المحافظة منقسمة إزاء مشاركة «الحشد الشعبي» في مواجهة التنظيم المتطرّف
«داعش» يستعيد السيطرة على مناطق خسرها في الأنبار
| بغداد - من علي رستم |
1 يناير 1970
09:27 ص
بعد أن تسرّع بعض مسؤولي محافظة الانبار بإعلان اطلاق عمليات مقاتلة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في المحافظة، ذكرت مصادر امنية عراقية ان التنظيم احدث خروقات كبيرة في المحافظة وسيطر على منطقة البو فراج شمال المحافظة ما اسفر عن عمليات نزوح للسكان، إضافة الى خروقات اخرى في مناطق سبق ان أعلنت القوات الأمنية انها محررة في محافظة صلاح الدين مثل الدجيل، المنطقة الأكثر قربا إلى بغداد وسامراء. وأفاد مصدر امني في الانبار بأن تنظيم «داعش» سيطر على منطقة البوفراج شمال مدينة الرمادي المحاذية للطريق الدولي السريع بعد مواجهات بين القوات الامنية وعناصر التنظيم انسحبت على اثرها القوات الأمنية من المنطقة ما أدى إلى فرض التنظيم سيطرته عليها.
وتحدث المصدر عن «وجود خلايا نائمة تابعة لداعش داخل البوفراج ساهمت في تسهيل سيطرة التنظيم على المنطقة».
الخبير في الاستراتيجيات الأمنية اللواء عبد الكريم خلف تحدث لـ «الرأي» عمّا وقع في البوفراج قائلا: «هناك من يسهل دخول داعش لان هذا التنظيم في محافظة الانبار هو الاقوى والأكثر، قياساً بسائر مناطق العراق، والأهالي (في محافظة الانبار) نصفهم مع داعش ونصف آخر يرفضهم».
وأضاف خلف انه «تم استدعاء 1500 مقاتل من تنظيم داعش من بقية مناطق المحافظة وجرى إدخالهم إلى منطقة البوفراج التي سقطت بيد داعش وتمت السيطرة عليها من قبل مسلحي التنظيم الذين وصلوا إلى جزيرة البوذياب وهي حزام مدينة الرمادي وتبعد 500 مترا عن مركز قيادة عمليات الانبار»، منتقدا «تسرع بعض مسؤولي المحافظة بالإعلان عن انطلاق العمليات العسكرية لان ذلك افقد القوات الأمنية عنصر المفاجأة في المعركة إضافة الى انه دفع عناصر تنظيم داعش الى استنهاض قواه ومباغتة القوات الأمنية».
وعن خطط عملية تحرير الانبار قال إن «عملية الانبار محدودة والحكومة لم ترسل موارد ضخمة لأجل عملية كبرى كما تحدثت وسائل الإعلام»، مستدركا أن «القوات الأمنية العراقية حاولت، من باب ترميم الأوضاع، أن تسيطر على منطقة السجارية لكن تلك القوات لم تتمكن منها وعادت الأمور إلى كما كانت عليه في داخل المدينة وخارجها، لأن تنظيم داعش موجود بنسبة اكثر من نصف السكان».
من جهته أوضح أحد القادة الميدانيين في مركز قيادة عمليات الانبار في تسريبات إعلامية، أن «قوات من الشرطة والجيش تمت محاصرتها في مناطق عدة ومنها البوفراج، فيما يخطط تنظيم»داعش«للهجوم على محافظة الانبار من أربعة محاور ويسيطر الآن على منطقة البو فراج.
ولاحقاً، ذكرت مصادر عسكرية، امس، أن تنظيم «الدولة الاسلامية» فجّر جسر منطقة البو فراج الاستراتيجي شمال قضاء الرمادي مركز محافظة الانبار، بهدف منع تقدم القطعات الأمنية عبره والدخول الى المنطقة.»
وفي ظل هذا التصعيد الأمني كان هناك تصعيد مقابل من بعض رجال الدين من محافظة الانبار إزاء مشاركة«الحشد الشعبي»في عمليات مواجهة«داعش»في المحافظة، إثر الاتهامات لبعض فصائل«الحشد»بارتكاب انتهاكات في محافظتي صلاح الدين وديالى وهو تصعيد قابلته جهات حكومية ورموز من فصائل«الحشد الشعبي»بالانزعاج والشجب. فقد اعلن رجال دين من الانبار، في بيان لهم، رفضهم«مشاركة الحشد الشعبي في معارك محافظة الانبار». وجاء في البيان إن»«إنقاذ أهل الأنبار الصابرين والصامدين هو من مهمة أهلها ورجالها، ونرحب بالجيش ولا نريد الحشد أن يدخل إلى الأنبار».
وتؤكد قيادات ميدانية ومصادر محلية أن اعتراض الكثير من الساسة وشيوخ العشائر في الانبار على مشاركة«الحشد»الشيعي في المعارك انعكس بوضوح على معنويات القوات الأمنية العراقية ما أدى إلى انحسار دورها.
في غضون ذلك(وكالات)، دعا نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي امس، طيران التحالف الدولي الى تكثيف غاراته الجوية على الانبار في اطار العملية العسكرية لتحرير المحافظة من سيطرة»داعش بينما دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري الى اشراك جميع عشائر محافظة نينوى في عملية مرتقبة لتحرير مناطق تابعة لها لا تزال في قبضة «داعش».
الى ذلك،أعلنت الشرطة العراقية مقتل 14 شخصا وإصابة 12 آخرين والعثور على مقبرة جماعية تضم رفات 44 من مسلحي «داعش» في بعقوبة.