رئيس قسم «المسالك البولية» في «دار الشفاء» أشار إلى أن السن عامل الخطورة الأقوى للإصابة بالمرض
محمد عبداللطيف لـ«الراي»: نمط الحياة الغربي يزيد من «سرطان البروستاتا» في الكويت
| كتب عمر العلاس |
1 يناير 1970
01:09 م
• سرطان البروستاتا بطيء النمو لا يحتاج أكثر من المتابعة الدورية
• الوعي بعوامل الخطر للإصابة بالمرض يشكل عنصراً مهما في تحديد وقت الفحص المبكر
• سرطان البروستاتا أكثر شيوعاً لدى الرجال من أصل أفريقي أو كاريبي وأقل في الأصل الآسيوي
• أعمال اللحام وتصنيع البطاريات أصحابها أكثر عرضة للإصابة بالمرض
• اختبار PSA لا يشخص سرطان البروستاتا
اعتبر استشاري جراحة المسالك البولية والتناسلية رئيس قسم جراحة المسالك البولية في مستشف دار الشفاء، الدكتور محمد عبداللطيف، ان السن عامل الخطورة الأقوى للاصابة بسرطان البروستاتا، لافتا الى ارتفاع معدل الاصابة بالمرض لدى الرجال لمن هم فوق عمر الـ65 عاما.
وقال الدكتور محمد عبداللطيف، في حوار مع الـ«الراي»، إن «الكشف عن سرطان البروستاتا يجب ان يبدأ في سن الـ40 عند وجود عامل جيني أو وراثي، وان ثبت ان نسبة تأثيره في الاصابة بالمرض قليلة ولا تتعدى5 الى 10 في المئة».
وتوقع الدكتور عبد اللطيف، زيادة معدل الإصابة بمرض سرطان البروستاتا في الكويت، نظرا لازدياد نمط الحياة الغربي، مبينا أن «سرطان البروستاتا واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال فى العالم الغربي».
وأوضح ان بعض أنواع سرطان البروستاتا ينمو ببطء ولا يتطلب سوى علاج ضئيل، غير ان هناك أخرى شرسة يمكن أن تنتشر بسرعة، مؤكداً ان الوعي بعوامل الخطر من الاصابة بسرطان البروستاتا يشكل عنصرا هاما فى تحديد الحاجة إلى وقت إجراء الفحص المبكر عن سرطان البروستاتا... والى المزيد من التفاصيل في السطور التالية:
• ماذا عن سرطان البروستاتا؟
- يعد سرطان البروستاتا واحداً من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال فى العالم الغربي، ونظرا لازدياد نمط الحياة الغربية في الكويت فمن المتوقع زيادة الإصابة بالمرض.
وسرطان البروستاتا عادة ما ينمو ببطء ويظل في البداية محصوراً داخل غدة البروستاتا، حيث لا يسبب ضرراً جسيما، وهو لا يتطلب سوى علاج ضئيل، أو أن يبقى من دون علاج، غير ان هناك أنواعا أخرى شرسة يمكن أن تنتشر بسرعة.
• ما العوامل التي يمكن معها زيادة خطر التعرض لسرطان البروستاتا؟
- يعتبر السن عامل الخطورة الأقوى للاصابة بسرطان البروستاتا، حيث يتم العثور تقريبا على حالتين من كل ثلاث حالات مصابة بالمرض لدى رجال فوق سن الـ65 عاما.
• هل يمكن حدوث المرض قبل سن الخمسين؟
- سرطان البروستاتا، قليل الحدوث قبل سن الخمسين.
• وماذا عن عوامل الخطورة الاخرى للاصابة بالمرض؟
- تتضاعف الاصابة إذا كان هناك قريب من الدرجة الاولى يعانى من المرض، وتزداد من 5 الي 15 ضعفا فى حال وجود قريبين او اكثر من الدرجة الاولى يعانون من سرطان البروستاتا، خصوصا إذا تم تشخيص السرطان لدى الأقارب وهم في عمر صغير.
• ما العمر المناسب لبداية الكشف عن سرطان البروستاتا؟
- يجب أن يبدأ الكشف عن سرطان البروستاتا في سن من 40 الى 50 عاما، عندما يكون هناك عامل جيني أو وراثي غير ان الشكل الوراثي من سرطان البروستاتا تبلغ نسبته من 5 إلى 10 في المئة من جميع الحالات.
• وهل هناك عوامل خطورة اخرى للاصابة بالمرض ؟
- تلعب السلالة أو العرق دورا في نسبة سرطان البروستاتا، وذلك لاسباب غير مفهومة حتى الآن، فمثلا، سرطان البروستاتا أكثر شيوعاً لدى الرجال من أصل أفريقي أو كاريبي، وأقل شيوعاً لدى الرجال من أصل آسيوي.
• ماذا عن النظام الغذائي، وهل يمكن ان يكون له دور في الإصابة بسرطان البروستاتا ؟
- ليس من الواضح تماماً الدور الفعلي للنظام الغذائي في الإصابة بسرطان البروستاتا، ولكن يبدو أن الرجال الذين يتناولون الكثير من اللحوم الحمراء أو منتجات الألبان الغنية بالدهون معرّضون أكثر للإصابة بسرطان البروستاتا، وبصفة عامة يمكن القول ان المرض قد يكون أكثرانتشارا مع النظام الغذائي المكون من اللحوم ومنتجات الألبان ويقل فى البلاد التى يسود فيها النظام الغذائي المكون من الأرز ومنتجات فول الصويا والخضار.
• ماذا عن متلازمة الأيض وزيادة خطورة الإصابة بسرطان البروستاتا؟
- متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome) ارتباطها ضعيف كعامل خطورة لسرطان البروستاتا غير انه وجد ان من بين مكوناتها أن ارتفاع ضغط الدم، وان يكون محيط الخصر أكبر من 102 سم، زاد عامل الخطورة بنسبة 15 و56 في المئة، على التوالي، وتشير تقارير أولية الى أن فيتامين D قد يبطئ أو يمنع سرطان البروستاتا منخفض الدرجة، ويجري الترويج لمركبات الفلوفونويد المضادة للأكسدة والموجودة في الخضار والفواكه وفي الشاي ومركبات الليكوبين التى تحتويها الطماطم قد تساعد بخفض خطر الإصابة بأورام البروستاتا، ومع ذلك لايوجد حاليا أي أدلة تشير إلى أن التدخلات الغذائية من شأنها أن تقلل من خطر سرطان البروستاتا.
• هل هناك علاقة بين نوعية العمل وخطر الإصابة بسرطان البروستاتا؟
- الرجال الذين يعملون فى أعمال اللحام، تصنيع البطاريات والمطاط، والذين يتعرضون لمعدن الكادميوم، هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا، وبشكل عام يشكل الوعي بعوامل الخطر للاصابة بسرطان البروستاتا عنصرا هاما فى تحديد الحاجة إلى وقت إجراء فحص للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا.
• ما هي أعراض الإصابة بالمرض؟
- قد يكون سرطان البروستاتا غير مصحوب بأى أعراض في البداية، وقد لا توجد أعراض تحذيرية منه، وفي بعض الحالات يتم اكتشاف سرطان البروستاتا بالصدفة.
• ما مدي العلاقة بين مشاكل التبول والإصابة بسرطان البروستاتا ؟
- دعني أشير الى ان مشاكل التبول عديدة، وقد تشمل صعوبة في التبول، أو خروج البول بشكل متقطع، أو الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل، أو ضعف تدفق البول، أو إلحاح البول أو التبول الليلى، وهذه الأعراض ليست مميزة لسرطان البروستاتا وانما قد تكون أعراضا لاعتلالات اخرى في الجهاز البولي، غير انه يمكن أن تترافق مع سرطان البروستاتا علامات أخرى، مثل ظهور دم في البول، أو ظهور دم في السائل المنوي، أو الشعور بعدم الراحة في منطقة الحوض، أو تورم في الساقين، إذا كان السرطان منتشرا في العقد اللمفاوية المحيطة، أو آلام في العظام والعمود الفقري، وظهور الكسور في العظام إذا ما وصل إلى العظم، وهي من المراحل المتقدمة للمرض.
• ما الطرق المتبعة في تشخيص المرض؟
- يتم التشخيص بعد أخذ التاريخ المرضي وإجراء الفحص السريري اللازم، كما يتم عادة الاستعانة بعدة فحوص منها الفحص بالاصبع للغدة عن طريق المستقيم، بحيث يتم تقييم الغدة ومدى التضخم ووجود أى عقيدات بواسطة الطبيب المعالج، الى جانب فحص البول لاكتشاف أو نفي بعض العلامات التي تشير إلى وجود أي التهاب طارئ في الجهاز البولي، كما ان هناك فحص الكشف عن مولد المضاد البروستاتي النوعي PAS وهو فحص دم للكشف عن مادة تنتجها البروستاتا، كما ان هناك التصوير بالموجات الفوق صوتية الى جانب اخذ «خزعة» من غدة البروستات وفحصها نسيجيا تحت المجهر، وهذا الفحص يثبت وجود السرطان ونوعه بشكل قطعي.
• وماذا بعد التحقق من التشخيص؟
- بعد التحقق من التشخيص بشأن الإصابة بسرطان البروستاتا يخضع المصاب لفحوص أخرى لتصنيف المرض ومرحلته، فبناء على درجة انتشاره في الجسم يتم اختيار العلاج المناسب.
وليتسنى ذلك يمكن إجراء الفحوص التالية: مسح العظم، والتصوير الطبقي المحوري للجسم، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
• ما فحص الكشف عن مولد المضاد البروستاتي النوعي «PSA»؟
- هو فحص دم للكشف عن مادة تنتجها البروستاتا، ومولد المضاد البروستاتي النوعي PSA هو انزيم بروتين سكري ويفرز من قبل خلايا غدة البروستاتا، ويتم إنتاجه للقذف، حيث يسيل السائل المنوي في خثرة المنوية ويسمح للحيوانات المنوية السباحة في حرية، ويعتقد أيضا أن له دورا في حل مخاط عنق الرحم، والسماح بدخول الحيوانات المنوية إلى الرحم وارتفاع مستوى مولد المضاد البروستاتي النوعي PSA قد يحدث مع بعض الحالات غير سرطان البروستاتا مثلا للتضخم الحميد في البروستاتا أو التهاب البروستاتا.
ويشار الى أن فحص الغدة عن طريق المستقيم، أو النشاط الجنسي «القذف»، فان ذلك يتسبب فى رفع مستويات PSA لفترة وجيزة.
• ماذا عن علاج سرطان البروستاتا؟
- هناك المعالجة الجراحية لاستئصال البروستاتا كليا وجذريا، وهناك العلاج بالأشعة ويعني توجيه أشعة عالية الطاقة إلى العضو المصاب بالسرطان، مما يؤدي إلى الإضرار بالخلايا السرطانية، وبالتالي يسبب موتها، والعلاج بالأشعة يمنع خلايا السرطان من الانتشار.
وهناك العلاج الهرمونى وهو مجموعة من الأدوية هدفها خفض مستوى الهرمونات الذكورية، ويستخدم هذا العلاج في الحالات الموضعية المتقدمة أو في الحالات المنتشرة من سرطان البروستاتا، وهناك العلاج الكيميائي وهو علاج بأدوية تبطئ تكاثر الخلايا أو توقفها كليا.
ويؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة كخلايا السرطان ويستخدم العلاج الكيميائي في الحالات المتقدمة والمنتشرة، وهو مستخدم بالدرجه الاولى لعلاج الرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا المتقدم أو المتكرر والذي لا يستجيب للعلاج بالهرمونات.
• كيف يمكن اختيار طريقة العلاج ؟
- اختيار طريقة العلاج الافضل لمريض معين يتعلق بعدة عوامل تتوقف على مدى سرعة نمو الورم السرطاني، والى اي مدى قد انتشر الورم بناء على مولد المضاد البروستاتي النوعي «PSA، وعمر المريض وكم يتوقع ان يعيش، فضلا عن الايجابيات والسلبيات المحتملة التي تصاحب كل علاج.
• هل يمكن ان يكون هناك دمج بين بعض انواع العلاج التي ذكرتها؟
- يمكن ذلك بالنسبة لبعض المرضى، حيث يمكن ان يتم الدمج بين الجراحة مع المعالجة الاشعاعية، او المعالجة الاشعاعية مع المعالجة الهرمونية.
• ماذا عن علاج سرطان البروستاتا لدي كبار السن؟
- حالات سرطان البروستاتا الموضعي بطيء النمو، من الرتبة المنخفضة، خصوصا فى المرضى كبار السن، لا تحتاج إلى أكثر من المتابعة لحالة المريض، وتتم متابعة المريض بصفة دورية عن طريق الفحص بالاصبع للغدة عبر المستقيم، أو فحص الكشف عن مولد المضاد البروستاتي النوعي»PSA«، و»الخزعة«في بعض الأحيان، ولايتم التدخل العلاجى إلا عند تقدم المرض.
• هل ينصح بإجراء فحص مجتمعي شامل لسرطان البروستاتا (SCREENING)؟
- من وجهة نظر الصحة العامة لا ينصح بإجراء فحص التقصى لسرطان البروستاتا على نطاق مجتمعى شامل للتكاليف الباهظة، فضلا عن التسبب في قلق لا داعي له، غير انه يمكن التشخيص المبكر على أساس فردي بناء على الفحص بالاصبع للغدة عن طريق المستقيم، وفحص مولد المضاد البروستاتي النوعي»PSA».