تحقيق / إغلاق معبر «نصيب» يمنع وصول المنتجات اللبنانية وينذر بأزمة

إطلاق «نار» يشعل أسعار الفواكه

1 يناير 1970 09:14 ص
• تجار يؤكدون لـ «الراي» ارتفاع سعر البطاطا أكثر من 300 فلس

• «الأفندي» والبرتقال ارتفعا 400 فلس ... والتفاح قفز 700 فلس

• المنتجات «المكدّسة» في المستودعات تساهم «موقتاً» في تلطيف موجة الارتفاع

• المنتجات اللبنانية تغطي25 في المئة من احتياجات السوق المحلية
ظهرت بوادر اشتعال أسعار الفواكه وبعض أصناف الخضار، بعد أن انقطع خط الاستيراد تماماً بين لبنان والكويت قبل أيام، إثر إغلاق معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن الذي تمر عبره برّادات الشحن.

ومع اقتراب مخزون الشركات المستوردة من النفاد، يُتوقّع أن تتفاقم الأزمة في الأيام المقبلة، خصوصاً في ما يتعلق بالأصناف التي لا تتوافر بدائل كثيرة عن السوق اللبناني لاستيرادها.

وأظهرت جولة ميدانيّة قامت بها «الراي» أن أسعار بعض أصناف الخضار والفواكه شهدت ارتفاعاً ملحوظاً منذ أن قرّرت السلطات الأردنية مطلع شهر أبريل الجاري إغلاق معبر «نصيب» الحدودي مع سورية، إثر سيطرة فصائل المعارضة السورية عليه.

ونتيجة لذلك، بات من العسير وصول المنتجات اللبنانية إلى الكويت، لاسيما الفواكه، التي ينتعش موسمها حالياً. علماً بأن المنتجات الزراعية اللبنانية تغطي نحو 25 في المئة من احتياجات السوق المحلية.

ويقول صاحب وكالة شحن في البقاع اللبناني (لم يشأ الكشف عن هويته) لـ «الراي» إن شاحناته وعشرات الشاحنات الأخرى متوقفة على معبر «نصيب»، وتواجه صعوبة كبيرة في متابعة طريقها أو العودة إلى نقطة انطلاقها، كاشفاً أن اتصالات الوكالة مع الجانبين السوري والأردني تشي بأن المعبر لن يُفتح في المدى المنظور.

ويشير صاحب الوكالة إلى أن ما يزيد على 50 شاحنة محملة بمختلف المنتجات الزراعية (فواكه وخضار) تنطلق يومياً من الأراضي اللبنانية باتجاه سائر دول الخليج، مع تشديده على أن هذا الرقم يصل إلى أكثر من 100 شاحنة يومياً مع دخول فصل الصيف وتحديداً شهر مايو، الذي يشكل بداية ذروة موسم الإنتاج الزراعي اللبناني.

أحد المستوردين الكبار في الكويت قال لـ «الراي» إن الكويت تستقبل يومياً ما بين 20 و30 شاحنة مبرّدة من لبنان، تتراوح حمولة كل منها بين 25 و30 طناً، أي ان الكويت تستورد ما بين 500 و900 طن يومياً من المنتجات اللبنانيّة.

ويشير التجّار إلى ان الاستيراد من لبنان يتركز في هذه الفترة على الفواكه، لاسيما التفاح والبرتقال والعنب واللوز والخوج والمشمش والإجاص واللوز والجنارك، فيما ينتظر أن يبدأ موسم استيراد الكرز قريباً. وإلى جانبها، يصدّر لبنان بعض الخضراوات مثل الخس والبطاطا والفول والبازلا والحمضيات بمختلف أنواعها. اما الخضراوات الأكثر استهلاكاً، مثل الطماط والخيار فلا تُستورد من لبنان.

ويؤكد مسؤول السوق المركزي في جمعية السالمية والمسؤول عن قسم الخضار أشرف حامد أحمد لـ «الراي» أن سعر صندوق البطاط ارتفع أكثر من 300 فلس خلال الأيام الخمسة الماضية فقط على وقع الأنباء الواردة من الحدود السورية ـ الأردنية، على الرغم من أن البطاط لا تُستورد من لبنان في هذا الموسم، بل تأتي حالياً من السعودية والأردن ومصر.

من ناحية ثانية، يبين أحمد أن أسعار الحمضيات على اختلاف أنواعها شهدت ارتفاعاً وصل إلى 400 فلس تقريباً، إذ إن لبنان يعد المصدر الأساس والرئيسي لهذه المنتجات إلى عموم دول الخليج ومن ضمنها دولة الكويت.

بدوره، توقع التاجر رائد الصمد عبر «الراي» أن تشهد أسعار الخضراوات والفواكه ارتفاعاً «ملموساً» و«واضحاً» في غضون الأيام القليلة المقبلة، مؤكداً في هذا السياق أن أسعار المنتجات اللبنانية وتحديداً الحمضيات بدأت بالفعل موجة «محدودة» من الارتفاع، مستشهداً بصندوق «الأفندي» الذي زاد من 1.300 فلس إلى 1.700 فلس دفعة واحدة، في حين قفز سعر البرتقال 400 فلس، فيما ارتفع سعر «الكلمنتين» من 1.300 إلى 1.750، أما سعر صندوق التفاح فقد ارتفع بنحو 700 فلس، من 1.300 إلى دينارين.

وفيما أشار الصمد إلى أن المنتجات «المكدسة» في المستودعات تلعب دوراً أو تساهم ولو «موقتاً» في تلطيف وضبط موجة الارتفاع الحالية، لفت إلى أن «الضبط الموقت» لن يطول كثيراً، لاسيما وأن المنتجات الموجودة في المستودعات ستفرغ خلال أسبوعين على أبعد تقدير.

غير أن الصمد أكد أن التجار يحاولون تعويض نقص المنتجات اللبنانية المتوقع قريباً من خلال اللجوء إلى وسائل استيراد أخرى غير البرية، وعلى رأسها الشحن البحري وبدرجة أقل الشحن الجوي، ولكن الصمد يستدرك بالقول «إن تعويض النقص في المنتجات لا يعني وقف ارتفاع الأسعار، لاسيما وأن كلفة الشحن ستزداد كثيراً».

وفي حين أن بعض المنتجات يمكن استيرادها جواً نظراً لطبيعتها، مثل الكرز، فإن معظم المنتجات ليس مجدياً استيرادها إلا براً، ما يعني أن السوق سيفتقدها تماماً إذا استمر إغلاق خط الاستيراد.