لقاء / «بوستر» مسرحيته مع ريتا حايك أثار انتقادات لاذعة واتهامات بالتغريب!
بديع أبو شقرا لـ «الراي»: تركوا «فينوس»... وصنعوا كارثة من «شوية لحم»!
| بيروت - من هيام بنوت |
1 يناير 1970
09:50 م
• ليست عندي مشكلة مع أحد... والعمل غير المميز يسقط تلقائياً!
• هناك من يرتدين الثياب الكاملة... لكنهن يُبدين تصرفات مبتذلة ولا أحد ينتقدهن
• لا أحاول التقليل من قيمة التلفزيون ... لكنه مجرد «بزنس»!
شنّ الممثل اللبناني بديع أبو شقرا هجوماً مضاداً على من يتعدون على حريته الإبداعية ووجهة نظره المتعلقة بالمسرحية التي يتقاسم بطولتها حالياً مع الممثلة ريتا حايك، رافضاً التعليق على حملة الانتقادات التي صوّبها الكثيرون إلى «بوستر» المسرحية، مصوبين إليه أصابع الاتهام بالعري والكشف عما لا يليق!
أبو شقرا أكد، في حوار أجرته معه «الراي»، أن «هناك من يرتدين ملابس كاملة، ولكنهن يتصرفن بطريقة مبتذلة وسخيفة، ونحن نشاهدهن في الحفلات وعلى الشاشات، ولكن أحداً لا يعلّق على أشكالهن»، ومنحياً باللوم على «نقاد كثيرين حملقوا باتساع عيونهم على الملصق (الذي يعبّر عن فحوى المسرحية)، ولمجرّد أنه يكشف عن (شوية لحم) تحوّل في نظرهم إلى كارثة»!
وفي حين أبدى أبو شقرا ملاحظات إيجابية حول بعض الأعمال التلفزيونية المشتركة، رأى أن هذه الأعمال تحوّلت «موضة»، مبيناً أنه لا يحبذ كل ما هو موضة، وكاشفاً عن «أن هناك نصوصاً مركونة في الأدراج لا أحد يقبل بها لمجرد أنها ليست موضة، مع أنها مهمة وتعود إلى كتّاب كبار»، ومُردفاً: «هذه الأمور تحصل دائماً في التلفزيون، لأنه مجرد (بزنس)، وهذه هي سياسة التلفزيونات».
أبوشقرا تحدث إلى «الراي» عن تجربته مع العالمية، ورؤيته لمسيرته الإبداعية، والطموحات التي يتحرك لتحقيقها، إلى جانب قضايا وآراء أخرى، تأتي تفاصيلها في السطور التالية:
• تعرضتْ مسرحية «فينوس» لنقد كثير بعضه كان سلبياً في حين كان بعضه الآخر إيجابياً، لكن الهجوم الأعنف أصابها قبل عرضها. هل يزعجك، كممثل محترف وصاحب تجربة عالمية، أن تسمع نقداً سلبياً تجاه أعمالك؟
- المسرحية لم تتعرض لانتقادات سلبية في ذاتها، ونحن طلبنا من أشخاص معيّنين أن يشاهدوها ويدلوا بملاحظاتهم رغبةً منا في تصحيح بعض الأمور بشكل أفضل، لأنه من المهم الاستعانة بعين جديدة كي ترى العمل، خصوصاً إذا كان رأيها مهماً. لكن الانتقادات وُجهت إلى «البوستر» الخاص بالمسرحية، وهذا الأمر لا يعنيني مطلقاً.
• ولماذا لا يعنيك...ألستَ عنصراً أساسياً في المسرحية؟
- لأنه يحمل انتقاداً لوجهة نظري في طرح «البوستر» الخاص بالمسرحية. ففي الماضي كنت أقول: «بسيطة، ولا بأس»، ولكنه اليوم لا يعني لي شيئاً، لأنه تعدٍّ على وجهة نظري، وبالتالي على حريتي. «البوستر» يعكس مضمون المسرحية، ومن يشاهدها يتأكد من صحة كلامي.
