حوار / «أفكّر في تبنّي طفل... أشعر بالوحدة»
نبيلة عبيد لـ «الراي»: ثورة 25 يناير خلّصتنا من الفساد ... و«30 يونيو» أنقذت مصر من المجهول
| القاهرة - من سهير عبدالحميد |
1 يناير 1970
06:28 م
• «نجمة العرب» تمرّد على شكل برامج المواهب... وأتمنى العودة للمسرح بـ «ايفت»
• لا تلوموا السبكي... هو الوحيد الذي يعمل الآن والآخرون توقفوا خوفاً على أموالهم
• أحمد زكي لن يأتي مثله... وابنه هيثم ورث منه الكثير
• إحسان عبدالقدوس «شكّلني»... و«عمري» أفنيته في الفن
• ضحّيت كثيراً... ودموع أول المشوار صنعت مني إنسانة قوية
لم تصنع تاريخها من فراغ، وإنما أفنت عمرها وتخلت عن حياتها الخاصة، وعاشت راهبة في محراب الفن.
لذلك استحقت الفنانة المصرية نبيلة عبيد، عن جدارة الكثير من الألقاب، وأهمها لقب «نجمة مصر الأولى»، وتربعت على عرش إيرادات السينما المصرية لسنوات طويلة، إلا أنها وبعد هذه السنوات الطويلة من الشهرة والنجومية، ولهاث الأضواء والعدسات من خلفها، «تشعر الآن ببرودة الوحدة»، وتفكر في «تبني طفل».
نبيلة عبيد التي تمثل نموذجاً فريداً للنجاح فتحت قلبها وعقلها في حوار استثنائي لـ «الراي»، فأكدت للمرة الأولى أنها أيّدت ثورة 25 يناير التي خلّصت مصر من الفساد. كما أيّدت ثورة 30 يونيو التي خلّصت البلد من مصير مجهول كان ينتظرها. واعترفت بأنها قبل 25 يناير كانت بعيدة عن السياسة، مكتفيةً بالإيحاء برأيها من خلال أعمالها، مشيرةً إلى «أن الثورتين غيرتا في داخلنا أشياء كثيرة». وتحدثت «بلبلة» كما يطلق عليها المقربون منها عن حياتها وأعمالها، وعلاقتها بكبار رموز الأدب والفن والسياسة، وتفاصيل عودتها من خلال برنامج «نجمة العرب»، وسر رفضها لتقديم قصة حياتها على الشاشة وتفاصيل أخرى نسردها فيما يلي:
، عدتِ بعد غياب سنوات ببرنامج «نجمة العرب»... كيف جاءت العودة؟
- الموضوع بدأ منذ عام ونصف العام، عندما عرضت عليَّ شركة «روتانا» فكرة برنامج لاكتشاف مواهب جديدة على مستوى الوطن العربي في التمثيل، وكانت الفكرة تقوم على أن أتحدث بالتوازي عن مشواري الفني، وأتناول أهم المحطات التي مررت بها في حياتي حتى تستفيد بها الأجيال الجديدة، فوجدت الفكرة جديدة، خصوصاً أنها مختلفة عن كل برامج اكتشاف المواهب الموجودة على الساحة، والتي تركز على المواهب الغنائية فقط. أما «نجمة العرب»، فيهدف إلى تخريج جيل جديد من الفنانات يكون قادراً على تحمّل المسؤولية، وبجانب ذلك يقدم البرنامج نموذجاً وقدوة من خلال شخصي ومشواري الفني لكل المتقدمات، حتى يتعلمن من كل ما مررت به في حياتي، وأعتقد أن فكرته تمردت على كل البرامج الموجودة.
، لكن تردد أن البرنامج، محاولة لإيجاد خليفة لـ «نبيلة عبيد»؟
- بالطبع لا، فلا توجد فنانة بديلة لأخرى، فلكل إنسان شخصيته وموهبته التي لا تشبه الآخر.
، وهل هناك مواهب لفتت نظرك أثناء تسجيل حلقات البرنامج؟
- بالتأكيد هناك بنات لديهن مواهب مبشرة، فمثلاً هناك موهبة مغربية قدمت مشهداً صعباً من فيلم «رابعة العدوية» وأعجبت بها جداً، لأنها كانت تقدم المشهد بإحساس كبير.
