أوباما أكد أن عهد «تدخلات» الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية... ولّى
قمة الأميركيتين كرّست التقارب بين أميركا وكوبا
1 يناير 1970
10:27 ص
بنما - أ ف ب - التقى الرئيسان الاميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو امس، في بنما على هامش قمة تاريخية للاميركيتين كرست التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا بعد 53 عاما من العداوة الشديدة.
وقال كبير مستشاري الرئيس الاميركي ان اوباما وكاسترو التقيا وتحادثا في اليوم الثاني لقمة الاميركيتين.
وفي وقت سابق، تبادل اوباما وكاسترو التحية وتكلما قليلا قبيل بدء قمة الاميركيتين.
وقالت ناطقة باسم البيت الابيض هي برناديت ميهان «هذا المساء (الجمعة) في قمة الاميركيتين، تبادل الرئيس اوباما والرئيس كاسترو التحية وتصافحا».
واوضح مصدر مقرب من الوفد الاميركي انه لم «تحصل محادثة جوهرية» بين الرجلين.
وسبق هذا الحدث ليل الخميس - الجمعة لقاء تاريخي ايضا بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الكوبي برونو رودريغيز، الاول بين مسؤولين بهذا المستوى منذ 1958.
والتقى اوباما أول من أمس، العديد من المنشقين الكوبيين قبيل افتتاح قمة بنما.
وبين هؤلاء المنشقين خصوصا المحامية والصحافية المستقلة لاريتزا ديفرسنت ومانويل كويستا موروا.
وشارك في الاجتماع ايضا 10 ممثلين عن المجتمع المدني جاؤوا من دول اخرى اضافة الى رئيسي كوستاريكا والبوروغواي.
وشارك الرئيسان معا مساء الجمعة في افتتاح القمة وفي عشاء رسمي بعد ان تحادثا هاتفيا الاربعاء الماضي، للمرة الثانية منذ 17 ديسمبر الذي سبق الاعلان المفاجئ للتقارب بينهما، بعد 18 شهرا من الاتصالات التي احيطت بسرية كبيرة.
وسجلت قمة الاميركيتين التي جمعت خلال يومين نحو ثلاثين من قادة الدول، حضورا غير مسبوق لكوبا التي استبعدتها الولايات المتحدة ومنظمة الدول الاميركية من الاجتماعات والمنابر الكبرى في القارة.
فبعد المصافحة التي جرت اواخر 2013 بين اوباما وراوول كاسترو في جنوب افريقيا اثناء تشييع نلسون مانديلا، يلتقي الرئيسان مجددا وجها لوجه للمرة الاولى بين رئيسي الدولتين منذ 1956، اي قبل سنتين من الثورة الاشتراكية التي قام بها فيدل كاسترو وادت الى القطيعة في العلاقات الكوبية - الاميركية في العام 1961.
وأول من أمس، زار اوباما قناة بنما على المحيط الهادئ قبل ان يلتقي رئيس بنما خوان كارلوس فاريلا. كما عقد لقاءات اخرى قبل افتتاح القمة.
وبعد الافتتاح الرسمي للقمة في المساء شارك كاسترو واوباما في عشاء لقادة الدول في مدينة بنما القديمة.
واعلان الانفراج بين عدوي الحرب الباردة يسجل حدثا تاريخيا ويفتح الطريق لمفاوضات طويلة وشاقة من اجل حل النقاط الخلافية العديدة الموروثة عن اكثر من نصف قرن من المواجهات.
لكن وزارة الخارجية الاميركية بدأت الخطوات لرفع عقبة اولى متمثلة بادراج كوبا في القائمة الاميركية للدول المساندة للارهاب الى جانب السودان وسورية وايران.
وشطب كوبا من هذه اللائحة السوداء يعتبر الشرط الاساسي الذي طرحته هافانا لاعادة فتح سفارتين في البلدين، حتى وان حذر اوباما بان ذلك «يتطلب وقتا» قبل ان يغادر جمايكا الى بنما.
وحرصا منه على وضع قدمه مجددا في القارة بعد الانفراج في القضية الكوبية اعلن اوباما انه يأتي الى هذه القمة حاملا معه رغبة في «الحوار» مدعوما بعودة الحرارة الى العلاقات مع هافانا وتوقيع اتفاق اطار حول الملف النووي الايراني.
وقال الرئيس الاميركي قبيل افتتاح قمة الاميركيتين، ان الزمن الذي كانت فيه الولايات المتحدة يمكنها ان تقوم فيه بعمليات «تدخل بلا عقاب» في اميركا اللاتينية، قد ولى.
واكد في خطاب امام منتدى المجتمع المدني ينظم على هامش القمة «ان الزمن الذي كنا كثيرا ما نعتبر فيه ان الولايات المتحدة يمكنها القيام فيه بتدخلات بلا عقاب، قد ولى».
وأعلن الرئيس البوليفي الاشتراكي ايفو موراليس: «سيكون امرا جيدا ان يقدم اوباما الذي يمثل بلدا بهذه الاهمية في اميركا والعالم، مقترحات تسمح لنا بالاتحاد والتحول الى اميركا سلام». واضاف ان رؤساء الدول الـ11 الاعضاء في التحالف البوليفاري للاميركيتين (البا) التي تضم الحلفاء الرئيسيين لفنزويلا، عقدوا اجتماعا على هامش قمة بنما، للبت في الاجراءات التي يجب اتخاذها في هذا الاتجاه.
اما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، فسلّم اوباما عريضة تحمل تواقيع اكثر من 13 مليون شخص وتطالب بالغاء هذا المرسوم.
وسعيا الى التهدئة، اوضح البيت الابيض انه يسعى الى فتح «حوار مباشر مع فنزويلا».