• ألا ترى أن هناك جرأة في «البوستر»، خصوصاً أن العين في لبنان لم تتعود رؤية جرأة من هذا النوع. فهو ببساطة يصوّر امرأة عارية وتغطي جسدها في الفرو وأنت تضع رأسك بين ساقيها. لا شك أنك قرأتَ هذه الانتقادات التي قالت: «ريتا حايك عارية وبديع أبو شقرا بين ساقيها»؟
- ما هذا التعبير؟ و«وين بعدهم»! المشكلة أن هناك من يرتدين ملابس كاملة ولكنهن يتصرفن بطريقة مبتذلة وسخيفة، ونحن نشاهدهن في الحفلات وعلى الشاشات، ولكن لا أحد يعلّق على أشكالهن، في حين أن «البوستر» يعبّر عن مسرحية معيّنة، ولمجرد أنه يكشف عن «شوية لحم» سرعان ما تحول الأمر إلى كارثة. مَن لا يعجبه يحقّ له أن ينتقد، ولكن لا يجوز له أن يقول إننا نقلد الغرب بما يتعارض مع حضارتنا ومجتمعنا، أو أننا نتخلى عن تقاليدنا. لو أنهم فعلاً يهتمون بالحضارة والمجتمع لكانوا انتقدوا أموراً أخرى كثيرة غير «البوستر»، لأنه معروف من هم الأشخاص الموجودون فيه كما معروف أيضاً أننا لا نسعى إلى البحث عن الشهرة، ولا إلى جذب الناس أو إلى الكسب المادي، لأن الكل يعرف كيف نعمل، وماذا قدمنا منذ 20 عاماً وحتى اليوم. الانتقادات التي وُجهت إلى «البوستر» لا يمكن أن تؤخذ في الاعتبار، ولذلك نحن لم نردّ ولم نعلّق.
• هل الفنان الذي يعيش ويعمل في الخارج، يصبح حساساً تجاه النقد خصوصاً إذا حظيت تجربته في الغرب بالتقدير والثناء؟
- قبل أن أسافر وأعمل في الخارج، كانت هناك بعض الانتقادات الاجتماعية وفيها تعدٍّ على الخصوصية وعلى حرية الرأي والتعبير. هناك نوع من الانتقائية في الانتقاد لا معنى لها.
• هل ترى أن هناك مَن يُعفَون من النقد؟
- حرية النقد والتعبير عن الرأي حق مقدس ومسموح به للجميع، ولكنني أُفاجَأ حين أقرأ بعض الانتقادات التي تشعرني وكأن هناك نوعاً من الانفصام، وأتساءل: كيف يمكن مَن يعيش بطريقة معينة ويتصرف بطريقة معينة ويشاهد أشياء معينة، أن ينتقد «البوستر» بمثل هذه الطريقة.
• هل تقصد بكلامك جرأة المغنيات في الفيديو كليب؟
- هذه لا تُعتبر جرأة، بل هي حالة تسويق فقط، بينما الجرأة هي ما تجدينه عندنا نحن، لأننا طرحنا قضية معينة، والفارق كبير بين المسألتين.
• هذا صحيح، ولكن هل كنتَ تلمح إلى ذلك، عندما أشرتَ إلى الانتقائية في النقد؟
- ليست عندي مشكلة مع أحد. عندما لا يكون العمل مميزاً ومشغولاً باحتراف، يسقط من تلقاء نفسه، والناس تحكم عليه سلباً بمجرد أن تشاهده. ولذلك أنا لا أدافع عن عملي، لأنه كفيل بالدفاع عن نفسه.