، وما أهم النصائح التي قدمتيها للمتسابقات خلال تسجيل الحلقات؟
- كنت دائماً أنصحهن بعدم اليأس والاستفادة دائماً من الفشل، وقد شاهدت فتاة تبكي بعدما رفضتها اللجنة، فقلت لها: «تذكري هذه الدموع جيداً، لأنها تصنع منك إنسانة قوية، وستحققين كل ما تريدينه، فدموعي هي التي صنعت مشواري، وجعلتني قوية. ، وكيف ترين حتى الآن ردود الأفعال على حلقات البرنامج؟
- وصلتني آراء كثيرة إيجابية حول البرنامج، وكان أول المهنئين حبيبتي الغالية الفنانة مديحة يسري، التي حدثتني بعد الحلقة الأولى بالرغم من ظروفها الصحية، وإجرائها العديد من الفحوصات الطبية.
، وهل ستتم رعاية الموهبة «صاحبة اللقب»؟
- بالتأكيد، فالبرنامج لن يكتفي بأن يمنح اللقب للمتسابقة، ويتركها بعد ذلك، ولكن سنعدها لكي تصبح فنانة ونجمة بالمعنى الحرفي للكلمة، وسأكون بجوارها وسأعمل مع عدد من المتخصصين في جميع المجالات الفنية على تجهيزها، لكي تستطيع أن تتحمل مسؤولية فيلم، وهذا تقريباً ما حدث معي في بداياتي الفنية، عندما قمت ببطولة فيلم «رابعة العدوية»، حيث وفرت لي الشركة المنتجة كل العوامل التي ساعدتني على النجاح.
، وهل ستشاركين صاحبة لقب «نجمة العرب» بطولة عمل فني؟
- إذا كان هناك دور يناسبني ويليق بمشواري وتاريخي فما المانع.
، كيف ترين وضع السينما الآن والحديث الدائم عن تصدر أفلام السبكي الساحة السينمائية؟
- أنا متفائلة بالفترة المقبلة، وأرى أن الأفلام الموجودة على الساحة هي تعبير عن الواقع الذي نعيش فيه، وتخاطب الشباب الذين هم رواد السينما الآن. أما كون أن أفلام السبكي هي التي تتصدر السينما الآن، فلا يُسأل عن ذلك السبكي، وإنما المنتجون الذين توقفوا عن الإنتاج وخافوا على أموالهم، وإذا كانت أفلام السبكي لا تعجبنا، فعلينا نحن أن نقدم الأفلام التي تحمل المضمون والقضايا الجادة ونترك المشاهد ليختار.
فالسبكي هو المنتج الوحيد الذي يعمل في السوق، وعندما سألوه لماذا لا تقدم أفلاماً عن حرب أكتوبر، رد وقال الدولة هي المسؤولة عن تقديم هذه النوعية من الأفلام، وهذا حقيقي.
، جمعتك بالكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس صداقه خاصة... حدثينا عنها؟
- إحسان عبدالقدوس هو أستاذي ومعلمي وصديقي، عرّفني به المنتج رمسيس نجيب، ويعتبر من أهم الأشخاص الذين شكلوا شخصيتي، وعلمني كيف أختار الروايات التي أقدمها، فكان يتصل بي ويقول لي: يا نبيلة فيه رواية حلوة عايزك تقرأيها أنا شايفك بطلتها، وبعدها أذهب لبيته وأجلس في مكتبه وأقرأ الرواية، ولا أخرج قبل أن أنهيها وأتخذ قراراً بتقديمها، سواء كانت هذه الرواية له أو لغيره، فهو من اختارني بطلة لأفلام «سقطت في بحر العسل»، و«وما زال التحقيق مستمراً»، و«الراقصة والطبال»، و«الراقصة والسياسي»، و«أيام في الحلال»، و«انتحار صاحب الشقة»، و«العذراء والشعر الأبيض»، وغيرها من الأفلام التي صنعت اسمي، وكنت حريصة على شراء رواياته من مالي الخاص لأقدمها في أفلام، وقد تعلمت من أعماله الكثير في حياتي الخاصة، لذلك أنا أفتقده جداً وأفتقد نصائحه، ومن حسن حظي أني كنت آخر بطلات رواياته التي اختارها بنفسه.
