بين الشكوى والتوضيح «علامات فارقة»
جناح «السارية»... يحتاج عناية فائقة
| كتب عمر العلاس وبشاير العجمي |
1 يناير 1970
01:10 م
• مرضى إيدز وجدري مائي وتيفوئيد وسحايا على 20 سريراً فقط من طاقة استيعابية سابقة تجاوز الـ 200 سرير
• هل اشتكى الأطباء فعلاً إلى قيادات «الصحة» من أنهم يستخدمون حمامات المرضى؟
• الفضلي لـ «الراي»: لا اختلاط بين مرضى «الأمراض السارية» ومعدل انتقال العدوى بينهم صفر
جناح «السارية» الموقت... طريق إلى الموت؟!
الجناح رقم (5) المعزول عن مباني مستشفى الطب النفسي، والذي يمكث فيه مرضى مستشفى «السارية» من مصابين بالإيدز والجدري المائي والتيفوئيد والحصبة الألمانية والسحايا البكتيرية، هل يتسع لاستيعاب مرضى، ربما يحمل شهيق أحدهم وزفيره ورذاذ فمه مخاطر انتقال العدوى إلى آخر؟ فالوجه بالوجه وإن تباعدا أمتاراً، وحتى إن رأى مسؤولون صحيون أن المحصلة النهائية للعدوى بين المرضى هي في معدل «صفر» حتى الآن منذ عملية الانتقال للجناح سالف الذكر في أكتوبر الماضي.
لكن مصادر صحية تساءلت عبر «الراي» كيف لـ 20 سريراً وهي الطاقة الاستيعابية للجناح سالف الذكر أن تؤدي العمل بالقدرة والكفاءة لطاقة استيعابية كانت تقدر بـ 200 سرير، هي طاقة مستشفى الأمراض السارية قبل الانتقال لجناح الطب النفسي؟ إنه أمر يثير الاستغراب وعلامات الاستفهام والتعجب، حسب المصادر، داعية للحذر قبل وقوع المحظور.
تلك التساؤلات وغيرها وضعناها على طاولة الاستفسار أمام رئيس قسم الأمراض الباطنية في مستشفى الطب النفسي الدكتورة مريم الفضلي، التي قالت إن المستشفى حصل العام الماضي على الاعتراف الكندي، «و لم يأت هذا من فراغ، وإنما جاء نتيجة جهد وخبرة تراكمية في التعامل مع مختلف حالات وأنواع الأمراض السارية».
وأوضحت الدكتورة الفضلي «إننا نتبع جميع الإجراءات الطبية المتعارف عليها عالمياً»، مؤكدة أن «كل فئة مرضية يتم عزلها عن الأخرى لجهة الغرف والأدوات ودورات المياه وكل الاستخدامات الحياتية الأخرى».
وأشارت الفضلي إلى أن «هناك إحصائية شهرية متبعة لدينا نرصد من خلالها كل حالات المرضى ومعدل انتقال العدوى، ولم يثبت منذ انتقالنا للجناح الخامس في مستشفى الطب النفسي منذ أكتوبر 2014 انتقال العدوى من مريض لآخر، وهذا ما يدلل بدوره على اتباعنا لكل معايير السلامة الصحية».
وقالت الفضلي إن «هناك غرفاً لنزلاء كل مرض على حدة، والتقول إن هناك دمجاً أواختلاطاً لمرضى (السارية) في الغرف هو محض افتراء ووهم لا أساس له، فعلمياً وعملياً لا يمكن لنا السماح بوجود دمج أو اختلاط بين مرضى الأمراض السارية، سواء مرضى الإيدز أو الجدري المائي أو الحصبة الألمانية أو التيفوئيد أو سواها»، مؤكدة أن «حال عدم سماح الطاقة الاستيعابية باستقبال مريض وفقاً لمعاييرنا التي نتبعها فإننا نرفض استقباله ونحيله لجهة مختصة أخرى مع متابعة أطباء (السارية) لهذه الحاله في الجهة الأخرى».
وأوضحت الفضلي أن «المشكلة في الجناح الخامس في مستشفى الطب النفسي الذي يستقبل مرضى مستشفى الأمراض السارية بصفة موقتة قد تكمن في عدد الأسرة المتاحة والبالغ عددها 20 سريراً، غير أن ذلك لا يحول دون اتباع كل معايير السلامة الصحية مع مرضانا».
وأكدت الدكتورة الفضلي أن «هناك فصلاً تاماً للمرافق المستخدمة من قبل المرضى عن تلك المستخدمة من قبل الأطباء»، نافية في الوقت نفسه رفع كتاب من قبل أطباء الجناح إلى قيادات وزارة الصحة حول وجود شكوى من استعمال الأطباء لحمامات المرضى.
وكانت مصادر أخرى أفادت بأن أطباء الأمراض السارية طرقوا باب القيادات الصحية منذرين من أن «ثمة خطراً صحياً كبيراً يثيره جناح المرضى في (الطب النفسي).
وأضافوا في كتاب رسمي إلى قيادات صحية، وفق المصادر أن «الجناح الذي خصص لمستشفى الأمراض السارية لمدة سنوات ثلاث مقبلة يفتقر إلى وسائل منع العدوى الصحيحة، إذ لا يوجد به إلا غرفتان خصوصيتان تتشاركان بخدمات الجناح ودورات المياه مع بقية المرضى».
وأشار الأطباء إلى أن «مرضى فيروس نقص المناعة من الرجال الذين يرقدون حالياً في جناح من مستشفى الطب النفسي بصفة موقتة لحين الانتهاء من أعمال ترميم مستشفى الأمراض السارية يتعرضون إلى خطر كبير على صحتهم وحياتهم، في جناح تنقصه الخدمات كافة، حيث إنه ضيق إلى حد الاختناق ولا يتيح لشخصين السير معاً وسط ممر الجناح، إضافةً إلى أن دورة المياه مشتركة بين المرضى وعمال النظافة وهي إشكالية أخرى كبيرة تزيد من احتمال نقل المرض أو الأمراض».