• الكل يحلم بالعالمية، فما الذي دفعك إلى العودة والعمل في لبنان، خصوصاً أن الفنانين العالميين الذين عادوا إلى العمل في وطنهم فعلوا ذلك بعدما تقدمت بهم السن كما فعل عمر الشريف مثلاً؟
- العمل في الوطن له طابع مختلف. إلى ذلك، نحن في مجتمع في طور التغيير والتطور، ولذلك تصبح الحاجة إلى العمل في هذا المجتمع أكبر. الإنسان يعمل أحياناً كي يحقق اكتفاء ذاتياً لنفسه، خصوصاً في الفن الذي يُعتبر حالة تغييرية تدفع نحو التطور في المجتمعات. ولذلك عندما يعود الفنان إلى العمل في بلده، يعيش إحساساً لا يعيشه في أي بلد آخر في العالم، فهو يشعر بأنه جزء من التغيير، ومن عجلة التطور ومن الحضارة الجديدة التي هي في طور الولادة.
• هل نفهم أن متعة العمل في الوطن أكبر؟
- طبعاً، تماماً كالمتعة التي نشعر بها في بيروت. فمهما «شتمنا» بيروت فإننا نشعر بمتعة العيش على أرضها. في أحد الأفلام التي شاركتُ فيها أخيرا بعنوان «ترويقة في بيروت»، أقول إن الإنسان الذي يعيش في الخارج، عندما يعود من عمله إلى بيته يجد أن كل شيء على أفضل ما يرام، ولكنه عندما ينظر إلى المرآة لا يجد نفسه، وفي لبنان، وعلى الرغم من كل المشاكل، فإنه يجد نفسه بمجرّد أن ينظر إلى المرآة.
• هل هذا الشعور يجعلك تفكر في الاستقرار مجدداً في لبنان؟
- كلا، ولا علاقة للمسألتين إحداهما بالأخرى. لديّ ظروفي وعائلتي وعملي، وأنا على ارتباط بلبنان في الأشياء التي أختارها.
• حالياً، تعيش الدراما حركة لافتة. فما رأيك في مستوى ما يُقدم، خصوصاً في الدراما المشتركة؟
- لم أتابع أي عمل بشكل كامل، ولكن «يعطيهم العافية»، فهناك تقنيات جديدة وتمثيل جيد واحتراف، ولكنني لا أحبذ كل ما هو موضة. اليوم تحولت المسلسلات المشتركة موضة، و«بتعمل صرْعتها وبتخلص»، على الرغم من أنني أقدّرها. لكن يجب أن ننتبه، إذ بحسب معرفتي، هناك نصوص مركونة في الأدراج لا أحد يقبل بها لأنها ليست موضة، مع أنها نصوص مهمة وتعود إلى كتّاب كبار، لبنانيين وغير لبنانيين. مثل هذه الأمور تحصل دائماً في التلفزيون لأنه يختلف عن المسرح والسينما. التلفزيون مجرد «بزنس»، مع أنني لا أحاول التقليل من قيمته، لكنها سياسة التلفزيونات.
• هل تشعر بالمتعة، أم بماذا، عند المشاركة في الدراما التلفزيونية؟
- في الأساس لا يمكن أن أقبل عملاً إذا لم أكن مقتنعاً به، مع أنه تكون لديّ ملاحظات عليه. هناك كتّاب لبنانيون وغير لبنانيين، وأنا تحدثتُ إليهم وقالوا إن لديهم نصوصاً مكتوبة ومتروكة في أدراج التلفزيونات، لأن القيّمين عليها لا يريدون أن يطرحوا المواضيع التي تتناولها، بل يفضّلون مواضيع أخرى، وهي من وجهة نظري أقلّ أهمية.
• المخرج السوري سيف الدين السبيعي وصف بعض الأعمال المشتركة بأنها مجرد «علاك». والمشكلة أن هذه الأعمال أصبحت فارغة ومن دون مضمون، وكل ما في الأمر أنهم يجمعون أكثر من ممثل من أكثر من بلد عربي في عمل واحد، ويسمونه «دراما مشتركة»؟
- لستُ في موضوع النقد، ولكنني أتحدث عن استراتيجية المسلسلات وتَطوُّرها في العالم العربي. وفي رأيي أنها كان يمكن أن تتطور باتجاه مختلف.