، برأيك، لماذا اختفت سينما المرأة، وأنت من أهم الفنانات اللاتي أبدين اهتماماً خاصاً بقضايا المرأة في أفلامك؟
- لأن الفترة التي نعيشها لم تعد تناسبها سينما المرأة، فالسينما أصبحت تخاطب الشباب وجمهورها أصبح منهم، لذلك
لا بد أن يروا أنفسهم ومشاكلهم على الشاشة وإلا سيهجرونها، فهذا الوقت ليس زمن «حارة برجوان» و«سمارة الأمير» و«الراقصة والسياسي» و«أرجوك أعطني هذا الدواء»، وغيرها من الأفلام التي ناقشت قضايا المرأة.
، حدثينا عن تجربتك في فيلم «المرأة والساطور» وجرأة القضية التي قدمها؟
- هذا العمل من الأفلام المهمة التي قدمتها مع سعيد مرزوق، وكان مأخوذاً من قضايا وجرائم حقيقية تملأ صفحات الحوادث، فالمرأة عندما تتعرض للعنف والظلم نتوقع منها أي شيء.
، كوّنتِ مع الراحل أحمد زكي ثنائياً فنياً في عدد من الأفلام. كيف كانت كواليس العمل معه؟
- ممثل عظيم لن يعوّض ولن يأتي مثله، وأفتقد مدرسة الأداء الطبيعي التي تميّز بها، كما كان يتمتع بخفة دم، وأعتقد أن ابنه هيثم ورث عن «أبيه» أشياء كثيرة، وفعلاً صدق المثل الذي يقول «اللي خلف ما ماتش».
، قدمت شخصية الراقصة في أربعة أفلام... برأيك لماذا أحب المشاهد هذه الأفلام بالرغم من أنها عن حياة راقصة؟
- لأني عشقت الرقص منذ طفولتي، وأحب مشاهدته من خلال تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف وسهير زكي وزينات علوي ونجوى فؤاد وفيفي عبده ودينا وغيرهن. لذلك عندما قدمت دور الراقصة في «سمارة الأمير» و«الراقصة والسياسي» و«الراقصة والطبال» نجحت، فحبي للرقص جعلني أتقن الدور، خصوصاً أن الرقص كان موظفاً في الأحداث.
، وبرأيك لماذا لا يتقبل المجتمع عمل الراقصة؟
- أعتقد أن السبب هو شكل بدلة الرقص والعري الموجود فيه، والذي كوّن حاجزاً نفسياً بين الناس والراقصة، لكن أنا عن نفسي أحترم مهنة الرقص الشرقي جداً، وأرى أنه فن مثل التمثيل والموسيقى.
، قدمت في بداية مشوارك حياة «رابعة العدوية»، فهل توافقين على إعادة تقديمها مرة أخرى؟
- أنا عن نفسي أرفض تقديمها مرة أخرى، لأن الفيلم توافرت له عناصر النجاح من الفنانين والإخراج والكتابة، فمن أين نأتي بصوت مثل أم كلثوم ليغني «حانت الأقدار»، أو ديكور وملابس مثل التي أبدعها العظيم شادي عبدالسلام. وعلى العموم، لا أحب أن أصادر آراء ورؤية أحد، فمن الجائز أن يقدم في مسلسل وينجح، لكنني لن أشارك فيه، لأن الدور يتطلب فنانة شابة تقدم المرحلتين.
، وهل تأثرت بهذه الشخصية في مشوارك؟
- عندما قدمت «رابعة العدوية» لم أشعر بنجاح العمل إلا بعد سنوات، لأني كنت صغيرة وتعاقدت بعدها على 5 أفلام، لكن لا تتخيلي مدى سعادتي عندما يعرض هذا الفيلم في كل المواسم الدينية، خصوصاً أن الإنتاج الديني من الأفلام والمسلسلات بات قليلاً، وأعتقد أن الدولة هي التي يجب أن تتصدى لإنتاج هذه الأعمال.
