دلال عبد المحسن الدرويش / معبر قلمي

استقرار النفوس...!

1 يناير 1970 06:42 ص
عطاؤنا في الحياة لا يقتصر على الماديات إنما يُعنى بالمعنويات وقد تكون هي صلب العطاء الذي نحيا به، فكثير منا يعطي أفعالاً بل والأكثر يعطي احتراماً وتقديراً ولو قارنّا ذلك بذاك لوجدنا أننا نفضل الاحترام أو التقدير على الفعل المُعطى لنا، إذ إن بحياتنا الكثير من العلاقات تبنى على هاتين القيمتين، وبالمقابل نجد العديد من العلاقات خاويةً تماماً من تلك المبادئ، والمبهر في الموضوع أن العلاقات الاجتماعية لابد أن تقوم على هذا النوع من العطاء... العطاء المعنوي.

ما دعاني للكتابة في هذا الخصوص هو سماعي لإحدى الفاضلات تقوم بشتم زوجها لفعل معين على مسمع الجميع...!ليس هذا فحسب بل أنها تطلق التعميم والشمولية السلبية للرجال كافة، ما استوقفني لأتفكر أين المودة والرحمة من حياتك...! أين الصبر وكظم الغيظ؟! وأين قوامة الرجل التي ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم-..؟!، هل هذه سمات أم ومربية فاضلة تغرس القيم والمبادئ بأجيال مؤتمنه عليهم؟! لا أدعي المثالية أو الكمال إنما ينبغي علينا في جميع علاقاتنا أن نوفر الاحترام للطرف الآخر سواء وافقنا أو اختلف معنا، فنحن لا نعاملهم بالمثل بل نعاملهم بأخلاقياتنا ووفقاً لتربيتنا، فنحترم لأننا تربينا في بيئة راقية عودتنا على الاحترام وغرست بنا مبادئ واضحة لنا وجلية للآخرين، تكون لنا كخارطة طريق نسير في سياقها ووفقاً لمعطياتها.

كيف لنا أن ننسف الاحترام ثم نعلم أبناءنا أنه القدوة؟! وكيف لنا أن نعزز صورة بالأصل مشوه بداخلنا؟! وكيف لنا أن نرتضي العيش مع شخص فاقد الأساس بنظرها؟! إن الاحترام هو اللبنة الأولى في الزواج والوالدية والصداقة والعمل، والنفوس لا تطمئن إلا بالاحترام والقلوب لا تهدأ دون ذلك، فقد نستغني عن الحب لكننا لا نحيا بأجواء خالية من الاحترام، لأنه مطلب إنساني منشود في شتى العلاقات وتخلينا عنه يشير لخلل قد يواجهنا بحياتنا، فالحكمة تبتغي أن نحترم قبل أن نحب، ذلك أن الاحترام يضفي قيمة لكل شعور ويبني استقرار النفوس.

d_e_e_y_a_85@hotmail.com

Twitter:DalalAbdul