• هل أنت مُقاطِع للدراما العربية؟
- كلا، ولكنني في انتظار عمل يحركني وأن يكون لدي الوقت الكافي لتنفيذه.
• ولكن الأعمال المشتركة تحقق للممثل نجومية عربية. فهل تشعر بأنك لا تكترث لمثل هذه النجومية مكتفياً بأنك تشارك في أعمال عالمية؟
- كلا، لا علاقة لكلا الأمرين بالآخر. بالإضافة إلى ذلك فإن الأعمال التي أشارك فيها في الخارج لا تؤمِّن نجومية عالمية. هي أعمال مسرحية تجريبية وباتجاه معين ولا تحقق النجومية. أنا أعمل في مركز أبحاث مسرحي، ونقدم مسرحيات داخل كندا وخارجها، وهي تؤمِّن لي نوعاً من الاكتفاء، لأنني أقدم الفن الذي أحبه. غير أنني أحب التلفزيون أيضاً وأتمنى أن يتوافر العمل المناسب الذي يحاكي الحقيقة والواقع ويحفزني إلى المشاركة فيه.
• نتيجةً لعملك في الخارج، هل تغيرت متطلباتك كممثل؟
- تغيرت متطلباتي ولكن ليس بسبب عملي في الخارج. متطلبات الفنان تتغيّر لأنه يتطور مع الوقت. هو لا يعود مجرد شخص مشهور، بل «ممثل»، وهناك فارق بين الممثل والشخص المشهور. الممثل يعيش حالة بحث دائمة من أجل تقديم أعمال توفر له نوعاً من الاكتفاء الذاتي، وليس الركض وراء الشهرة، لأن الوضع يصبح عنده مختلفاً تماماً عن مرحلة البدايات، حيث يكون هاجسه الشهرة وتثبيت اسمه وموهبته.
• ولكن هناك نجوماً كباراً يشاركون في الأعمال المشتركة؟
- هذا صحيح. أنا لا أقول إن هذه الأعمال لا تُقدّر، بل هي تتمتع بعناصر إيجابية، ولكن لم يُعرض عليّ دور يقنعني ويرضي طموحي، بما يجعلني أقبل بعمل من هذا النوع، ولكن عندما يُعرض علي عمل وأحبّه فسأشارك فيه، حتى لو كان من ضمن هذه الموجة، ولا مشكلة عندي في ذلك.
• نفهم أنه لن تكون لديك مشاركات سينمائية أو تلفزيونية في الفترة القريبة المقبلة؟
- آخر عمل سينمائي شاركتُ فيه كان فيلم «يلا عقبالكن»، وهناك فيلم جديد لم يُعرض، ولكنه سيشارك في عدد من المهرجانات واسمه «ترويقة في بيروت» لفرح الهاشم، بالإضافة إلى مشاركتي في المسرحية (فينوس). لا وقت لديّ للمشاركة في أعمال تلفزيونية لأنني أعمل في المسرح، ومن ثم سأغادر إلى الخارج، وعندما يتوافر العرض المناسب سأكون جاهزاً لأن الفن عرض وطلب.
• كانت لك أعمال مشتركة وناجحة مع فيفيان أنطونيوس، هل تعتبرها الأبرز في تجربتك، وكيف تنظر إليها اليوم؟
- كل عمل شاركتُ فيه شكل مرحلة في مسيرتي الفنية، وما قدّمتُه مع فيفيان أنطونيوس والمنتج مروان حداد شكل مرحلة مهمة لأنه كان نقلة نوعية في مسيرتي. في كل عمل شاركتُ فيه كنت أبحث عن نقلة إلى الأمام وأحاول أن أبرهن شيئاً من خلاله.
• نفهم أنك ستغادر إلى كندا بمجرد انتهائك من عرض مسرحية «فينوس»؟
- هناك فيلمان سينمائيان، ولكنهما لا يزالان في طور التحضير، وتصويرهما لن يحصل قبل بداية الصيف.