في حضور حشد من الشخصيات السياسية والفنية
لبنان ودّع «جبّار» المسرح
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
10:28 ص
ودّع لبنان أمس الفنان المسرحي الكبير ريمون جبارة الذي رحل عن 80 عاماً بعد صراع مع المرض لتفقد بيروت ركناً من أركان «فوضى الإبداع» التي جعلت هذا الممثل والمخرج والمؤلف المسرحي عنواناً لـ «حالة» طبعت المشهد الثقافي - الفني و«حفرت» على الخشبات أجمل صور التعبير عن الهمّ الوطني العام.
في حضور حشد من الشخصيات السياسية والفنية، أقيمت مراسم تشييع جبارة بعد ظهر امس في مسقطه قرنة شهوان (المتن) التي سيحتضن ترابها «جبّار» المسرح اللبناني الذي تحامل على المرض الذي كان دهمه في التسعينات من القرن الماضي (أصيب بفالج كانت نتيجته شللاً نصفياً حدّ من قدراته الجسديّة) وتحدى وجعه وأكمل مشوار السنين حتى آخر سيجارة انطفأت مع «شمعة عمره».
وبرحيل جبارة بدا كأنّها «زهرة الخريف» قُطفت تاركةً «مسرح الأحلام» لـ «الكوابيس» التي لطالما عالجها مبدع المسرح اللبناني بـ «العبثية» والنقد اللاذع والساخر وحتى «الفوضوي».
كل الذين كانوا على الموعد في الوداع الأخير لجبارة استحضروا مزايا رائد المسرح العبثي في لبنان والعالم العربي الذي انتفض على «النمَطي» بعيداً من أي نزعات «ثورية» (بالمفهوم السياسي)، واستعان في كتاباته الصحافية التي برع فيها ايضاً بالكوميديا السوداء والنقد «الفج» لمقاربة الواقع المُر على قاعدة «التطرف» في حبّ كل ما شُغف به او كرهه.
امس، كان ريمون جبارة للمرة الأخيرة على موعد مع اللبنانيين في مأتم أسدل الستارة على «عرضه» الأخير وعلى فصول من حياة مسرحيّ «عتيق» كان باشر حياته موظفاً بأجرة يومية في قلم النفوس وطوبوغرافيًّا في مصلحة المساحة قبل ان يشقّ طريقه المسرحي ممثلاً وصولاً الى نيل الدكتوراه في المسرح من احدى جامعات فرنسا، ليستقر بعدها مخرجاً ومؤلفاً وأستاذاً للمسرح في الجامعة اللبنانية.
وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع قدّم واجب العزاء لعائلة ريمون جبارة في صالون كنيسة مار بطرس وبولس في قرنة شهوان، بعدما نعاه مؤكداً أن من «الصعب أن يخرج جبارة من قلبي لسبب بسيط يعود الى أيام الطفولة حيث كنت أشاهده على المسرح وكنت معجباً بأعماله، وفي السنوات الأخيرة كان جبارة دائماً يتردد إلى معراب (حيث مقر جعجع) بطريقته المعتادة إذ كان يصارع جسده والطبيعة من أجل الوصول الى المكان المنشود».