، وما رأيك في اعتراض الأزهر على تجسيد حياة الأنبياء والصحابة على الشاشة؟
- أرى أن الأزهر هو صاحب الرأي الأول والأخير في هذه الأمور وأنا أحترم رأيه جداً وأثق فيه وعلينا أن نلتزم بما يقول.
،هل توافقين على تقديم مشوارك على الشاشة؟
- لم يعجبني منالسير الذاتية للفنانين سوى مسلسل وفيلم «أم كلثوم»، فالفنانون قريبون من الناس، وإذا قدم عمل عنهم لا بد أن يكون قريباً من شكل وروح وحياة الفنان حتى يقبل عليه الناس. أما حياتي فأرفض أن أقدمها في عمل فني، لأنها لن تقدم مثلما أريد، لكن قد أكتب مذكراتي في كتاب، لأن حياتي بها الكثير ومن الممكن أن تتعلم منها الأجيال الجديدة.
، وماذا يعني لك لقب «نجمة مصر الأولى»؟
- هذا اللقب له قصة، بدأت عندما جاء لي المنتج إبراهيم شوقي وعرض عليّ أن يضع على أفيشات أفلامي لقب نجمة مصر الأولى، لأن أفلامي كانت تلقب بـ«راس ليسته»، أو على رأس الأفلام التي يشتريها الموزعون، وبعد تفكير وافقت وكنت وقتها سعيدة باللقب، لكن بعد ذلك هوجمت بسبب لقب «نجمة مصر الأولى».
، هل كنت حريصة على وجود مسافة بينك وبين السياسة؟
- فعلاً، فأنا كنت أقول رأيي من خلال أعمالي، إلى أن قامت ثورة 25 يناير التي سببت ذهولاً للناس وثورة 30 يونيو، والثورتان غيّرتا في داخلنا أشياء كثيرة، وجعلتنا نخرج عن صمتنا ونعبّر عما في داخلنا. فالثورة الأولى أيدناها لأنها خلصتنا من الفساد، وأيدنا الثورة الثانية لأنها أنقذت مصر من مصير مجهول.، ألا تفكرين بالعودة للمسرح في الوقت الحالي؟
- لا يوجد مسرح الآن حتى أعود له، لكن كان هناك مشروع لمسرحية «ايفت» مع المخرج سمير العصفوري، وتوقفت إلى أن نجد مسرحاً جيداً نعرض عليه حتى تخرج بشكل جيد، خصوصاً أنني قدمت أعمالاً مع نجوم كبار مثل محمد عوض وتحية كاريوكا.
، وما رأيك في تجربة «تياترو مصر» للفنان أشرف عبدالباقي؟
- معجبة بها جداً، وأتمنى أن أحضر عروضها لأنها تجربة جميلة، وتذكرني بمسرح التلفزيون.
، تردد كثيراً أنك تفكرين في تبني طفل، فهل هذا صحيح؟
- بالفعل هذه الفكرة تشغلني، لأني أشعر بالوحدة، إلا أنها لم تخرج حتى الآن عن كونها فكرة، بمعنى أنه لم تحدث خطوة فعلية لذلك، ولا أعلم إذا كنت سأخوض هذه التجربة أم لا، خصوصاً أن تبني طفل مسؤولية كبيرة.
، ظهرت في جلسة تصوير أخيراً أكثر رشاقة وجمالاً... فهل هناك حب جديد كما يشاع؟
- (ضحكت وقالت): «الموضوع وما فيه أنني أجلس في بيتي منذ سنوات، وكنت منشغلة بحال البلد، ولم يكن لدي شهية لعمل أي شيء، ولم ألتقط صوراً فوتوغرافية، لكن عندما جاء برنامج «نجمة العرب»، قمت بعمل «لوك» جديد وغيرت تسريحة شعري ولونه، وقام صديقي المصوّر عادل مبارز بالتقاط مجموعة صور من أجل الدعاية للبرنامج.