نقل السكراب لم ينهِ المشكلة فالأهالي يشتكون التلوث والزحام وعدم استغلال الأرض
أمغرة ... مازالت تجر ذيول المعاناة
| كتب غانم السليماني |
1 يناير 1970
10:26 ص
• المطوطح: المخطط الهيكلي للمنطقة يشمل متنزهاً يحيطه ممشى رياضي وصالات رياضية مغطاة ومجمعات تجارية
لم تنته المشكلة بنقل السكراب من المنطقة، فالمعاناة مازالت قائمة، ما بين تلوث وأدخنة تنفثها المصانع، وأرض فضاء لم تستغل ولم يوضع لها مخطط منذ نقل السكراب.
أهالي منطقة سعد العبد الله الذين جاهدوا كثيرا وواجهوا المخاطر البيئية والأمنية لسكراب أمغرة، وتحقق لهم هدفهم بنقل السكراب «على مضض حكومي» يتطلعون لاستغلال المساحات الشاسعة للسكراب بشكل مثالي يستفيد منه الجميع.
مشهد منطقة أمغرة يبدو للوهلة الاولى منظما ويسير بسلاسة، لكن في حقيقة الأمر مازال الأهالي يعانون من تبعات السكراب القديم وتأثير التلوث والأدخنة المتصاعدة من المصانع، إلى جانب العمالة السائبة في المدينة، ولاسميا أهالي القطع الجديدة المقابلة للمصانع، إلى جانب كثرة الشاحنات والسيارات الكبيرة التي تسببت في تكسير وتلف الإسفلت والشارع المؤدي للمنطقة.
في مقابل تلك المعاناة يؤكد عضو المجلس البلدي مشاري المطوطح أنه من الضروري استغلال موقع السكراب القديم لإنشاء حدائق عامة تكون متنفسا للأسر وتوفير مساحات خضراء لقضاء أوقات الفراغ، إلى جانب صالات رياضية مغطاة ومكيفة للمساهمة في تنمية مواهب الشباب الرياضي.
وقال المطوطح ان الأهالي يحتاجون متنفسا وسائل التسلية والترفيه أصبح من المتطلبات الأساسية والضرورية للمجتمع، من خلال استغلال موقع سكراب أمغرة ليكون حدائق وصالات رياضية مغطاة ومكيفة وكذلك توفير ممشى رياضي مطور يحيط بالموقع.
وطالب المطوطح بأن «يكون فضاء موقع السكراب غطاء نباتيا لإضافة لمسة جمالية لتقليل نسب التلوث المرتفعة نتيجة لهذا الازدحام والمصانع القريبة». وأكد ان للحدائق الخضراء أهمية بزيادة الرقعة الخضراء،و أن الحدائق العامة تسهم في تحسين أوضاع المنطقة كونها تضم مواقع ترفيهية وثقافية واجتماعية.
وحول تحرك المجلس البلدي لتطوير سكراب أمغرة قال المطوح «قدمت مقترحا لتخصيص المكان كحديقة داخلها صالات رياضية مغطاة والنصف الآخر متنزه على محيطه ممشى رياضي»، مشيرا إلى أن «المخطط الهيكلي مشابه للاقتراح الذي تقدمت به وسيشمل الموقع مجمعات تجارية».
ماجد العنزي، مدير مساعد في احدى المدارس المقابلة للسكراب، يقول إن «هذه المصانع والشاحنات تسبب زحمة وأزمة مرورية بشكل مستمر طوال اليوم إلى ما بعد فترة المغرب، ما يسبب إزعاجاً وزحمة وأزمة لأهالي مدينة سعد العبد الله».
وأضاف أن «مدخل أمغرة المؤدي لهذه المصانع أصبح الآن مدخلاً مهماً وحيوياً للمدينة، خاصة للقطع الجديدة8و9و10و11 ويجب عدم السماح للشاحنات باستخدام الشارع على الأقل حاليا إلا قبل الساعة 7 صباحا قبل الفترة الدوام لتقليل الزحمة مع فترة الدوام».
وزاد العنزي أن «امغرة كانت سكرابا لتخزين السيارات التالفة وما يعني ذلك من تلوث وخطر على البيئة بسبب إطارات السيارات».
رخيص ... ولكن بلا كفالة
سكراب الأخشاب والسيراميك يعج بالزبائن الباحثين عن البضائع الرخيصة من السيراميك والرخام والأرضيات وأطقم الحمامات، في المقابل يحذر البعض من الشراء بسبب أن الفاتورة مكتوب عليها «البضاعة سكراب لا ترد ولا تستبدل» ويكون التوصيل على حساب ومسؤولية المشتري.
ويقول نعيم، وهو أحد البائعين الأفغان، ان أسعار السيراميك تبدأ من دينار ونصف، وتختلف الماركات بين السيراميك الصيني والاسباني إلى جانب الطابوق ومواد البناء.
إبل وخلاطات أسمنت
في مشهد غير مألوف ومفارقة عجيبة تقع مصانع الخلط والاسمنت بالقرب من اسطبلات الهجن، حيث يقول أصحاب الإسطبلات إن تلك المصانع تسبب تلوثاً بيئياً كبيراً، وهي لا تبعد عن الاسطبلات إلا قليلا.
وقالوا إن وجود هذه المصانع بالقرب من المناطق السكنية يعد خطراً على صحة المواطنين ويلوث البيئة، مطالبين بنقل مصانع الاسمنت واستغلال الأراضي لتكون اسطبلات للابل.
المصانع والتلوث
سكراب أمغرة شهد تطورا ملحوظا من خلال إنشاء شبكة الجسور وتنظيم الشوارع الداخلية، في صورة إيجابية عن عمل المصانع الموجودة التي طالتها سهام الانتقاد البرلماني، حيث طالب نواب بنقل المصانع إلى مناطق أخرى غير مأهولة بالسكان، لما لها من آثار سلبية على البيئة وصحة الإنسان بسبب ما ينبعث منها من غازات وابخرة تضر المناطق القريبة منها.