مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

بادرة خير

1 يناير 1970 07:59 ص
إن الدعوة التي وجهها النائب الفاضل عبد الرحمن الجيران، للسيد مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة، بإطلاق مبادرة للإصلاح الوطني، وتعزيز الوحدة الوطنية جاءت في وقتها، لأن البلد بأمسِّ الحاجة إلى المصالحة، فالمنطقة برمتها تغلي بحروب ومعارك، لا يدري مداها إلا الله، ولا قابلية الانتشار ولا كيف ستنتهي، ونحن نرى ونسمع عن خلايا نائمة بدأت تصحو، وطابور خامس أخذ يكشر عن أنيابه، وأتمنى على السيد مرزوق الغانم أن يستجيب لهذه الدعوة المخلصة، وأن يسعى جاهداً لإنجاز هذه المهمة الوطنية الملحة، وبأسرع وقت، وهو إن نجح في هذا فسيترك بصمة في تاريخ الكويت له كرئيس لمجلس الأمة، إن أراد فهو قادر على النجاح لما عُرف عنه من إصرار وعزم.

فقد عفونا شعباً وحكومة ومع بداية تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم عن الكثيرين ممن سفكوا الدماء، وأجرموا بحق البلد والناس وأنفسهم، رغبة منّا بفتح صفحة جديدة ولملمة الشمل، أفلا نصفح من أجل رص الصفوف أمام ما يواجهنا من مخاطر عن أناس تلفظوا بقول في وقت غضب أو جهل، وقد ندموا على قولهم؟!،

لاسيما وأن الأسس التي اقترحها النائب الجيران لا يختلف عليها اثنان، فالتمسك بمسند الإمارة، وحكم آل صباح واحترام القضاء والدستور والقانون وحفظ النظام ثوابت وطنية لا تفريط فيها.

نعم نجح مجلسنا الحالي بإقرار قوانين وقرارات كثيرة وننتظر تطبيقها بشغف، وأعطى وعوداً كثيرة نأمل سرعة الوفاء بها، ولكن إن تسامى السادة رئيس المجلس وأعضاؤه على الانتقادات والإساءات، وسعوا لوحدة وطنية عبر إشراك من سبقوهم في تمثيلنا من نواب لإيجاد حل يخرجنا من حالة الخصومة والتفرق وتبادل الاتهامات، وأن تعود الأمة بأكملها من جديد والاحتكام للدستور، فسيحقق مجلسنا الحالي ما حققه مجلس عام 1992 من إنجاز أعاد الكويت كما كانت وطن النهار.