أكد في عكار أن مخططات «الوهم الإيرانية» أوهن من بيت العنكبوت
أحمد الحريري: أجندة «الحزم العربية» أقوى من أن يمرّغ الوليّ الفقيه رأسَها بالتراب
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
10:28 ص
من باب ردّ التحية بمثلها، رفع «تيار المستقبل» (يقوده الرئيس سعد الحريري) سقف الردّ على «حزب الله» المندفع في حملته الكلامية ضدّ السعودية على خلفية «عاصفة الحزم»، وذلك غداة البيان الأعنف للحزب، الذي هاجم المملكة رداً على الموقف العالي النبرة لوزير الداخلية نهاد المشنوق الذي صوّب ضمناً على المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي.
وجاء جواب «المستقبل» بلسان أمينه العام أحمد الحريري، الذي ألقى ممثلاً الرئيس سعد الحريري كلمة في عكار خلال لقاء حاشد لـ «عشائر العرب» في الشمال، اذْ سأل: «كيف يأخذ (حزب الله) على (تيار المستقبل) دفاعه عن السعودية، فيما هو يغرق من رأسه إلى أخمص قدميه في معركة الدفاع عن مشروع الهيمنة الايرانية، ويتولى قولاً وفعلاً مهمة الذراع العسكرية لإيران في لبنان وسورية والعراق؟». وقال:«غريب أمر (حزب الله)الذي يُجيز لنفسه أن يقاتل ويحارب ويرتكب أخطر الأعمال، خلافاً لمصلحة لبنان وللإجماع الوطني، ويريد من الآخرين أن يلتزموا الصمت حيال الجرائم الإيرانية في البلدان العربية».
وتوجه بالشكر الى «(مملكة العروبة) بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبد العزيز لأنها فجرت بـ (عاصفة الحزم) بركان الكراهية الايراني ضد العرب، وأظهرت للجميع أن أجندة (الوهم الإيرانية) أوهن من بيت العنكبوت، وأن أجندة (الحزم العربية) أقوى من أن يُمرِّغَ (الوليُّ الفقيه) رأسَها في التراب». واضاف: «أيها الأحبة، المسؤولية الملقاة على عاتقنا في هذه المرحلة كبيرة جداً، لبنان يعيش أصعب مراحله في منطقة تضج بالحروب الاهلية من سورية إلى اليمن وتشتعل بالحرائق التي يصر (حزب الله) على إشعال البلد بها تنفيذاً لأجندة (الوهم الايرانية) المتأزمة اليوم من أجندة (الحزم العربية) التي تقودها المملكة العربية السعودية بتحالف عربي واسع وتغطية دولية كرّسها مجلس الأمن الدولي».
وشدد على ان «(عاصفة الحزم) لم تنطلق إلا دفاعاً عن الشرعية في اليمن ولن تكون مجرد (صحوة عربية) تقف عند حدود اليمن بقدر ما ستؤسس، بإذن الله لـ (عواصف حزم) تقول لإيران ولغير إيران إن جنوح العرب طوال الأعوام السابقة إلى السلم والحوار لم يكن تعبيراً عن ضعف وإن زمن التغاضي عن التجاوزات الإيرانية في المنطقة العربية قد ولّى إلى غير رجعة وإن التصدي للتطرف الايراني هو الأساس في مواجهة الإرهاب الذي تصنعه إيران وتُصدره إلى بلداننا العربية».
وأكد ان «العرب تغيّروا وباتوا اليوم في (زمن الحزم) وأصبح لزاماً على إيران أن تتغير وأن تقتنع أن عاصمتها هي طهران فقط وأن بغداد وصنعاء ودمشق وبيروت ستبقى عواصم عربية أصيلة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها غصباً عن أي احتلال أكان إسرائيلياً أم أميركياً أم إيرانياً». ولفت الى ان «كل الادعاءات الإيرانية بأن (عاصفة الحزم) هي اعتداء على شعب اليمن ليست إلا محض افتراء مردود إلى(أسياده) ممن استيقظ ضميرهم المزيف فجأة للتضامن مع شعب اليمن بعدما كان هذا الضمير نائماً طوال سنة وأكثر من انتهاك كرامة اليمن وشعبه على يد ميليشيات الحوثيين مثلما ينام هذا الضمير المزيف على جرائم الحرب الممنهجة ضد الشعب العراقي كما نام على مأساة الشعب السوري ولم يستيقظ إلا ليكون شريك السفاح بشار الأسد في إبادة الشعب السوري».
وأشار الى ان «لعنة التورط في (جرائم الحرب) مع سفاحي الممانعة المزعومة هنا وهناك ستلاحق أصحابها أخلاقيا وسياسياً أينما حلّوا كما تلاحقهم لعنة الاغتيالات الدموية والانتصارات الوهمية، أما نحن فمرتاحو الضمير إلى أقصى الحدود، أقلّه لسنا متورطين في أي جريمة تُرتكب بحق شعوب عربية ولا نبيع عروبتنا للمسيئين إليها كما قال الرئيس سعد الحريري ولن نكون إلا في موقعنا الطبيعي في صلب التضامن العربي مع المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية وكل دول الاعتدال العربي».
ووصف «كل الشتائم التي نسمعها بحق المملكة العربية السعودية بـ (صراخ العاجز) من (وجع الحزم)»، مؤكدا ان «(مملكة الحزم) كانت وستبقى كبيرة في عيون اللبنانيين والعرب و(إمبراطورية الوهم) ما كانت ولن تكون إلا مجرد أحلام تراود الصغار ممن باعوا هويتهم العربية بأبخس الاثمان المذهبية وارتضوا أن يكونوا جنوداً صغار في جيش (ولاية الفقيه)»، مضيفاً: «أما نحن فلن نرضى أن نكون جنوداً إلا في جيش لبنان ولن نرضى أن يكون لبنان إلا في المحور العربي».
واذ توجّه «لمن يظن أنه باقٍ كقوة بعكس التاريخ والجغرافيا»، بالقول: «استيقظ من أوهامك وستجدنا في انتظارك فإيران التي لا تملك أغلى من مشروعها النووي، قايضته بصفقة، ما يعني أنها مستعدة لمقايضة ما اشترته بأبخس الاثمان بأقل من صفقة»، وشدد على «الاستمرار في تشجيع كل الحوارات كونها حاجة وطنية لإنقاذ لبنان وحماية العمل الحكومي وتدعيم الوضع الأمني على أمل أن تصل في خواتيمها إلى إنهاء الشغور الرئاسي».