«الموانئ السائبة» سكن عمال داخلها... واستغلال غير مشروع للأراضي

يبدو أن مؤسسة الموانئ الكويتية على موعد مع «نفضة» من قبل مديرها العام الشيخ يوسف عبد الله صباح الناصر الصباح، الذي يأمل منه إدخال اصلاحات مزمنة تعالج المخالفات التي رصدها ديوان المحاسبة واجهزة الدولة الرقابية خلال السنوات الماضية على عمل المؤسسة.

وفي هذا الخصوص قالت مصادر مطلعة لـ «الراي» ان الشيخ يوسف قام في الاسبوع الماضي بعمل زيارات ميدانية مفاجئة إلى الموانئ الكويتية، كشفت له عن وجود مخالفات جسيمة تستدعي فتح التحقيق بخصوصها، منوهة إلى انه سبق هذه الزيارات عمليات تقصي وجمع معلومات إشارت إلى وقوع هذه المخالفات التي كان ينقصها فقط التوثيق الميداني من قبله.

وبينت المصادر ان المدير العام رصد في زياراته الميدانية خلال أيام الأسبوع وأيام عطلة نهاية الأسبوع، 4 مخالفات واضحة تهدد عمل وسلامة «الموانئ»، وهي وجود سكن عمال شركات داخل الموانئ، إضافة إلى تسيب وعدم حضور ما لا يقل عن 90 في المئة من موظفي الإدارات التي تعمل بنظام النوبات، كما لاحظ استغلال اراضي ومخازن من قبل بعض الشركات، إلى جانب سوء الصيانة للكثير من المباني والأرصفة والقطع والمعدات البحرية. وطلب المدير العام الشيخ يوسف، من مساعد المدير العام لشؤون التخطيط وميناء الشويخ، ومساعد المدير العام للعمليات البحرية وميناء الشعيبة، ومساعد المدير العام للشؤون الإدارية والمالية في ميناء الدوحة والإدارات التابعة له، بالنزول إلى «الموانئ»، وبما لا يقل عن يومين في الاسبوع لحصر المخالفات التي كشفت عنها زياراته الميدانية، وحصر فعليا ما تم رصده من قبله من مخالفات بمدة اقصاها اسبوع من تاريخ المخاطبة، مع موافاته بتقرير مفصل حتى يتسنى له اتخاذ كافة الاجراءات الرسمية بخصوص معالجة هذه المخالفات ومعاقبة المتسببين فيها.

ولفتت المصادر إلى ان من ضمن الاجراءات السريعة التي يتجه المدير العام إلى اتخاذها مواجهة التسيب الحاصل في حضور الموظفين.

ويعقد الشيخ يوسف الصباح مؤتمرا صحافيا غداً الاثنين للرد عما اثير اخيراً في وسائل الاعلام وتواصل الاجتماعي من قضايا فساد في الموانئ. ومن المرتقب ان يكشف المدير العام خلال المؤتمر عن العديد من قضايا الفساد والمفسدين والعقود الوهمية في المؤسسة، التي تسببت في هدر المال العام وضياع حقوق الدولة وتعريض أمن الموانئ الكويتية لمخاطر كبيرة.

ويتوقع ان يعرض الشيخ يوسف اثناء ذلك المستندات والادلة التي خلصت اليها لجان التحقيق حول مخالفات الموانئ، والتي تناولها تقرير دوان المحاسبة عن اداء المؤسسة في السنوات الماضية في اكثر من 100 صفحة.

ويأتي في مقدمات الاستفهامات الملحة والتي هي برسم المدير العام الجديد للموانئ ما اثير اعلاميا اخير حول استيلاء شركة كي جي إل لوجستيك على مليون متر مربع في ميناء عبدالله وتأجير الشركة لاكثر من 50 في المئة من هذه الاراضي في غير النشاط المخصص لها وكذلك استيلاء كي جي ال على 270 الف متر مربع في ميناء الدوحة دون سند قانوني.

ومن شأن هذا المؤتمر ان يشرع الباب واسعا حول موقف الشيخ يوسف واستعداده لإعلان الحرب على الفساد والمفسدين، وإمكانية إحالة المسؤولين عن العقود الوهمية والمخالفات المرصودة إلى جهات التحقيق، بما يسهم في تطهير الموانئ من الفساد ويوقف هدر المال العام، والخطوات التي سيتخذها تفاديا لتكرار هذه المخالفات الجسيمة مستقبلا. ومن القضايا التي من المنتظر ان يكشف الشيخ يوسف عنها هلال المؤتمر موقفه من المطالبات بمنع مرور السفن المحظورة تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ولحماية دولتنا والمنشات الاستراتيجية النفطية الملاصقة لبعض الموانئ.

اضافة إلى الخطوات التي ينوي اتخاذها في ملاحقة المتسببين في التلاعب في محفظة الموانئ والتواطؤ الحاصل، والذي أدى إلى هلاك مساهمات المؤسسة بالكامل في بعض الاستثمارات دون ان يقابل ذلك أية ضمانات استثمارية متعارف عليها.

وسيتيح نظام تعاقدات الموانئ مع المقاولين السنوي وليس طويل المدى كامل الحرية والمرونة في تصحيح اعوجاج الأوضاع الموروثة في الموانئ.