لا يستطيع المرء أن يعرف أثر العلم في حياة الناس على اختلاف المستويات، وتنوع المجالات، إلا إذا قارن بين من يطبق العلم على واقع حياته، وبين من يتلقى العلم ليظل معلقاً في ذهنه من دون استفادة أو إفادة لغيره.
رغم أن القرآن الكريم قد ألقى الضوء على كثير مما يتعلق بالعلم...فضله ومشكلات تزييفه، وحدود الثقة به وغير ذلك، ليحذرنا وينبهنا من الملابسات التي تصاحب هذا العامل الخطير في توجيه حياة الإنسانية وتطويرها. ولقد قرر القرآن الكريم أن أصحاب العقول السليمة هم القادرون على استيعاب الخبرة والاتعاظ، وأخذ العبرة. ويشجع القرآن الكريم على المعرفة الخاصة، ويحث الناس على أن يعودوا في كل علم إلى أهله.
إن العلم نمط فرعي من فروع كثيرة، ولذا فإن بإمكان الناس أن يستخدموه أداة للخير وأداة للشر، ويمكن أن يوظف في إعمار الحياة الإنسانية كلها، كما يمكن أن يكون أداة لهدمها بحسب الوضعية العامة لمن يستخدمه. إن الإنسان هو الذي قام بتطوير العلوم وإنضاجها، إلا أننا نجد الكثير من الناس يوجدون للمعارف من التطبيقات ما يضاد مراداتها الأولية وأهدافها الأساسية، ورؤاها العامة للحياة، ويصبح تطبيق العلم مناقضا وأحيانا شاذا عما يحمله من عقائد ومبادئ وأفكار ونظم وآداب وأخلاق، تشكل وتنظم الحياة الإنسانية.
إن التضاد الحاصل بين مفاهيم العلم الصحيحة وتطبيقه الخطأ أدى إلى ظهور المشكلات والأزمات، وانحسار النهوض الذي يرسخ عدداً من القيم مثل...الإخلاص والصدق والنزاهة والتشاور والعدل والحرية والإنصاف وحفظ الحقوق والتعاون والجدية والإيثار والمثابرة والمرونة...ويفضح الممارسات التي تناقض مدلولاتها، ويصبح للعلم أثر في تغيير حياة الناس، ومعالجة مشكلاتهم، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها، والارتقاء بأحوالهم المعيشية، وكل ما يحقق لهم الاستقرار.
ورأس الحكمة أن يطبق العلم في حياتنا اليومية ونتخلص من الممارسات غير المرغوبة في البيت والمدرسة والجامعة وحتى في الشارع، فكثير من الممارسات السلبية تزعج ونتائجها وخيمة على الفرد والمحيطين به، قليل من الالتزام يقابله كثير من الإيجابيات التي تثري حياتنا وتجعلها مستقيمة مستقرة.
[email protected]mona_alwohaib@