| د. تركي العازمي |
بين ليلة ويوم تأتيك الأيام بتحديث للذاكرة... حديث جميل وخبر إن شاء الله يكون طيباً.
مساء يوم الأربعاء وليلة الخميس15 أبريل 2015 كنت ضمن المنتظرين لحضور حفل زفاف يوسف ابن الأخ يعقوب الصانع.. كان أمامي اثنان يتبادلان الحديث وشد انتباهي تطرقهما لآفة الفساد التي عصفت بالبلد ومؤسساته... لا أعرف الطرف الآخر لكن المحامي جليل إبراهيم الطباخ أعرفه وهو لا يعرفني!
كان كلاما في غاية الاتزان، وعندما تحدثنا عن الوضع واتفقنا على أن الكويت فيها من خيرة الشباب ممن نستطيع من خلالهم تجاوز الأزمات لو وقع الاختيار عليهم بعيدا عن الميكانيكية «العرجاء» المتبعة في اختيار القياديين!
هنا وبعد أن حاولت أن أستعيد لياقتي من كثرة الانتظار عبر تحريك قدمي وجدت العبارة التي قلتها مرارا ولم أجد أذنا صاغية وهي تنطلق بعد أن تحرك عقلي الساكن... عبارة وجهتها للمحامي الطباخ متسائلا «هل تعلم أنني متخصص في القيادة والإدارة والفكر الإستراتيجي والوحيد على مستوى العالم من بحث في أهمية القيادة الأخلاقية بعد الأزمة المالية وطبقتها في الكويت... والدراسة لم أجد من يعينني على تطبيق نتائجها وتوصياتها؟!»
كان هذا هو اللقاء الأول مع المحامي الطباخ وكم كان جميلا أن تجد انسجاماً بين أفكارك الإصلاحية مع أحبتك من أهل الكويت.
وفي صباح اليوم التالي تلقيت اتصالا من لندن... ونبرة الصوت لشخص عزيز على نفسي أشعر وأنا أكلمه بأن البلد بخير.. إنه صوت العم عيسى فهد الغانم أبو عبدالله!
ما كنت أعلم بخبر رحلته إلى لندن وأدعو المولى عز شأنه أن يلبسه ثوب الصحة والعافية وحاولت أن أعتذر منه وكان رده الطيب «أنت مثل ولدي»، جعلني أشعر بتأنيب الضمير حيث له حق علي أن أسأل عنه لكن مشاغل الحياة أبعدتني عن المكان الذي كنت ألتقيه فيه وهو ديوان الأخ يعقوب الصانع بعد أن أصبح أخونا الصانع وزيرا للعدل ووزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية، وبات صعبا أن أجلس بجواره وأستقي حسن القيم والعادات الكويتية الأصيلة.
بين ليلة ويوم تكتشف الخير في الكويت ويأتيك الأمل من جديد محركا نفسا أضناها طول الانتظار لسماع الكلمات الطيبة ومن يعتقد بأن «التحلطم» حلا فليبادر ويجمع من هم على شاكلة العم عيسى الغانم والمحامي جليل الطباخ ليعرف أن الأمل في ردم الفجوة التي سقطنا بها آتٍ لا محالة وأن «التحلطم» سيكون ضربا من خيال.
السؤال هنا أوجهه لأصحاب القرار «إذا كنا نحن مجموعة من أبناء هذا الوطن نعلم سبب انتشار الفساد وتعدد صوره ولدينا النية في توجيه النصيحة? فلماذا لا يصل صوتنا لهم؟»
أنا على المستوى الشخصي لا توجد أمامي وسيلة سوى التعبير عما يجول في خاطري بشكل عفوي حيث لا ترتيب ولا كتابة ومراجعة... فقط أضع ما تمليه علي قناعاتي وخبرتي وأعتقد بأنه صح على هيئة مقال وأترك الرأي لكل من لديه ضمير حي ليقرر وينتقد!
الحاصل أننا جزء من النسيج الاجتماعي وليست لدينا أي أجندة خاصة خلاف التوجه الوطني الذي ينادي به أصحاب القرار من العقلاء لعلهم يستمعون لأصحاب الفكر الحر والثقافة المعتدلة وطنيا (وليس بالضرورة أن أكون من بين المدعوين) لعل وعسى أن تتغير الأحوال عبر أطروحاتهم، ونضع أيدينا على الجرح الذي تسببت في استمرار نزفه آفة الفساد التي قضت على حلم البسطاء... ومن ثم توضع الحلول المناسبة للمعالجة التي تبدأ من الإصلاح القيادي وغير هذا الكلام «ما عندي»... والله المستعان!
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi