«إعدام فرعون» أثار موجة استنكار عارمة في الشارع المصري

1 يناير 1970 02:00 م

في الوقت الذي يترقب العالم اجمع آخر تطورات الجذب السياسي بين ايران واميركا على خلفية الملف النووي والتصعيد الناتج عن ذلك، قامت اللجنة العالمية لتكريم شهداء النهضة الاسلامية في ايران بتوزيع فيلم تحت مسمى «اعدام فرعون» يتعرض لماسمته عملية اعدام الرئيس المصري الخائن انور السادات على يد الشهيد خالد الاسلامبولي، يعرض الفيلم على مدى ساعة كاملة شهادات سياسيين خبراد وامنيين ويسترجع لقطات من مشهد اغتيال الرئيس المصري الراحل، كما يشير الفيلم إلى ان سبب الاغتيال هو توقيع الخائن بنظرهم على اتفاقية كامب ديفيد الحقيرة لتكون مصر هي اول دولة اسلامية تعترف بالكيان الصهيوني.

بالمقابل  قامت الدنيا ولم تقعد في مصر على خلفية هذا الفيلم لتثور ثائرة الكتاب والمثقفين والسينمائيين والسياسيين وحتى جمهور الشارع المصري باستنكار الفيلم الايراني ورفضه بشدة من حيث مبدأ الاساءة إلى رمز من رموز مصر بأي شكل من الاشكال كما انه يسيء إلى العلاقات بين الدولتين في هذا الوقت الصعب، رغم ان الرد الايراني ذكر بأن من انتج الفيلم مجموعة افراد لا الحكومة الايرانية، مضيفين ان النظام في ايران مع دفع العلاقات مع مصر إلى الامام، اما الجانب المصري فذكر ان العلاقات المصرية الايرانية اكبر من فيلم يسيء إلى مصر، رغم ان احد اسباب عرقلة العلاقات بشكل صحيح هو اطلاق اسم قاتل السادات على شارع من شوارع طهران.

السؤال الذي يتبادر الى الذهن لماذا ظهر الفيلم في هذا التوقيت تحديدا؟ واذا كانت ايران ترفض بشدة التدخل في شؤونها الداخلية فكيف لها ان تتدخل في شؤون دولة عربية لها تاريخ مشرف في العالم كمصر، وقفت وستقف مع الحق دائما، وماذا لو قام صناع الفيلم في مصر بعمل فيلم عن احد رموز ايران وزعمائها وتجريحهم والتعرض لهم بشكل أو بآخر، وهو سهل عليهم بالتأكيد؟ فهل ستثور ثائرة ايران وتقطع العلاقات مع مصر في الوقت المطلوب فيه التكاتف ولحمة الصف العربي والاسلامي في مواجهة الاعداء؟. ايران المتهمة دائما بتشجيع حركات العنف والارهاب وركوب موجة تعزيز المصالح الفارسية في المنطقة لا ينبغي ان تضم السينما إلى هذه الموجة وتتجاوز الخطوط والاصول والاعراف وتحول السينما إلى فوضى وتدخلها ضمن الاسلحة البيضاء لمحاربة الغير والاساءة اليهم، فالسينما لاشك انها اداة مهمة ومرآة عاكسة لحياة الشعوب وتقدمها وتطورها لذا لا ينبغي ان نجعلها مادة للتطاول المرفوض شكلا ومضمونا.