هذه مدرسة إيرانية
| بقلم د. علي رضا عنايتي * |
1 يناير 1970
10:07 ص
ان مراجعة خاطفة لمسيرة الملف النووي الايراني ترسم لنا مسرحا ومشهدا نرى فيه انتصار عنصر المفاوضات على المناوشات ونجاح منهجية الحوار على الحراب واستغلال الفرص المتاحة بشكل امثل والحيلولة دون ضياعها والسعي الدؤوب الى تقوية وميض الامل ليكون نورا ساطعا ينير دروب ابناء منطقتنا ويعيد الامور الى نصابها للحفاظ على مكتسبات الامة ومنجزاتها.
هذه هي ابجديات المدرسة الديبلوماسية الايرانية والتي تبني وحداتها الدراسية على الزمالة والمشاركة والمساهمة الفعالة والاختبارات الصعبة واعتماد لغة الحوار والاقناع والمناقشة وتعتقد ان التفاهم ينتج الوقار والوقار يولد الاحترام المتبادل وكل هذه الامور تمهد الارضية للوفاق والوئام. وفي هذه المدرسة تعتبر المرونة ربحا والحوار يعد نصرا ولو تعذر الحصول على الحد الاقصى لا يستغنى عن البديل.
لقد جندت ايران خيرة علمائها وخبرائها الشباب ومنهم خصبوا بدمائهم مسيرة التطور النووي ليمنحوا وطنهم مكانة مرموقة بين الأمم لتدخل بشموخ الى النادي النووي.
لقد نجحت الديبلوماسية الايرانية في الحصول على حق ايران المشروع بحكمة وحنكة وتبرهن نجاح عقلية الحوار في التفاوض مع كبار ساسة العالم وتثبت مصداقيته وصدقه مع شعبه وامته الاسلامية.
وههنا لا ينطوي بريق لمعان لوزان في حصول الجمهورية الاسلامية الايرانية على حقها في تخصيب اليورانيوم ولا رفع العقوبات بقدر ما هو مسرح لانتصار ثقافة الحوار وامتصاص عقلية النقار.
وفي هذا المسرح التاريخي اثبتت ايران بصبرها وابصارها القدرة على ترسيم خارطة لمستقبلها ليذكرها التاريخ بالفخر والاعتزاز مثلما يذكر صناع امجادها القدامى الذين ساهموا في بناء دولة حضارية واضفوا اوراقا ذهبية فوق اخرى في تشكيلتها وارسوا سفن السلام الى بر الأمان كما تمكن هؤلاء النواخذة اليوم تسيير هذه الرحلة التي طالت 11 عاما لترسو سفينة ايران الى شواطئ العلم والتقنية.
نحن نراهن على هذه المدرسة وتلامذتها واساتذتها هي مدرسة الجد والجهد مدرسة المثابرة والجهود لا المكابرة والجحود، مدرسة ندرس فيها التلاحم والعز والإباء والعلم والثقافة والحوار دون ان تكون مرتعا للتزمت والتحجر والقتل والارهاب، مدرسة تكتفي بذاتها وابنائها ومواردها الذاتية، مدرسة يسمع فيها دوي العلم، مدرسة تمكنت من كبح جماح التطرف والعنف وبناء اطروحة السلم والسلام.
نعم هذه المدرسة الايرانية
* سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية