ولا أستثني أحداً سواء كانت نقابة أو حتى جمعية.
فقد درجت هذه النقابات أو الجمعيات على المطالبة بحقوق الموظفين كعنوان رئيسي ولكن المضمون مليء بالمصالح الشخصية فتقاسموا الجمل بما حمل... أضحكني رئيس احدى النقابات عندما صرح أن القياديين في الوزارة يتعاونون مع الكوادر الوطنية!، بينما الحقيقة أن قياديي وزارته نائمون في العسل ولم ينصفوا هذه الكوادر في الحصول على أبسط حقوقها، وهو الترقي للوظائف الإشرافية كما أن رئيس النقابة هذا يتسلم منصباً إشرافياً في الوزارة ووكيله المباشر طاووس يصعب على موظفي الوزارة الدخول عليه ونحن بانتظار أن تخرب العلاقة بينهما ليكشف رئيس النقابة تجاوزات هذا الوكيل إن كان يجرؤ.
هل سمعتم بنقابة أو جمعية قامت بدراسة لتطوير العمل الإداري أو المالي للوزارة أو الهيئة الحكومية التي تمثلها ؟ هل الإضرابات التي تقوم بها بعض النقابات أو الجمعيات جاءت لمحاربة الشللية أو الفساد الإداري والمالي أما أنها جاءت لتحقيق مكاسب مادية بحتة ؟ مع الأسف صار البعض يلعب بهذه الورقة لإرهاب المسؤولين لتمرير مصالحه الشخصية حتى أن أحدهم صار الآمر الناهي وسيطر بشكل كامل على صلاحيات المدير العام...!
تكلمت في أكثر من مقال وبشكل عابر عن الدور الذي يجب أن تلعبه النقابات والجمعيات في إصلاح الوضع السياسي أو حتى للمطالبة بمصالحة وطنية شاملة ولكن لا حياة لمن تنادي... يبدو لي أن الجماعة لديهم هموم ومصالح شخصية، والذكي من يحصل على كافة الامتيازات الوظيفية طالما كان عضواً فيها... لم أرَ إنجازاً لأغلب هذه النقابات والجمعيات سوى تنظيم رحلات العمرة والبطولات الكروية... اليوم كنت ديبلوماسياً كثيراً ولكنني مضطر في المستقبل لتسمية الأشياء بمسمياتها ما لم تغيّر أغلب النقابات والجمعيات من سلوكها.
****
إضاءة:
على الرغم من نشاط وحيوية جمعية المعلمين وتحقيقها لكادر المعلم إلا أنني استغرب عدم سقوط أي عضو مجلس إدارة تابع لهذه الجمعية في أي اختبار أو مقابلة تخص الترقي للوظائف الإشرافية ودائماً ما يحصلون على ترتيب متقدم في صفوف المنتظرين، فهل هذه صدفة مثلاً؟!
[email protected]